لاشك في أن الحوار أحيانًا يكون أقوى من الأسلحة الفتاكة، لاعتماده القناعات الداخلية الذاتية أساساً، وفي أحيان كثيرة يفلح في حل ما لا تفلح فيه الحروب الطاحنة. والحوار من الفنون التي نمارسها باستمرار، لذا إتقانه أمر في غاية الأهمية لأن أسلوب الحوار والكلام يدلان على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث، وإليه ينسب الفضل في شتى الإنجازات في مختلف المجالات من سياسة واقتصاد إلى أعمال الحياة كافة. وعلى موقع التواصل الاجتماعي أنشأ مغردون هاشتاق يحمل اسم «فن - الحوار»، أعطوا فيه تعريفاً من وجهة نظرهم لهذا الفن، وموضحين أسسه وقواعده. وكتب المغرد محمد المنصور: قل للمريض أن الدواء لا يسبب مضاعفات بنسبة 95٪، ولا تقل إن الدواء يسبب مضاعفات بنسبة 5٪، الرسالة نفسها ولكن بأسلوب مختلف، الأولى تبني وترفع المعنويات والثانية تهدم وتحط من المعنويات. وأوضحت المغردة سها الحربي «إذا قررت انتقاد فكرة شخص أمدحه أولاً ثم وضّح نقطة اختلافك معه مع إبداء احترامك لبقية كلامه، فالروح الصادقة في المناقشة تنحصر في أن يتخذ المرء من ملاحظات الآخرين أساساً يبني عليه بدلاً من أن يهدمه». في حين عرج المغرد أسامة الجامع إلى نقطة أخرى من فن الخوار وهي تلك الخاصة بين الزوجين وكتب: إن الحوار بين الزوجين ولو لدقائق معدودة قبل النوم، هو صمام أمان لنزع فتيل سوء الظن بينهما، الذي هو شرارة الشجار. وتابع: تتغذى شجرة الحب بين الزوجين على العاطفة، وترتوي بالتواصل والكلام الجميل وتنمو بالمشاركة الوجدانية، فلاشك في أن الحب يحسم الكثير من الخلافات في حالات الزواج الناجح، لكنه عندما يختفي من البيت الذي يعيش فيه الزوجان فإن الخلافات تصبح ضيفاً دائمًا في هذا البيت». وأضاف: تتحول علاقة الزوجين من حبيبين إلى علاقة زوجية رتيبة، فلا يرتبط كل منهما بالآخر إلا برباط الأطفال، ومن ثم تبدأ حياتهما الزوجية في الاحتضار، فالزوجان اللذان يفتقدان لغة الحوار بينهما هما في الحقيقة غريبان في بيت واحد يجهلان عن بعضهما أكثر مما يعرفان». وكتبت رهف المالكي: لم يكن الرسول «صلى الله عليه وسلم» في بداية دعوته، يمتلك قوة ولا ثروة ولا منصباً لكنه استطاع بقوة منطقه وثبات حجته وعبر الحوار الناجح ان يقنع الآخرين». وجمعت المغردة وفاء المحمدي، صفات الحمقى من المتحاورين في «يرفع نبرة صوته، يقاطع الطرف الآخر، فاهم بكل شيء، يسخر ممن لا يتفق معه». أما المغرد مصطفى آل علي، فأورد موقفاً للطبيب والكاتب الإغريقي جالينوس عندما نظر إلى رجل يرتدي ثياباً فاخرة، لكنه يتحدث بكلام فارغ، فقال له «إما أن تتكلّم بكلام يشبه لباسك، أو تلبس لباساً يشبه كلامك» . وكتبت المغردة أسرار «لا تحاولي حفظ الكلمات التي تودين الحديث بها، أجعلي كلماتك من القلب واحرصي على أن يتسم كلامك بحب واحترام لمن تتحدثي إليه». أما عبدالرحمن المطوع، فعرج إلى نقطة أخرى في فن الحوار ألا وهي الجزئية الخاصة بحديث الوالدين إلى الأبناء وكتب «يا من ترى إبنك أصغر وأقل تجربة منك فلا تحاوره .. أما سمعت عن فن الحوار لنوح عليه السلام مع إبنه فقال له «يا بني اركب معنا». وأوضحت تسنيم «لو كنّا نحرص على إتقان الحوار كما نحرص على إتقان قيادة السيارات لما تصادمنا». وتابعت «مهما كان رفضك لرأي الآخر احرص على عدم تسفيه رأيه، ابتعد عن كلمة لالالا «ههه» أو أي عبارة تعبر عن الرفض أو التصغير».