(1) همسة بسيطة عزيزي القارئ . قبل أن أكتب هذا المقال .. وقبل أن تراه منشورًا أمامك الآن كتبت ومحوت كثيرا ... ترددت كثيرًا قبل أن أهم في كتابة هذا المقال .. لا أخفيك سرًا أن الأنظمة والحكومات هنا جعلتني أرى حروف الأبجدية ( أصفادًا ) ناعمة (2) ديقٌراطية ..: كلمة مايزال تفسيرها يستعصي على الشعوب العربية .. أن ترى الشعوب تتحرر من تقديس الأسماء .. و تتحرر من صناعة الأصنام بأيديها وعبادتها .. أن تؤمن بالفكرة ... وأن العقل وُجد من أجلها .. أن تؤمن بنظرية الخط المستوي .. وتلغي فكرة الخطوط الحمراء .. أن تؤمن بتعدد الأفكار والتوجهات .. وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية .. أن تؤمن بأن الانتقاد باب للبحث عن الأفضل .. وأن الخطأ وارد .. والانتقاد واجب .. والمجاملات على حساب الشعوب .. أهلكت أممًا كثيرة .. (3) تخيل أن تجلس في مقهى أو مكان معين وتفتح موضوعًا للنقاش كالتالي .. لماذا يُستعبد الناس هنا ..؟ ولماذا لا توجد مساواة وديمقراطية ؟ لماذا تنهمر عبارات الثناء والتبجيل على مسؤول أنجز مشروعًا معينًا وكأنه تصدّق على الشعب من جيبه ؟ لماذا لا نصرخ ( لا ) عندما نرى أنها يجب أن تُقال ..؟ ولماذا اعتدنا على تقمص دور ( الكومبارس ) في هذه الأوطان رغم أننا البطولة بأكملها .. أنا متأكد أنه سيخرج لك شخص أحمق ليقول لك : لقد قال لنا الشيخ الفلاني أن هذا تطبيع أمريكي قاتلهم الله .. ويخرج لك أحمق أخر ليقول لك : ( ماكلين .. شاربين ولله الحمد هذا يكفي ) .. ويخرج لك أحمق ثالث قبل أن تكمل أسئلتك لن تجده .. لأنه اعتاد أن يهرب في وجود أي نقاش شبه سياسي .. هذا الأحمق يخاف حتى من ظل الحديث السياسي ... (4) في الدول العربية .. القانون لا يحمي المغفلين .. هو يحمي اللصوص وسرّاق المال العام فقط .... السجن للرجال .. عبارة صنعت بأطباع عربية بامتياز .. (5) أنا لست متشائمًا جدًا كما تتصور.. أنا أكتب الواقع .. لأرسم المستقبل كما أريد .. أنا أكتب ما يجول في ذهنك ... أنا أكتب كل الأسئلة المتزاحمة في عقلك والتي تبحث عن أجوبة .. أنا أكتب لأصنع مستقبلًا مختلفًا لأجلي ولأجلك .. أنا أكتب لك أنت .. (6) يجب أن نعيد حساباتنا جميعها .. يجب أن نعيد رسم الخطوط والمسارات لهذه الحياة يجب أن نؤمن بأن الحقوق يجب أن لا نتازل عنها وان الحياة لا تستقيم إلا حين يكون الميزان عادلًا .. ويرضي الجميع الفقير قبل الغني .. والصغير قبل الكبير ... أن نؤمن بأن حقوق الفرد ليست هبه من سلطة أو مسؤول .. أن ميزان التميز هنا .. القدرات .. وليست العلاقات .. أن اختلاف الأفكار والتوجهات أمر طبيعي ودليل على أننا أمة تهتم بعقولها .. وأن الاحترام المتبادل للأفكار .. سبيل لنهضة هذه الامة أننا يجب أن نقول ( لا ) في وجه أي شخص مهما كان منصبة .. إن كان يسير في الطريق الخاطئ.. يجب أن نؤمن بأن عمر بن الخطاب لم يقل عبثًا ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) .. (7) قد يكون هذا المقال سطحي في نظر البعض .. وقد يكون عميقًا جدًا في نظر البعض .. أنا لا أراه سوى فضفضة قلم ... وزفرات آه ل بعض الأوراق البيضاء و واقع مؤلم .. صنعت هذه المقال .. (8) تخيل أن حروف الأبجدية ال 28 قد تكون سببًا في سجني في يومٍ من الأيام .. يا رجل مجرد التفكير في هذا الموضوع أمر سخيف .. والإيمان به ... أكثر سخافة .. المؤلم في الموضوع أنه واقع . عبدالله محمد الشمري