GMT 0:05 2013 السبت 4 مايو GMT 17:57 2013 السبت 4 مايو :آخر تحديث مواضيع ذات صلة وحيد عبدالمجيد يمكن فهم الموقف الحاد الذي يتخذه السلفيون ضد الشيعة إذا وضعناه في سياقه الأوسع, وهو مشروع إيران الإقليمي الذي يستخدم المذهبية أداة أو سلاحا لتحقيق هدف قومي في المقام الأول. فليس ممكنا إنكار أو إغفال أن لإيران مشروعا لتوسيع نفوذها في المنطقة, وأن في هذا المشروع تهديدا لدور مصر الذي لا يزال محتجزا وراء أسوار سياسية خارجية مرهونة لدي أمريكا وإسرائيل. وإذا كان التهويل في خطر المشروع الإيراني إلي حد اعتباره مساويا للتهديد الإسرائيلي خطأ, فليس صحيحا في الوقت نفسه التهوين منه ناهيك عن إنكاره أو إغفاله. ورغم أن مشروع إيران هذا فارسي بالأساس, فهو يستخدم المذهب الشيعي أداة من أدواته منذ انفراد آيات الله بالسلطة بعيد ثورة 1979 بعد أن خدعوا حلفاءهم الذين قام بعضهم بدور أكبر منهم في هذه الثورة, ثم انقلبوا عليهم واستحوذوا علي الدولة وأعادوا صياغتها بشكل كامل. وإذا كانت هذه الدولة تبدو شيعية من الناحية الرسمية حيث تقوم السلطة فيها علي نظرية ولاية الفقيه المتعارضة مع أحد أصول الإسلام الذي لا يعرف عصمة لأي فقهاء, فهي تظل فارسية الهوي والروح والأهداف. غير أن كثافة استخدام المذهب الشيعي وسيلة لتحقيق هذه الأهداف, ومن بينها توسيع نفوذ إيران الإقليمي, أعادت إنتاج الخلاف التاريخي بين السنة والشيعة. وما كان لهذا الخلاف أن يتجدد, ويبلغ مبلغه الراهن الذي يدفع الاتجاه السائد في الأوساط السلفية المصرية إلي رفض السياحة الإيرانية, إلا نتيجة السياسة الإيرانية. فلم تتغير أهداف هذه السياسة مقارنة بما كانت عليه في العصر الشاهنشاهي إلا في أدواتها. فكان المشروع الإيراني تهديدا لدور مصر قبل حكم آيات الله وبعده. ولكن وسائل هذا التهديد هي التي اختلفت. ولذلك ينبغي ألا نستهين به ونلوم السلفيين حتي إذا كان جزعهم بسبب إحدي وسائله يفوق قلقهم من أهدافه. فالهدف لا ينفصل عن الوسيلة. وإذا فقد صاحب الهدف الوسائل التي يمتلكها صار صعبا عليه الوصول إلي مبتغاه. وهذا هو ما يصح أن يعرفه من يستهينون بالمشروع الايراني ويهونون من استخدام أصحابه المذهب الشيعي والدعوة اليه وسيلة لتحقيقه.