كتب - نشأت أمين: برعاية وحضور سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة، انطلقت صباح أمس بفندق فريج شرق فعاليات النسخة الأولى من منتدى الدوحة الأمني الذي يتم تنظيمه بالتعاون بين الأكاديمية الوطنية للتدريب التخصصي "نابت" ومركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة والمركز المغربي للدراسات الإستراتيجية. يشارك في المنتدى، الذي تُختتم أعماله اليوم، 120 مشاركاً من خارج قطر معظمهم من الخبراء الأمنيين والعسكريين، كما يشارك فيه خبراء ومسؤولون من مختلف المؤسسات القطرية يصل عددهم إلى حوالي 150مشاركاً. ويناقش المنتدى على مدى ست جلسات خمسة محاور رئيسية تدور حول انتشار الراديكالية المتشددة بإفريقيا جنوب الصحراء (مثل حركات تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، مجاهدي أنصار الدين، بوكوحرام وشباب المجاهدين) واليمن، بوصفه مجالاً خصباً لتنامي جهاد عالمي ومنطقة اتصال بين إفريقيا وشبه جزيرة العرب ووضع الخليج في قلب قوس أزمات المحيط الهندي، إفريقيا الوسطى والساحل الصحراوي، وكذلك تأثر منطقة الخليج بالتهديدات التي تتعرض لها الممرات البحرية الإستراتيجية، إضافة الى حاجة المنطقة إلى نظام دفاعي إقليمي. وفي كلمة افتتح بها أعمال المنتدى رحب سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس الأركان بالحضور متمنياً لهم طيب الإقامة والتوفيق في التعاطي مع جدول أعمال المنتدى الذي يناقش موضوع "تداعيات الانفلات الأمني على دول الخليج". وأضاف سعادته أن العالم شهد نقلة نوعية في عملية صنع القرار وصياغة السياسات العامة ومواجهة الأزمات والكوارث، وأصبح هناك دور متنامٍ لمراكز الأبحاث في دعم القرارات نتيجة لقدرتها على إجراء الدراسات التحليلية المعمقة حول المقتضيات والتطورات المحلية والدولية. كما أوضح أن مراكز أبحاث كثيرة استطاعت تحديد القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ورصد التحديات المختلفة التي تواجه خطط التنمية والتطوير والتنبؤ بالأزمات قبل أن تبدأ وتسلط الأضواء على المقتضيات الداخلية والإقليمة والدولية وانعكاساتها على أمن الدولة. ولفت إلى أن أحداث الربيع العربي شكلت نقطة تحول مهمة في انتشار الجماعات المسلحة في مناطق عدة، حيث ساعدت في كشف دور وأهمية هذه الحركات في الفضاءين السياسي والديني في هذه المناطق وهو ما ظل كامناً لسنوات. وتابع : نظراً لضرورة البحث عن خيارات وبدائل للتعامل مع تلك الجماعات، فإن منتدى الدوحة للأمن يمثل واحداً من الآليات المهمة التي نتوقع أن تطرح حلولاً تساعد في عملية اتخاذ القرار بما يمكن من تجاوز التهديدات التي تمثلها هذه الجماعات باعتبارنا شركاء وأصحاب مصلحة في تحقيق الاستقرار ومواجهة التهديدات القائمة والمحتملة. وفي ختام كلمته أعرب اللواء العطية عن أمله في أن يؤدي المنتدى الى التوصل الى بدائل وخيارات مثلى تدعم اتخاذ قرارات حكيمة واتباع سياسات بناءة تصب في رسم سيناريوهات التعامل مع التهديدات القائمة التي تواجه جميع الدول. ومن جانبه أكّد العميد سند علي راشد النعيمي، قائد مركز الإستراتيجية التابع للقوات المسلحة، الدور الفعال الذي تقوم به مراكز الدراسات الإستراتيجية والبحثية في رصد التهديدات المختلفة وانعاكاساتها على أمن الدولة، معرباً عن أمله في أن يخلص المنتدى الى مخرجات إيجابية تساعد أصحاب القرار وتضع أمامهم الحلول البديلة. ومن ناحيته، أعرب البروفيسور محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية عن شكره لمركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية على إتاحة الفرصة لتأكيد التعاون بين قطر والمملكة المغربية حول بعض القضايا المشتركة المتمثلة في التهديدات التي تتطلب رداً جماعياً وقال: نحن سعداء بأن نلتقي الضيوف الكرام من مختلف الدول والمنظمات الذين يشاركون في المنتدى بهدف تعظيم البحث والتحليل حول هذه المعضلة التي أصبحت آفة تتنقل من منطقة إلى أخرى. وقال نحن واعون جميعاً بأننا نمر بمرحلة دقيقة وبأن المقاربات التي تتطلبها هذه المعضلة المعقدة والعابرة للحدود والقارات أصبحت تستوجب منا الاستشراف والتدقيق والتمحيص والبحث الجيد لإعانة صانعي القرار على إتخاذ القرارات اللازمة. وأضاف: نحن سعداء كذلك أن نتقاسم جميعاً هذا الهم الذي أصبح مشتركاً لنجد له حلولاً جذرية شمولية تدخل في إستراتيجيات متعددة البنيات والتطورات. ولفت إلى سعادة العاملين بالمركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بالمشاركة مع مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة مثمناً وعيه الكبير بقضايا المنطقة معرباً عن أمله في أن يخرج المنتدى بتصورات تساعد في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.