قال السفير الروسي في اليمن سيرجى كازلوف إن هناك فرقاً كبيراً بين ما يسمعه في العاصمة صنعاء ويتابعه عبر بعض وسائل الإعلام حول ما يحدث بمدينة عدن، معتبراً ما رآه في عدن خلال زيارته أمس للمدينة يختلف كلياً عما يسمعه في صنعاء. وأعرب كازلوف خلال لقائه أمس الأحد بمحافظة المحافظة المهندس وحيد رشيد، عن إعجابه بمستوى التحسن والاستقرار الذي تشهده المحافظة في مختلف الجوانب مقارنة بحجم التضخيم المهول لما يحدث من أحداث معظمها طبيعية ويمكن أن تحدث في أي مجتمع، حد قوله. وتابع السفير الروسي حديثه بالقول "صحيح أننا سمعنا عن مشاكل كالكهرباء وبعض الاحتجاجات ولكن كانت الفكرة التي وصلتنا غير واضحة ومشوشة, لأن الإعلام ضخمها بصورة غير حقيقية وعندما أعود إلى صنعاء سأخبر السفراء بأن الوضع مختلف تماماً, فرغم معاناة الكهرباء لكنها في عدن أفضل بكثير مما تعانيه العاصمة صنعاء"، مبيناً أن المشاكل في عدن بالتأكيد ستجد حلولاً مستقبلاً, ولا يمكن أن تحل بالتخريب وقطع الطرقات، حسب وصفه. وبخصوص مطالب الانفصال قال إن "مسالة المطالبة بالانفصال لا تعدو كونها وهماً وندعو أولئك للتفكير، وسؤال أنفسهم، هل هناك عصا سحرية لحل مشاكلهم طالما والبلد كله يعيش ظرفاً استثنائياً"، متسائلاً في الوقت ذاته كيف ستكون الأوضاع من اليوم التالي للانفصال في حال افترضنا تحققه، هل ستكون على أحسن ما يرام؟، وقال إن "عليهم –من يطالب بالانفصال- التفكير في العواقب طالما والمجتمع الدولي كله مع أمن واستقرار ووحدة اليمن". وأضاف "يمكن اختيار أي مسمى وشكل للدولة كأقاليم, أو فيدرالية أو ما شابه ذلك ولكن من غير تدمير البلد وجرها للتناحر والتشرذم، وأثنى على الحوار الوطني ضمناً وقال، "جميل أن اليمنيين التقوا وتجنبوا مزالق الاقتتال والفوضى, لذا المجتمع الدولي يدعمهم ولن يتخلى عنهم". ونوه بقوله "ندرك أن مشاكل الجنوب اقتصادية، ومطالب خدمية في المقام الأول، فالناس لا يريدون سوى بيت ووظيفة واستقرار، مضيفاً، "عندما نتحدث عن الوقوف مع الوحدة معناه أننا نقف مع مصلحة البلد"، وتعجب بقوله "أي منطق هذا الذي يمكن قبوله في تقسيم البلد بعد أن كان واحداً كيف سيكون ذلك؟". واستطرد كازلوف "هنا من عدن أجدد التأكيد أن المهم هو المجتمع الدولي وأن من يتجاوز هذا الإجماع سيفشل"، وأشار إلى أن مساحة الحرية تتسع للجميع، وأن الذين لم يقتنعوا بالمشاركة في الحوار عليهم ألا يؤذوا الآخرين فالحرية دائما تقول لنا جميع الحقوق ولكن لا نتناقض، حسب تعبيره. وفي حين كشف السفير الروسي عن أنه ستصل لليمن عدد من الشركات الروسية في الأسابيع القادمة للاستثمار والتعاون في مختلف المجالات، قال "اليوم كل الأنظار متجهة نحو الحوار الوطني الذي يسير بصورة جيدة وفيه ترسم الخطوط العريضة لمستقبل البلد ويكفي أنه جنب اليمنيين الصراعات". من جهته أعرب محافظ عدن عن امتنانه للجهود التي تبذلها روسيا الاتحادية في دعم اليمن، مثمناً الحفاوة والاستقبال الذي حظي بها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أثناء زيارته لروسيا، منوهاً بأن الشعب اليمني لا يفرط مطلقا بمكتسباته، ولا يتنازل عن ولائه الوطني مهما كانت الظروف، حد قوله. واتفق الجانبان من حيث المبدأ، على إنجاح علاقة التوأمة بين مدينة عدن ومدينة سان بطرسبورج الروسية، والبدء بالإجراءات حيال ذلك، بعد تخاطب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مع الرئيس الروسي بهذا الخصوص. الأولى