كتبت مروة رزق أصبح التلفزيون ضيفاً دائماً في المنازل والمقاهي والنوادي وحتى أماكن العمل، وللأسف تحول هذا الضيف إلى سيد يتحكم في المضيفين أنفسهم, فهو من أوائل الضيوف الذين يستقبلون المواليد حتى في المستشفيات. حيث تحول الناس إلى ضحايا لا حول لهم ولا قوة, إذ يهبط بلادهم ويقتحم بيوتهم وسط ترحيب غريب, وهم يخرسون إذا تكلم, وإذا تكلموا تحدثوا همساً فلا صوت يعلو فوق صوت التلفزيون, وينسون النوم بسببه, ويجعلونه شريكاً لهم في أمورهم حتى خلال تناول الطعام, يملى على البعض مايجب أن يأكلوه أو يقاطعوه , ويلغى عقول البعض ويحدد لهم ما يتكلمون فيه خلال المساء والعشاء بلا عناء. وبمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة و زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، ل"محيط"، أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون أكثر من ساعتين يومياً يزيد من معدلات الإضطرابات النفسية. مشيراً إلى أنه يوثر سلبياً على النمو العقلى للأطفال منذ الأشهر الأولى لولادة الطفل، أي في السن التي لا يستطيع الطفل أن يميز ما يراه. كما أوضح بدران أن إرتباط مشاهدة التلفزيون بتناول الطعام عادة سيئة, تجعل المتلقين يتناولون كميات كبيرة من الطعام كلما جلسوا أمام التليفزيون، مما قد يسبب زيادة الوزن. وأضاف بدران أن التلفزيون يقلل من التحصيل الدراسي والقدرة على أداء الواجبات المدرسية، كما أنه يحرم الأطفال من اللعب بحرية وممارسة الرياضة ويبعدهم عن تلقى المعرفة عن طريق القراءة, حيث أن الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة التلفزيون يزيد بأربعة أضعاف عن الوقت الذي يقضيه في القراءة. ما هو معدل التشيش؟ يقصد به د. مجدى بدران الفترة الزمنية التي يقضيها الفرد أمام الشاشات، ومن المفارقات العجيبة أن التشيش والتشييش أنماط تندرج تحت باب الإدمان! فالشاشات هنا المقصود بها سطح التلفزيون والكمبيوتر, واللاب توب والموبايل والأي باد والأي فون، وأي سطح مفلطح يشاهد الناس به صور متحركة. ويطالب بدران يطالب بألا يزيد معدل التشيش اليومي عن ساعتين، فبعض الأطفال يرتفع معدل التشيش لديهم ليصل إلى 16 ساعة في الأجازات والعطلات. وينصح بدران بمنع تناول الوجبات أمام الشاشات، وعدم السماح بالشاشات في غرف النوم، كما يحذر من وضع الموبايل مع الطفل خلال النوم. ويوصي بدارن الأمهات بمنع مشاهدة التلفزيون تماماً في السنة الأولى والثانية من العمر. التلفزيون والربو أكد بدران أن متابعة الأطفال للتلفزيون لأكثر من ساعتين يومياً يؤثر بالسلب على نمو الرئة وكفاءة الجهاز التنفسي لديهم فيما بعد مما يضاعف من معدلات الإصابة بالربو بين مشاهدي التلفزيون الصغار. ومن المعروف أن الربو حاليأً أصبح يصيب 25% من أطفال المدن في أوربا وأمريكا ! بسبب التلوث الجوى وتغير أنماط الحياة. التلفزيون والزهايمر يصيب مرض الزهايمر 10% بعد الخمسة والستين و50% بعد سن ال85 من العمر. ويرى بدران أن مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة لها علاقة بمرض الزهايمر، وذلك لأنه يجعل المرء في حال أشبه باللاوعي ومن ثم يصعب عليه تعلم أي شيء. وللوقاية من مرض الزهايمر يجب تنشيط المخ بمحاولة تقوية الذاكرة بالقراءة وتعلم اللغات والتدريب على الحفظ. وينصح بدران الأطفال بممارسة نشاطات مختلفة خاصةً في أوقات الفراغ مثل الرياضة أو الرسم أو القراءة.