أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء رسميًّا عجزها عن القيام بمهامها في تنفيذ الإصلاحات جراء استمرار الاعتداءات على أبراج الكهرباء، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية بمحافظة مأرب أن وساطة قبلية تمكنت من ايقاف حملة عسكرية لمعاقبة مخربي الكهرباء في وادي عبيدة ومنطقة الدماشقة. وقال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء المهندس عبدالرحمن سيف عقلان: إن المؤسسة لم يعد بمقدورها تحمّل المزيد من الاعتداءات جراء ما تتكبده من خسائر كبيرة في الإصلاحات وخسائر الطاقة المباعة، فضلاً عن تدني مستوى تحصيل مستحقاتها لدى مختلف الجهات وخاصة الحكومية والمديونيات المتراكمة. ودعا إلى سرعة ملاحقة مرتكبي هذه الاعتداءات وإنزال العقوبات الرادعة. وأضاف: "الواقع يظهر أنه لا حل لهذه المشاكل إلا باتخاذ إجراءات رادعة بحق هؤلاء المخربين. في هذه الأثناء أكدت مصادر عسكرية بمحافظ مأرب أن وساطة قبلية مكونة من عدد من المشائخ تمكنت من إيقاف الحملة العسكرية التي قامت بها قوات الجيش لضرب مواقع مخربي الكهرباء في وادي عبيدة ومنطقة الدماشقة. وكانت قوات من المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب قد قصفت - أمس - مواقع المخربين في منطقة آل جردان في وادي عبيدة التي تبعد عن مدينة مأرب باتجاه الشرق حوالى 30 كيلو متر المتهمين باستهداف خطوط الكهرباء وأنابيب النفط في المحافظة. وقالت مصادر قبلية ل"مأرب برس": إن قوات الجيش اطلقت قذيفتين فقط على موقع منزل صالح جردان، احد المتهمين من قبل السلطات باستهداف خطوط نقل الكهرباء، مشيرة الى ان القذيفتين وقعتا على بعد اثنين كيلو متر من منزل المتهم، ولم تصب أحدا. وأشارت المصادر الى أن متهمين بالتخريب آخرين أعلنوا تضامنهم مع صالح جردان، مرجحة قيامهم بقطع خط صافر والإقدام على أعمال تخريبية في الساعة القادمة. من جانبه شكا رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة لرئيس مجلس إدارة وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العربي لمنتجي وناقلي وموزعي الطاقة الكهربائية في الوطن العربي من أعمال التخريب التي تطال أبراج خطوط نقل الكهرباء، وتحدث عن هموم ومشاكل الكهرباء في الوضع الراهن. وتطرق خلال لقائه بإدارة الاتحاد - أمس بصنعاء - إلى ما يجري من اعتداءات متكررة على خطوط نقل الطاقة والآثار السلبية لذلك على كافة ابناء المجتمع.. مؤكدا حرص الحكومة على ايجاد حلول دائمة واقتصادية لتطوير القدرات التوليدية للكهرباء.. معربًا عن تطلع بلادنا للاستفادة في هذا الجانب من الاتحاد العربي لمنتجي وناقلي وموزعي الطاقة. بدوره أبدى رئيس وأعضاء الاتحاد العربي لمنتجي وموزعي الطاقة الاستعداد لمساعدة اليمن على تجاوز العجز القائم في الطاقة الكهربائية وتقديم كل الخبرات والمساعدة المطلوبة لتحقيق ذلك.. منوهين بما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لإصلاح وتطوير قطاع الكهرباء من رؤية وخطط ومشاريع من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في مجال الانتاج والتوزيع والإدارة لقطاع الطاقة الكهربائية في اليمن ويقول مسؤولون إن الاعتداءات المتكررة على الكهرباء يقصّر من العمر الافتراضي لمحطة مأرب الغازية، وهي المحطة المركزية لتوليد الطاقة الكهربائية في اليمن، ويؤدي استمرار الاعتداءات إلى تراجع مستويات التوليد في سائر المحطات الأخرى وتدني كفاءة جاهزيتها. وكان مسلحون قبليون هاجموا - الاثنين الماضي - خطوط نقل الطاقة الكهربائية بمنطقة نهم، تبعه هجوم آخر من آل جردان في اليوم ذاته ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة. من جانبه نشرت جريدة الشرق الأوسط خبرا قالت فيه : (بدأت السلطات اليمنية، أمس، عملية عسكرية ضد من يسمون «المخربون» الذين يواصلون استهداف أبراج الكهرباء في محافظة مأرب بشرقي البلاد، في وقت طرح أبناء مأرب المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني رؤيتهم للقضية المأربية أمام المؤتمر. ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط» عن مصادر محلية، إن «ألوية المنطقة العسكرية المرابطة في مأرب قصفت عددا من القرى والمناطق في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب، واستهدف القصف عناصر من تنظيم القاعدة وآخرين يسمون (المخربون) والذين تتهمهم السلطات اليمنية بالقيام بسلسلة اعتداءات بحق أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وبصورة متواصلة»، وأكدت المصادر أن القصف أسفر عن تدمير عدد من المنازل والأوكار التي يتحصن فيها «المخربون»، لكن السلطات رسميا لم تعلن عن العملية العسكرية التي تأتي بعد أيام إلى إرسال قوات خاصة إلى محافظة مأرب لحماية المنشآت الحيوية التي تتعرض للاعتداءات. وأكدت الصحيفة أن العملية العسكرية لن تكون شاملة «نظرا لجغرافية المنطقة وتباعد الوحدات الإدارية والقرى السكنية، إضافة إلى اختباء المطلوبين في المناطق الآهلة بالسكان»، وأشار مصدر عسكري خاص إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى قطع دابر الأعمال التخريبية التي يعاني منها كل اليمنيين، وإلى أن هناك خططا عسكرية تعد لمحاصرة «الإرهابيين والمخربين» في مأرب والمحافظات المجاورة التي بات الإرهابيون ينشطون فيها بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة، مؤكدا استمرار استهدافهم عبر الجو وعبر العمليات البرية المحددة والدقيقة.