الأربعاء, 26 حزيران/يونيو 2013 14:38 لندن " عدن برس " - بدأت حكاية "الكاتيوشا" بأغنية حب شعبية روسية شهيرة وفيها كانت الفتاة كاترينا تغني منتظرة عودة حبيبها من الحرب. تشابكت حالتا الحب والحرب لتصبح كاتيوشا (اسم التدليل لكاترينا) صاروخا روسيا حربيا أزعج الألمان كثيراً في الحرب العالمية الثانية، لدرجة صار اسم "سيمفونية ستالين" يُطلق من قبل الألمان على زخّات مجموعات الكاتيوشا المتلاحقة التي تنهمر على جيوشهم ومدنهم التي دمرت. كانت صواريخ كاتيوشا تزرع الرعب في صفوف الجيش الألماني. كانت التجارب على هذه الصواريخ في روسيا عام 1938، ويبلغ المدى الذي يصل إليه بين 10 و22 كلم، وبعد تطويره يقول الخبراء إن مداه قد يصل إلى 70 كلم، وترجع بداية هذا الصاروخ كما ذكرنا إلى فترة الحرب العالمية الثانية ، فخلال هذه الحرب الكبرى التي خاضها الاتحاد السوفيتي لتحرير أراضيه من غزو الألمان ، بدأ إطلاق هذا الاسم المميز كاتيوشا على هذا النوع من قاذفات الصواريخ من طراز بي إم 8 ، وبي إم 13. هي قصة البنت الروسية الجميلة كاترينا . تقول إحدى مقاطع أغنية " كاتيوشا " الروسية : أغنية الحب التي تود أن تعلنها عذراؤها .. طاردي الشمس وأسرعي دون تأخر.. وأرسلي تحية حارة من خطى كاتيوشا .. إلى حارس الحدود البعيدة جداً .. لعل الفتى يتذكر فتاته القروية .. لعلّه يسمع حبها الرقيق.. ويحرس بلاده الأم إلى الأبد .. وكاتيوشا تحرس حبها بدرجة لا تقل عنه . الشعب الروسي شعب عظيم ولكن سياسة الستار الحديدي حجبت هذا الشعب العظيم عن العالم ، هذا الخطاء التي ارتكبته الشيوعية و الاشتراكية ، هذة النظرية التي دمرت شعب عظيم لمدة 70 سنة ، شعب حضاري عبر العصور أبدع في الموسيقى والشعر والمسرح والأوبرا والسلاح وعلوم الفضاء ، والتفوق الأسطوري في طب وجراحة العيون .هذا الرجل العظيم التاريخي جورباتشوف قد فك الأغلال عن الشعب الروسي التي ربطتها الشيوعية والإشتراكية المدمرة بالخوف والقهر والجوع ، ستعود روسيا من جديد بأموال أمريكا وألمانيا واليابان لتصنع مستقبل مشرق لروسيا الجديدة الحضارية. تم تنفيذ أول اختبارات ناجحة في مارس1941 لإطلاق قاذفات صواريخ بي إم 13، مما فتح المجال للتوقيع على أول صفقة لإنتاجها بكميات كبيرة في 21 يونيو من العام نفسه. نظام بي إم 13 الذي صار بمقدوره إطلاق 16 صاروخا في وقت واحد من الصواريخ عيار 130 ملليمتر. وكان الكاتيوشا وهو ما سمي أيضا في البداية " كيت الصغيرة " ، قاذفة صواريخ تركب على شاحنة ثقيلة تطلق وابلا يصل إلى 48 صاروخا لمسافة تبلغ نحو أربعة أميال، ورغم مداها القريب بمقاييس وقتنا الحاضر فقد سببت في ذلك الوقت رعبا للألمان بسبب صوتها المفزع المميز ، وأطلق الألمان على هذا السلاح اسم " أورجن ستالين" .. أو سيمفونية ستالين . الشعب الروسي عانى من جبروت عصابة البلاشفة التي حكمت هذا الشعب بالحديد والنار . ستالين قتل 3 مليون روسي ونقل عشرة مليون إنسان من موطنهم إلى سيبيريا ، هذا الشعب صحى في أحدى الأيام وكسر القيد وبدأ تصحيح المسار، الرئيس خرتشوف الذي أظهر جرائم ستالين أمام الشعب الروسي ، ثم جاء السياسي المفكر الرئيس جورباتشوف جاء بالبروستريكا ليصحح التاريخ . إن روسيا اليوم تستعيد عافيتها في نظام عالمي جديد ، وستكون هناك ادوار كبيرة لروسيا في الوطن العربي ، لقد ساندت روسيا العرب في نهضتهم وثورتهم في الخمسينيات. بعد هزيمة العرب في حرب 1967 فقدت مصر وسوريا معظم اسلحتها – أقامت روسيا جسور أسطورية على مدار الساعة في التاريخ البشري لنقل السلاح الى العرب ، وبنت حائط الصواريخ على ضفة قنال السويس ، واستقبلت مئات الالاف من الطلبة العرب للدراسة المجانية في المعاهد المدنية والكليات العسكرية. إن السبب الرئيسي في تفوق الشعب الروسي هو الأم الروسية التي تحب تربية الأطفال وزرع الولاء والوطنية والحب لبلادهم ، ان الأم الروسية اكثر وفاء لزوجها وقدسية لبيتها ، وبعدها تأتي الأم الألمانية ثم البريطانية.