الأحد, 21 تموز/يوليو 2013 17:31 لندن " عدن برس " - بالنظر الى ما استجد على صعيد الحراك في ألاونه الاخيره اشعر مثل غيري من المتابعين في اطار القراءه للوضع بان الخطر المحدق بالقضيه الجنوبيه والحراك السلمي الجنوبي يكمن في اشكال التمحور والتجاذب المحلية والإقليمية والدوليه التي قد تتجه اليها او تسقط في حبالها بعض القيادات في اطاراستثمار زخم الحراك لاستعاده حضورها السياسي لتحقيق مكاسب شخصيه ، او لتنفيذ اجنده معينه في اطار هذا التمحور والتجاذب ألقائمه وان على حساب قضيه وتضحيات شعب الجنوب الصامد والصابر والمكافح، ووحده قوى الحراك الذي نشاء من صلب المعاناه التي فرضت على الجنوبيين بنتيجه حرب 1994 واستمد وجوده وقوه حضوره وتناميه من واقع مبداء التسامح والتصالح بين جميع القوى ودورها الفاعل وفي مقدمتها فرسان الكلمه من الكتاب والمثقفين الذي كان لهم شرف المبادرة والرياده مع اداره صحيفه الايام التي دفعت لقاء موقفها دما ومالا حتى اليوم ، ومشاركه المتقاعدين العسكريين والمدنيين ، وقطاع الشباب وتضحياتهم، وكذا بقيه القوى السياسيه والاجتماعيه من كافه مناطق الجنوب التي التحمت في مسيره الحراك لتصنع الملحمة الجنوبيه عبر التضحيات لنشهد ويشهد معنا العالم المليونيات كابلغ تعبير عن مستوى تنامي ووحده قوى الحراك وإصرار الشعب في الجنوب على تحقيق اهداف نضاله . واليوم وللأسف اجد ان ما كنا نخشاه بداء ظاهرا للعيان كنتيجه لتوجهات التمحور والتجاذب، وبروز موشرات الشخصنه للقضيه الجنوبيه ورهنها بأشخاص ورموز سياسيه، وتصنيف الناس تبعا لموقفهم وتبعيتهم لهذا او ذاك من هذه الرموز في اطار من التبعية العمياء ، وكأننا لم نمر بتجارب سابقه لازلنا ندفع ثمنها ، في ظل نظره إقصاء واستثناء قد تنسف كل جهود التصالح والتسامح وكل التضحيات التي قدمها شعب الجنوب في رحله نضاله المستميته لاستعاده حقه الوجودي على أرضه ، لنعود مجددا الى مربعات الصراع والاقصاء التي عشناها منذ 1967 ، ومع كامل الاحترام لكل القيادات السياسيه في الداخل او الخارج فقد كنا نأمل ان يأتي دورها- في اطار التكفير عن الأخطاء وتبرئه الذمم كل حسب مسؤوليته ومشاركته - داعما لجهودالداخل ولخدمه الزخم الشعبي الغير مسبوق في تاريخ الجنوبيين، على قاعده الاستفاده من دروس الماضي والحاضر ،وممارسه دورها القيادي( الموحد) باتجاه رعايه وترشيد وتوجيه ومساعده قيادات الحراك السلمي الميدانيه والشباب تحديدا ، و بذل الجهود لتوحيد كافه قوى الحراك ومكوناته السياسيه والاجتماعيه والدينية ، وتنظيم وتنسيق نشاطها في الداخل والخارج بإشراك الكل بعيدا عن الاقصاء او الاستغناء او الاستدعداء او التخوين او التمحور او التجاذب ، او الشخصنه ،والنظر الى الجميع بعين واحده للاستفادة من الجميع ،لان التجربه أثبتت اولا ان هزيمتنا سببها الفرقه والصراعات وثقافه الاقصاء والاستبعاد التي سادت ، وثانيا انه لا يمكن لاحد ان يحقق الهدف لوحده وباستثناء الاخرين ،و بعيدا عن ثقافه التعايش واحترام التنوع التي يجب ان تسود وتؤسس للقادم ، لنعود مجددا الى ثقافه اللون الواحد والصوت الواحد والحزب الواحد الذي لا يعلوه اي صوت ، وفي اطار ذلك تأتي ايضا مساله الجهود لنسج العلاقات بدول المنطقه والعالم والتعامل معها بما يخدم قضيه شعب الجنوب على قاعده احترام المصالح والمنافع المتبادلة ، وبما ان القضيه الجنوبيه لازالت بأمس الحاجه الى مشاركه جميع القوى الجنوبيه ، فإنها بالقدر ذاته بحاجه ماسه الى تفهم ومسانده دول الجوار والمنطقة ودول العالم بما في ذلك المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقيه المؤثرة ذات العلاقة بلا استثناء . وبرغم حاله الإحباط ومشاعر القلق التي سببتها توجهات الشخصنه والتمحور وما يشكله ذلك من مخاطر حقيقيه على الحراك والقضيه الجنوبيه ، فسيظل الأمل مشدودا الى الشباب الرائعين والى كل العقلاء والغيورين من كافه القوى والمكونات ودورهم الفاعل في توحيد الصفوف وتحقيق الأهداف على الارض بالاستفاده من التجارب والدروس باعتبارها خير دليل وخير معلم . ختاما يقول حكيم العرب الاكثم صيفي في وصيته لقومه : كونوا جميعا فان الجمع غالب والمرء يعجز لا محاله.