اغتيال النائب المعارض في المجلس الوطني التأسيسي الأمين العام السابق لحركة الشعب محمد البراهمي برصاص مجهولين اليوم الخميس في حي الغزالة بتونس . واضاف مصدر طبي في وزارة الصحة التونسية إن البراهمي توفي إثر تعرضه 11 طلقة نارية. وإثر عملية الاغتيال شهد المجلس التأسيسي التونسي حالة استنفار، وحمل أعضاؤه الحكومة المسؤولية عن اغتيال البراهمي. من جانبه أعلن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أن الجمعة سيكون يوم حداد وطني في تونس . ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب عام غدا الجمعة، وذلك على خلفية اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي . كما دعت الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها الفقيد إلى عصيان مدني حتى إسقاط النظام . من جانبه ندد رئيس الحكومة التونسية علي العريض يوم ، باغتيال محمد البراهمي. ودعا العريض الشعب التونسي لعدم الانجرار وراء الفتنة والعنف . وقد استقال البراهمي، 58 عاما، قبل أيام من حزب "الجبهة لتحقيق أهداف الثورة" وهو ائتلاف يضم 11 حزبا وتجمعا ومفكرين مستقلين، ليؤسس حركة "التيار الشعبي" ويصبح منسقا لها . واغتيال البراهمي هو ثاني اغتيال سياسي في تونس منذ سقوط زين العابدين بن علي، ففي شهر فبراير الماضي، اغتيل شكري بلعيد، بالرصاص خارج منزله، ما أثار صدمة وأزمة سياسية في البلاد، وأدى في نهاية المطاف إلى استقالة حكومة حمادي الجبالي . وحسب" روسيا اليوم " دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يوم الخميس في كلمة القاها عقب اغتيال المعارض محمد البراهمي، الشعب إلى الحفاظ على الهدوء والأمن لإفشال المخطط الجهنمي الذي يستهدف تونس. وأشار المرزوقي إلى أن هناك أطرافا تريد ترويع الشعب التونسي، مؤكدا أنها لن تنجح في ذلك. وقال "سنرفع التحدي الأمني والسياسي وستبقى الدولة مستقرة .. وسننهي المرحلة الانتقالية في الوقت الذي نريد ". وأضاف المرزوقي أن من يقف وراء الاغتيال يريدون اقناع العالم أن الربيع العربي فشل حتى في تونس . سيرة حياة البراهمي ولد الفقيد النائب في المجلس الوطني التأسيسي التونسي والمعارض محمد براهمي بولاية سيدي بوزيد في 15 مايو عام 1955. والتحق بعد إنهاء دراسته الابتدائية والثانوية بالمعهد الأعلى للتصرف وحصل على شهادة الأستاذية في المحاسبة. بدأ البراهمي نضاله السياسي في الجامعة حين انضم إلى ما كان يطلق عليه اسم "الطلاب العرب التقدميون الوحدويون" ونشط من خلال المنظمة إلى أن أسس برفقة زملائه سنة 2005 حركة الوحدويين الناصرين وكانت الحركة محظورة تعمل بشكل سري، إلى أن قامت الثورة وأسس "حركة الشعب". وحركة الشعب عضو في "الجبهة الشعبية" وهي ائتلاف علماني يضم أكثر من 10 أحزاب سياسية. ولم يكن البراهيمي يخفي انتقاداته لحزب حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة. وكان البراهمي اعتقل مرتين، في سنة 1981 وتمت تبرئته من قبل المحكمة وكذلك في سنة 1986 حيث تمت تبرئته أيضا .