لا.. هذا ليس دعاء، ولكنه تسجيل واقع حال المسلمين عامة والعرب خاصة الذين تكرر فشلهم وعجزهم عن حل قضاياهم عامًا بعد عام، والذين وقعوا ضحايا وأدوات بيد قوى خارجية تسعى لتحقيق مصالحها وقوى داخلية تتحول إلى أدوات تخريب لمجتمعاتها عن جهل أو حقد، وتسعى باستماتة لإعاقة تطور مجتمعاتها وعكس اتجاه عجلة النمو والتطور في هذه المجتمعات، بينما يواصل الآخر، أي غير المسلم، جهده عبر الاندساس وسط المضللين وفي مواجهات سافرة لإيقاف هذا المسلم عن أن يكون عيده اليوم أفضل من عيده بالأمس. أحد الأصدقاء أرسل لي رسالة (إيميل) وصلته يقول فيها كاتبها تحت عنوان: "عرب.. أي ذل!" في طفولتي كان خطيب الجمعة يدعو: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين).. وكبرت فأصبح خطيب الجمعة يدعو: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأفغانستان).. ثم كبرت فأصبح دعاء خطيب الجمعة: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأفغانستان والشيشان والصومال).. وكبرت فدعا خطيب الجمعة: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأفغانستان والشيشان والصومال والعراق).. وكبرت فدعا خطيب الجمعة: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأفغانستان والشيشان والصومال والعراق وسوريا).. وكبرت ودعا خطيب الجمعة: (اللهم انصر إخواننا في فلسطين وأفغانستان والشيشان والصومال والعراق وسوريا وبورما) وعندما كبرت أكثر.. أصبح الخطيب يريح دماغه ويقول: (اللهم انصر المسلمين في كل مكان).. فماذا بقي من أمة ذهب شامها وعراقها وقدسها؟". وتُعبِّر هذه الرسالة عن مدى اليأس الذي يعيشه مثل هذا المواطن العربي المسلم الذي كتب الرسالة، ونشرها.. ولن تكون بورما الأخيرة، ففي عالمنا العربي فقط تواجه اليمن ومصر وتونس والسودان وليبيا وغيرها وضعًا تسيل فيه الدماء بحجة أو أخرى، ولا يعرف أحد أي مصير ينتظر شعوبها ولا حجم الدماء التي من المتوقع أن تُسال للوصول إلى بداية نفق يكون الضوء قد اتضح في نهايته. العجيب في الأمر أن كل حكومة عربية تسعى لمواجهة قدرها ومصير وطنها منفردة عن الأخرى، بالرغم عن أن الخطر الواضح والحقيقي يتهدد الجميع شعوبًا وحكامًا بدون استثناء، بل وحتى التجمعات العربية الإقليمية، وهي تكاد تكون نادرة، لم تستوعب، كما هو ظاهر لنا، أن المصير واحد، والخطر واحد والأعداء معروفون والأدوات تعد نفسها للانقضاض، متى وفر لها المخططون الأجانب الفاعلون الفرص المناسبة وقدموا لها الدعم المطلوب، بعد أن وفروا لها التدريب وتهيئة الأجواء الإعلامية والسياسية. كثير من المسلمين، غير العرب، اكتشفوا نقاط ضعفهم وقوتهم، وواجهوا أزماتهم بإعادة بناء أوطانهم، عبر مشاركات شعبية كبيرة، جرى إبعاد التطرف والمتطرفين عنها، وهذه التجارب المتعددة المختلفة، إلى حد ما، عن بعضها البعض، بالإضافة إلى تجارب أوطان أخرى غير إسلامية تعرضت لما يتعرض له العرب والمسلمون من تمزق ومؤامرات، كل هذه التجارب يمكن أن توفر مرجعية جيدة لمن أراد الخروج عن النص المكتوب له وتوفر الفرصة ليقوم بكتابة نص خاص بوطنه وشعبه، وهو أمر يقوم بأدائه عادة القادة لا الأفراد، ويتقوا به الفوضى ويمنعوا عن أنفسهم وأوطانهم أن يتحولوا إلى ضحايا، الهجمة الشرسة الداخلية والخارجية التي تواجهها الشعوب والأوطان العربية، والتي تسعى (وقد نجحت في أكثر من موقع) إلى تمزيقها وإسالة دمائها وتشريدها لن تتوقف ما لم يتخذ العرب أنفسهم إجراءات ومواقف وقرارات تعيق مد التخريب وتمنع سفك الدماء.. فالخطر واضح والمأساة يمكن أن تمتد لسنين طويلة قادمة.. والطريق إلى دفع الخطر عن ما تبقى من أوطان أكثر وضوحًا مما يعتقد البعض. أما آن للعرب أن يخرج عقلاؤها، من دعاة معتدلين بحق ومثقفين متنورين بصدق، عن صمتهم وترددهم، ويقودوا بلدانهم نحو الأمان؟!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (5) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain