فقدت الأمة الإسلامية في الأيام القليلة الماضية رائدًا وعلمًا من أعلام العمل الدعوي والخيري ورجلًا من رجال الإغاثة، ذلكم هو الشيخ عبدالرحمن السميط، لقد كان يرحمه الله جامعة للعمل الإغاثي والدعوي، وكان له تأثير كبير على كل من يتعامل معه. آلاف المحاضرات والندوات لا تزال ترن في أدغال إفريقيا وجنباتها ألقاها وكان لها بفضل من الله تأثير ودور كبير في إسلام الآلاف من الأفارقة وغيرهم. كان يرحمه الله متميزًا بأسلوب دعوته مما كان له الأثر في تقبل الملايين لدعوته إليهم للدخول في دين الله الحق، كما كان لمحاضرته تأثير لا يشعر بها إلا من عرف المعنى الحقيقي لحلاوة الدين والتشوق للدخول فيه. كما كان لبقًا فطنًا لماحًا، يروي أحد مرافقيه الذي يدعى وليد الأحمد أن الراحل يرحمه الله كان يلقي محاضرة في إحدى القرى الأفريقية التي كانت تزخر بفرق التبشير للديانة المسيحية، حيث حضر قسان للمكان الذي كان يلقي فيه المحاضرة، وعندما حاول بعض الجهلة إبعادهما رفض الشيخ السميط ذلك، حيث أجلسهما مرحبًا بهما ثم واصل محاضرته وركز في الحديث على مناقب السيد المسيح ونظرة الإسلام له ولوالدته مريم العذراء عليهما السلام. ووفقًا لما رواه الأحمد فقد تأثر القسان بالمحاضرة أكثر من غيرهما من الحضور حيث احترما ديننا الإسلامي كونه يحترم رموزهما. استطاع الشيخ بفضل من الله خلال 30 عامًا من الدعوة في إفريقيا أن يهدي الله على يديه أكثر من 11 مليون شخص دخلوا في الإسلام ناهيك عن دعم الفقراء في إفريقيا من خلال الجمعيات الخيرية. لقد استمر يرحمه الله في دعوته رغم ما اعترضه من مواقف وصعوبات ومعوقات كونه كان يؤمن بالهدف الذي يسعى إليه.. فالتاريخ الإسلامي وصفحات التاريخ العالمي لن تنسى هذا الرجل الذي كان بحق رمزًا للدعاة المخلصين الأوفياء الذين سخرهم الله لخدمة دينه. رحم الله الشيخ الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عما قام به لخدمة الإسلام والمسلمين كل الخير وجعل مثواه برحمة ربه جنة عرضها السموات والأرض، وعوّض الله الأمة الإسلامية خيرًا في فقده، وصبر الله محبيه وأسرته على فراقه، وقيض الله للإسلام الكثير من أمثاله، ونصر الله ديننا وأعلى راية الإسلام في كل مكان، وجمعنا الله بك يا شيخ عبدالرحمن في جنة الخلد إن شاء رب العالمين. محمد عبدالعزيز اليحيا - جدة