منذ تعيينه نائباً للرئيس في عام 1994 م , ومن ثم تولية منصب رئيس الجمهورية في فبراير 2012 م , كانت اختيارات الرئيس عبدربه منصور هادي للأشخاص الذين يتم تعيينهم في مناصب هامه , تعتمد العلاقة القبلية المناطقية , وهي الاساس للتشكيل السلطوي ومعيار مهم , ان لم يكن الأهم , في الدخول ضمن دائرة السلطة الحاكمة والحصول على المناصب المهمه والمؤثره والفوز بالمنح والعطايا والمميزات . لن يخطىء المتابع ان هذه الاختيارات والمحسوبة على م / أبين محصورة في ثلاث مديريات وهي (( مودية , لودر , الوضيع )) ومعظم الشخصيات التي تم اختيارها لشغل حقائب وزارية ومناصب قيادية عليا مدنية وأمنية وعسكرية تنتمي الى هذه المديريات الثلاث , واعتماد الرئيس عبدربة هذه العقلية الضيقة والنظره المحدوده وحصر م / ابين في ثلاث مديريات فقط والغاء بقية المديريات وعدم الأختيار منها بالرغم من انها تمتلىء بالكوادر المؤهلة والشخصيات القيادية ذات الخبرات الكبيره . وبقدر مانحمل الرئيس عبدربة النصيب الاكبر لهذه الطريقة فأن الطاقم الذي يعمل معه ومستشارية والمقربين منه يتحملون جزء من هذه المسئولية , وحتى هؤلاء هم ايضاً نتيجة للأختيارات القبلية المناطقية وبالتالي من الطبيعي ان تكون ترشيحاتهم واستشاراتهم تسير في نفس الطريق . ان ممارسات الاستحواذ تسير في خط ممنهج وعقلية قبلية مناطقية فجه اوصلت هؤلاء الى التعامل مع الأخرين من ابناء المحافظة الى مايمكن ان نطلق عليه ( سلوك عنصري ) فبالاضافة الى سيطرة المديريات الثلاث على تمثيل أبين على المستوى الوطني في المناصب العليا والوسطى للدولة فأنها تسيطر على المواقع القيادية في المحافظة , فكما نلاحظ عدم وجود كوادر المديريات المقصية في التشكيلات الوزارية وفي المناصب القيادية العليا والوسطى للهيئات والمؤسسات الحكومية , نلاحظ ايضاً انه على مستوى المحافظة معظم المسئولين والمدراء التنفيذيين ينتمون الى تلك المديريات الثلاث يقابلة غياب كبير لبقية المديريات عن هذه المناصب . وهذه السياسة انتجت بدورها استحواذ هذه المديريات على الدرجات الوظيفية المخصصة للمحافظة بالرغم من ان بعض المديريات الاخرى تتفوق عليها في التعداد السكاني وفي اعداد الخريجين المؤهلين ,, ناهيك عن التوجه الجديد – القديم في اتاحة الفرصة لابناء تلك المديريات الثلاث في دخول الكليات العسكرية والحربية وكلية الشرطة وحصولهم على المنح الدراسية الجامعية المدنية والعسكرية والأمنية في الخارج والداخل وحجب تلك الفرص الدراسية على بقية ابناء المحافظة . سؤال ( كنموذج فقط ) : خلال فترة الوحدة – ولن اذهب ابعد من ذلك – من شغلوا منصب محافظ أبين من ابناء المحافظة , الى اي المديريات ينتمون ؟ ولهذا على الرئيس والمقربين منه ومستشارية ان يعيدوا حساباتهم وينظروا الى ابناء المحافظة نظرة واحده واقعية واخلاقية بعيد عن العقلية القبلية المناطقية , فأنت رئيس وطن وليس ممثل فئة .. هذا غيض من فيض .