عبد الكريم الرازحي *نخطئ عندما نوحّد بين الأحزاب الاشتراكية وبين اليسار. اليسار شيء والأحزاب الاشتراكية شيء آخر. *ليس كل شخص ينتمي إلى الحزب الاشتراكي يصبح يسارياً، ولا كل يساري يلتزم للحزب يظل في اليسار. *بعد قيام الوحدة - جميعها أحزاب اليمين واليسار، وأثناء حمى الاستقطاب- راحت تستقطب الكتاب والمثقفين اليساريين وتحولهم من كتاب ومثقفين يدافعون عن قضايا اليسار إلى حزبيين ملتزمين يدافعون عن مصالح حزبية ضيقة. *جريمة الأحزاب اليسارية أنها كانت تمسخ اليساري إلى حزبي ملتزم، وتدربه كيف يقف على اليمين مقابل حصوله على شيء من الفتات. *للحزب وعي القطيع، ولليسار وعي "برومثيوس"وشتان مابين الوعيين. *لو أن الحزب الاشتراكي- على سبيل المثال- ترك لليسار حرية أن ينمو ويتكون بشكل مستقل عنه، لكان ذلك في صالحه وفي صالح اليسار. *اليسار اليمني يسار ملتزم حزبياً، ومتخشب أيديولوجياً، وتفوح منه اليوم رائحة قوية هي رائحة اليمين. *اليسار في اليمن ذهب إلى اليمين ولم يعد . *اليسار صيرورة وليس كينونة، والشخص يصير يسارياً بجهده ووعيه ومعاناته ومواقفه وانسلاخاته الحزبية والفكرية، وكذا بفضل العقبات والصعاب التي تعترض طريقه وليس بمجرد انضمامه إلى حزب يساري. *مثلما تتحول اليرقة إلى فراشة، وفي حالات نادرة، وبصعوبة شديدة جدا، قد يتحول الحزبي إلى يساري وهذا هو حال عبد الباري. *في مؤتمر اليسار اليمني للعدالة الاجتماعية جلست قلقاً متوتراً أتلفت يميناً ويساراً بحثا عن يساري حقيقي.. يساري أعرفه . وفيما كاد اليأس يغلبني ظهر فجأة الأستاذ عبد الباري طاهر، وحينها تنفست الصعداء. *عبد الباري طاهر الوحيد الذي أستطيع أن أجزم بأنه يساري.. لقد عايشت مراحل تحوله من حزبيٍ إلى يساريٍ، ومن يَرَقةٍ إلى فراشة. *اليمن اليوم