هنيئًا لكل من ينتمي إلى هذه البلاد الكريمة؛ أو يعيش على ترابها الطاهر بهذا الشرف العظيم، فهي وبدون منازع أشرف وأعظم أرض تحت السماء، كيف وهي أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنبع الهدى ومنطلق مسيرة الخير للعالم كله، هنيئًا لكل من يحب هذه الأرض المقدسة المعطاءة، أرض اختارها الله ليكون فيها أول بيت وضع للناس، وفيها مهاجر نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وهنيئًا لكل مخلص يعيش على هذه الأرض يبذل جهده لرفعة شأنها وارتقائها إلى الأفضل في كل مجال خير يبتغي وجه ربه وحبًّا لنبيه الحبيب عليه الصلاة والسلام. في يوم الوطن لابد أن نتذكر الكثير والكثير من القيم والمبادئ التي ارتفع بنيان هذا الكيان الكبير عليها، فهي دولة قامت وهي ترفع راية التوحيد (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) فتحت ظلها اجتمعت الكلمة، وتوحدت الصفوف، ومنحها الله القوة والمنعة، ورزقها الأمن والأمان، ومن ثنايا كلمة التوحيد العظيمة انطلقت مسيرة البناء والعطاء، وعاش الناس في دعة وسلام، عيش مبارك وبركة معيشة، وكان توحيد الصف مطلب لا مناص عنه لأن الديار ديار خير وهي مهبط الوحي، فالجميع مسلمون، والكل مؤمن بربّه مُحب لنبيه، والكل مقتنع بأهمية التمسك بوحدة الكلمة تحت كلمة التوحيد، فبدونها سنصبح جميعًا في مهب الرياح، وطالما تمسكنا بها وعملنا تحت مظلتها فنحن في خير وأمن وأمان، وأي انحراف عن مسيرتها فهو طريق لا أمان بعده، لذلك فإن من أوجب واجبات المواطنة الصادقة الحفاظ على المبادئ التي قامت عليها دولة التوحيد والإخلاص لها وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيلها وفي سبيل المحافظة عليها وحمايتها من غوائل الأعداء والمتربصين بها الذين لا يريدون بها وبأهلها أي خير. في يوم الوطن لنتذكر ما أفاء الله به على هذه البلاد من خيري الدنيا والآخرة ممّا جعلها أمنية كل محب، وفخرًا لكل مخلص، وانطلاقًا من القاعدة القرآنية (لئن شكرتم لأزيدنكم)، فإننا جميعًا دولة ومواطنين ومقيمين مطالبون بشكر الله على نعمائه قولاً وفعلاً، والعمل بكل إخلاص في سبيل رفعة هذه البلاد التي غرس الله حبها في قلوب عباده المؤمنين في أصقاع الأرض، فهي لا تخص أبناءها الذين ينتمون إليها رسميًّا، بل كل مسلم ينتمي إليها بروحه وعقله ومشاعره، (أفئدة تهوي إليهم) إذن فحقوق هذه البلاد في رقاب كل مسلم ومؤمن على وجه الأرض، فكيف بمن يحمل بطاقة انتمائه الرسمي لها، إنها والله أمانة عظيمة وثقيلة، والله سائلنا عنها يوم نلقاه، فليست الوطنية الحقة مجرد انتماء أو شعارات وصيحات نرددها، لكنها تحمل الأمانة والعمل بجد وإخلاص حتى نلقى الله بقلوب سليمة، حفظ الله بلادنا وكل بلاد الإسلام من كل سوء ومتربص. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain