قبل أيام قليلة احتفلت مصر الشقيقة بانتصارات أكتوبر التي حققتها القوات المسلحة المصرية الباسلة ضد إسرائيل؛ بدعم من بعض أشقائها العرب على رأسهم المملكة، التي حشدت قواها السياسية في عهد الملك فيصل لتحقيق التضامن العربي الذي ظهر فيما بعد أثره الإيجابي في الإسراع بإنهاء الحرب في أيام معدودة، على غير ما تشهده الحروب عادة، والتي تمتد لسنوات. وقد كان الرئيس السادات بعد توليه رئاسة الجمهورية مُصمِّمًا على أن يثأر لمصر من هزيمة حرب 67، فعمل على مد جسور الثقة بين مصر وأشقائها العرب، فكانت تلك الالتفافة العظيمة، وتلك اللحمة المبهجة من قبل الدول العربية تجاه شقيقتهم مصر، الأمر الذي دعا الكاتب الكبير نجيب محفوظ يصف المشهد بقوله: "مبادرة العرب إلى العروة الوثقى"، فكانت المواقف تمليها الواجبات دون طلب. يقول الرئيس السادات: (كل ما صدر عن الملك فيصل من قرارات أيام المعركة مثل خفض البترول إلى أوروبا وأمريكا، ثم قرار قطعه كليًا عن أمريكا وهولندا، لم نطلبها منه، لقد قدمت لنا السعودية الأسلحة والذخائر وتعاقدت على شراء أسلحة كنا في حاجة إليها، وقدمت لنا مليوني طن بترول مجانا، وعندما تخلّى القذافي عن إمدادنا بالبترول اشترت السعودية بترولًا مكررًا من إيطاليا وأهدته لمصر، هذا موقف عظيم لن تنساه الأمة العربية للملك فيصل).. لكن انظروا لروعة الجواب الذي قاله الملك فيصل يرحمه الله لموسى صيري في حديث صحافي.. قال: (لم نفعل شيئًا، لقد أدينا الواجب، مصر غالية، وشعب مصر عزيز علينا، وعلاقاتنا على طول المدى طيبة وأخوية وكلها مودة). واليوم يُكرِّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نفس الوقفة الأخوية حبًّا ودعمًا لمصر الشقيقة مساندًا لها في محنتها، إذ قال للرئيس المصري عند استقباله له: "نقف معكم ضد الإرهاب والضلال والفتنة وتجاه كل من يُحاول المساس بشؤون مصر الداخلية". التضامن هو الذي أعاد لمصر قوتها وعزتها، وهو الذي ضاعف في قوة جيش مصر الباسل وجعلهم يحطمون "خط بارليف"، ومن ثم يثأرون لبلدهم من هزيمة حرب 67 ويعلنون الانتصار على العدو. ومن المؤسف أن يتعرض جيش مصر الذي حقق آباؤه ذلك الانتصار العظيم إلى هذه المؤامرة الدنيئة؛ التي تستهدف حياة أفراده الشرفاء بأيادي مصرية، وهم يؤدون واجبهم على الحدود دفاعًا عن وطنهم ومواطنيهم، حمى الله مصر ورد كيد أعدائها إلى نحورهم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain