احتفت مؤسسة الفكر العربي، أول من أمس، بنخبة من المفكرين والمبدعين في مجالات مختلفة، خلال ختام المؤتمر السنوي «فكر 11» الذي شهده سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة، والأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي. وسلّم جوائز الإبداع العربي للفائزين الأمير خالد الفيصل، الذي شكر في كلمته صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على رعايته ومشاركته في افتتاح المؤتمر ال11 لمؤسسة الفكر العربي الذي عقد تحت عنوان «المواطن والحكومات.. رؤية مستقبلية»، وشكر مدينة الإبداع، دبي، على استضافتها المؤتمر وكل مَن شارك في انجاحه. وقدّم الأمير الفيصل درع المؤسسة لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قام بدوره بتقديم هدية عبارة عن لوحة لإحدى قصائد الأمير. وحصل على جائزة الإبداع العلمي الجرّاح المصري العالمي محمد غنيم، استاذ جراحة الكلى، وأعرب في كلمته عن شكره لمؤسسة الفكر العربي لاختياره بين المبدعين العرب، وقال إن «ما يميّز هذه الجوائز أن لجاناً خاصة تقوم باختيار المبدعين بدقة وموضوعية، إنه لتقدير عظيم أتمنى أن أستحقه». وذهبت جائزة الإبداع الإعلامي للمركز الوطني لفن العرائس في تونس، الذي مضى على تأسيسه أكثر من 20 عاماً، وتسلمتها مديرة المركز، هلا بنت سعد، إذ أشارت لجنة التحكيم إلى إسهامات المركز الإيجابية والمتميزة في إيجاد مجالات جديدة للعرض وفي بلورة رؤية جمالية متجذرة في آن واحد في التراث التونسي، ومتوجهة نحو التجارب العالمية المرموقة. الحضور الإماراتي على منصة التتويج الرسمي جاء في مجال الإبداع الاقتصادي، الذي ذهبت جائزته إلى سعيد لوتاه، الرائد في العمل المصرفي الإسلامي في الإمارات، مؤسّس بنك دبي الإسلامي، إذ نوهت لجنة التحكيم باهتمام لوتاه أيضاً بالتعليم العالي، وتأسيسه «كلية دبي الطبية للبنات»، و«كلية الصيدلة للبنات»، وجامعة «آل لوتاه العالمية» التي تضم خمس كليات مختلفة، وهو الجهد الذي ربما يصب في بوتقة إحدى القضايا الرئيسة المثارة في مناقشات المؤتمر وهو الدور المجتمعي للشركات الذي يأتي في صدارته الجانب التعليمي. وانعكاساً لتنامي حضور الفنون التشكيلية في مجمل المشهد الفني العربي، جاءت جائزة الإبداع الفني هذا العام منحازة لفن التشكيل من خلال منح الجائزة لأحد أعلام هذا الفن في منطقة الخليج بصفة خاصة، إذ ذهبت جائزة هذا الفرع إلى الفنان التشكيلي البحريني عبدالله المحرقي. وأشارت لجنة التحكيم إلى حضور المحرقي القوي في مجال الفنون التشكيلية عموماً على مدار أربعة عقود جعلت منه صاحب تجربة مميزة في توظيف الألوان وفق رؤى شديدة الخصوصية. ومنحت المؤسسة جائزة الإبداع المجتمعي، إلى الجمعية الكويتية للطفولة العربية، إذ لفتت لجنة التحكيم إلى مجهودات الجمعية في إطار الجوانب التي لم تتناولها المؤسسات الحكومية أو التعليمية في التربية المعاصرة، فضلاً عن إسهامها في تطوير أبحاث علمية جديدة وتسلم الجائزة رئيس الجمعية فيصل المطوّع. وغابت جائزة الكتاب الأكثر أهمية للعام الثاني على التوالي، بالإضافة إلى جائزتين أخريين غابتا أيضاً عن منصة التتويج، وهما جائزة الإبداع الأدبي، وجائزة الإبداع التقني، وهو ما عزته لجنة التحكيم إلى قلة عدد الإسهامات في الفروع الثلاثة. وفي سياق اليوم الختامي للمؤتمر شهد، أول من أمس، ندوة بعنوان «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية»، التي لقيت إقبالاً ملحوظاً في الحضور والمشاركة، بالإضافة إلى ندوة بعنوان «المجتمع والحكومات: تعاون وتكامل»، التي تناولت العديد من المحاور. كما شهد اليوم نفسه ورشة بعنوان «كيف تتنافس الدول؟ الميزة التنافسية للدول العربية»، وقدمها يسار جرار من الأردن. كما حضر الأمير خالد الفيصل نقاش جلسة عامة عُقدت بعنوان «المجتمع والحكومات: تعاون وتكامل»، إلى جانب متحدثين رئيسين، منهم عضو المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، أحمد عبيد المنصوري، والإعلامي والطالب في العلوم السياسية من السعودية، عبدالعزيز طرابزوني، وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صفاقسالتونسية، عبدالواحد المكني، والعضو السابق في مجلس الشعب المصري، محمد أبوحامد شاهين، وشهدت الجلسة مداخلات ثرية من قبل الحضور، فيما أدارتها المذيعة بقناة «العربية» منتهى الرمحي.