بقلم / الدكتور محمد علي السقاف صمت العالم الغربي المتواطئ مع اسرائيل خوفا من اتهامه بمعادات السامية يشبه صمته نحو ما يجري في الجنوب العربي من انتهاكات مفرطة لحقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي، فمثلما نجحت اسرائيل في توظيف الهولوكوست لخلق عقدة السامية ومعاداتها والحيلولة دون انتقاد سياساتها الاجرامية ازاء حقوق الشعب الفلسطيني واستيطان اراضيه نجح اليمنيون في استغلال شعار الوحدة لفرض هيمنتهم علي شعب وارض الجنوب العربي. فباسم القومية العربية يقفون ضد حق شعب الجنوب بفك الارتباط مع دولة الوحدة الفاشلة وبتزييف التاريخ ادعوا ان الوحدة التي قامت في 22مايو 1990 ليست وحدة قامت بين دولتين ذات سيادة وانما عودة الفرع الي الاصل والاصل هو الشمال والجنوب هو الفرع وما حدث في 22مايو هو اعادة توحيد اليمن وكأن اليمن كان في الاصل موحدا مع الجنوب في السابق، ولذلك ظهرت شعارات الوحدة او الموت لحماية مصالحهم وما استولوه من ثروات الجنوب ولتحقيق ذلك لم يتورعوا من استخدام الدين والادعاء ان من يقف ضد الوحدة فهو ضد الاسلام الذي يدعوا الي وحدة المسلمين. من المؤسف حقا ان هناك تجمعات يهودية تدين سياسة اسرائيل في الاراضي المحتلة وهناك نخب يهودية واسرائيلية تقف وتنتقد السياسة الاسرائيلية ولا نري الشيء نفسه والمواقف الشجاعة من قبل النخب اليمنية بضرورة اقرار حق شعب الجنوب في فك الارتباط واستعادة دولته الحرة والمستقلة، فاذا كان الشمال تاريخيا قبل انتشار الاسلام فيه كانت اليهودية هي المهيمنة. ويفسر بعض المقاربة بين السياستين الاسرائيلية واليمنية لكن المفارقة والاختلاف يتمثل في غياب النخب اليمنية مثل النخب الاسرائيلية في انتقاد سياسة حكومتهم ما تقوم به ضد شعب الجنوب في قمع نضاله السلمي لاستعادة دولته والامر كذلك برغم تواطأ العالم الغربي ازاء السياسة الاسرائيلية خوفا من اتهامه بمعادات السامية الا انه حين تبالغ اسرائيل في انتهاكها للقانون الدولي يتجرأ البعض منها في ادانة تصرفاتها السؤال لماذا هذه الدول نفسها لا تقوم بالشيء نفسه ضد السلطات اليمنية هل احد اسباب هذا التقصير والاختلاف يعود اليهم ام بسبب غياب الجنوبيين انفسهم عن الساحة الدولية ومن المسؤول عن هذا الغياب ؟؟