أ.د. طلال بن عبدالله المالكي نشرت صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 20/12/1434 ه مقالا بعنوان (3 جامعات تتصدر "الأبحاث".. و القصيم "صفر") للكاتب الأستاذ بندر المسلم،. لن أعيد كتابة المقال في عمودي هذا فأظن أنه مايزال حياً في أذهان المهتمين، حيث لم يمض على نشره إلا أيام قلائل، إلا أنني لاحظت أنه أحدث أصداء واسعة، وردّات فعل متفاوتة. وللحق فمحتواه يدعو لكل ماتردد من تعليقات بل وأكثر. وكنت سأتحدث عن مواضيع أكاديمية أخرى في مقالي هذا الأسبوع، الا أنني آثرت أن أدلو بدلوي بين الدلاء، ولعل فيما سأطرحه هنا وجهات نظر تلامس الواقع وتطرح بعض التصورات: أولاً : أجزم أن المعلومات التي احتواها المقال، ومن بينها أن جامعة القصيم لم تقدم بحثاً واحداً، معلومات غير كاملة بل ومنقوصة، فليس من المعقول ذلك، بل وردود كثير من الباحثين من جامعة القصيم أكدوا فيها أنهم نشروا بحوثاً في مجلات محكمة. عليه فإن ماذكر من أرقام قد يمثل ما أمكن جمعه من مؤسسات الرصد مثل ISI و .SCOPUS وبرغم مصداقية هذه الجهات في الرصد، الا أنها ليست استقصائية بصورة شاملة لكل ماينشر من هذه الجامعة أو تلك. لذلك فجامعاتنا مطالبة بأن تفصح بعد هذا المقال عن عدد الأبحاث التي نشرت في مجلات علمية محكمة لكي تطمئن المتابعين والمهتمين وأصحاب القرار على مستوى وقدرات الجامعات بحثيا. ثانياً : ليس عيباً أن يُلقي الصحفي حجراً في مايظنه مياهاً راكدة، وقد تكون كذلك. وهذا بلا شك واجب وطبيعة "المواطن الصحفي" الذي لن يتردد في نقل الأخبار، حتى وإن كانت مؤلمة. الا أن التثبت في نقل الأرقام والحقائق والدلالات، واشتراط صحتها ومصداقيتها، واجب أساسي ومهني يجب أن يضعه الصحفي دائماً نصب عينيه. ثالثا: نعم، جامعاتنا السعودية ماتزال تتقدم ببطء شديد في مجالات البحث العلمي، مقارنة بالجامعات العالمية، برغم الدعم المالي المتصاعد والملموس لها. إلا أن قناعتي الشخصية أن هذا الدعم لم يصل بعد الى المستوى الذي نرضى عنه جميعاً، ويوافقني في هذا الرأي الجهات الداعمة كوزارة المالية والتعليم العالي. أضف إلى ذلك أن جامعاتنا ماتزال تفتقر للمهنية البحتة والحرفية العالية تجاه البحث العلمي . رابعا : لذلك فإنني أعتقد جازماً، أن الوزارة يمكن أن تقود مسيرة البحث العلمي توجيهاً وتسديداً ودعماً، وتأخذ بأيدي الجامعات وخصوصاً الناشئة منها. وكنت في مقال سابق قد أسهبت في الحديث عن دور وزارة التعليم العالي تجاه البحث العلمي في الجامعات. وانتهيت الى اقتراح تفعيل "وكالة الوزارة للبحث العلمي". ولعل مقال جريدة الوطن يؤكد على أهمية اضطلاع الوزارة بدور قيادي وتوجيهي أكبر في هذا المجال. خامساً : البحث العلمي أحد أهم ركائز كل التصنيفات العالمية للجامعات. بل هو من أهم واجبات الجامعات. ولعلي في مقال قادم أعود لما تحدثت عنه من أهمية وجود تصنيف (محلي/إقليمي) تحتكم جامعاتنا إليه. وبلا شك سيكون الانتاج البحثي ركيزة مهمة في التصنيف المقترح. وحينئذ لن يكون هنالك مجال لمعلومات مثل التي نشرتها صحيفة الوطن، لأن المتاح فقط سيكون نتاج دراسات علمية توثيقية، حيث أنها ستسهم في اختيار "الجامعة السعودية أو الإقليمية الأفضل". إنني وبقدر الانزعاج الذي أصابني لما حواه مقال الكاتب الأستاذ بندر المسلم من معلومات عن ضعف عدد البحوث المنشورة من الجامعات السعودية، إلا أنها وكما أتمنى ستهز الكثير من القلوب والعقول. وأتمنى أن تكون تلك الهزات إيجابية التأثير بحيث تدفع إلى تفعيل بعض ما اقترحته أعلاه. . ولنتذكر دائماً أننا وبقدر دعوتنا للشفافية في طروحاتنا ونقدنا، الا أننا مطالبون أن ننتقل من النقد التنظيري غير الفعال الى التفاعل العملي الإيجابي، والحديث عن البحث العلمي في جامعاتنا السعودية خير دليل على ذلك . . وبالله التوفيق . [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (110) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain