فيصل الصوفي لما أعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني عن قرب اكتشاف علاج يقضي على الفقر، حسبنا أنه بصدد معجزة طبية جديدة، من نوع تلك الفتوحات العلمية التي أنجزها، وقال قائل: إن الرجل سيكون بذلك قد أجهز على ما تبقى من مراكز الأبحاث الطبية وشركات الأدوية في العالم التي فلست وأغلقت أبوابها، بعد أن وجدت أن استمرارها لم يعد ممكنا ما دام الشيخ الزنداني قد اكتشف علاجات فعالة بديلة، لأمراض مستعصية مثل الايدز، وفيروس الكبد، والداء السكري، وفشل عضلات القلب، والعقم، والصرع، واللوكيميا، فإذا به يفصح أن العلاج المكتشف للفقر ليس عقارا، بل دراسات اقتصادية سيقدمها للحكومة لكي تنفذها، وبتنفيذها سيكون البحث عن فقير مهمة شاقة بالنسبة لصاحب بيت مال المسلمين! يقول خفيف عقل: لا.. لا تسخر من العلماء، هذا الزنداني عالم كبير.. طيب، وماذا إذا كان الرجل يحرص على وضع نفسه موضع سخرية الجاهل والعالم، وصار مثل مردم البيت يدعسه من دخل ومن خرج؟ واحد فشل في دراسة الصيدلة في كلية علمية، ورجع يشتغل بالإرهاب، وعرض نفسه للمهانة والحصار. كان يطوف العالم في ستة أيام يخطب ويجمع أموالا، ومعروف أن علاقته بالمال والتجارة أمتن من علاقته بالدين، واليوم خايف من "الزقمة"، محصور في صنعاء منذ نحو عشر سنوات، لو خرج منها لا يذهب إلى أبعد من أرحب، وكل هذا بما كسبت يداه.. وبعد أن وجد نفسه عاطلا جلس يشتغل بالأوهام، فكيف لا يكون محل سخرية هذا الذي يزعم أنه اكتشف أدوية فعالة للايدز وقائمة الأمراض المذكورة سابقا، وزاد كملها بعلاج الفقر، من أعشاب وحبة سوداء وخلطات ورقي وتعاويذ وأدعية؟ لكن- والحق يقال- ينبغي أن ننصف الرجل، فهو خزانة لكثير من الخصال..كذاب وخداع ومدلس، وبلحيته يستطيع صنع فتنة في عشر دقائق، ولا يضاهيه في المكر إلا ثعلب الشاعر أحمد شوقي، وعيبه فقط أنه لم يستطع اكتشاف أدوية لعاهاته هذه، رغم عبقريته في مجال الايدز والفقر. أطل على الشباب يمجدهم ويقول لهم إن احتشادكم يقرب موعد دولة الخلافة الإسلامية، ولما سمعهم يرددوا وراء خادعيهم عبارة "دولة مدنية" لم يطق حتى سماع العبارة، وخطب واصدر بيانات هاجم بها أصحاب الدولة المدنية.. ولم تسلم منه حتى أخته في الحزب صاحبة نوبل، وبالمناسبة، ما قالته هي في الزنداني لم يقله أكثر خصومه قسوة، وهو يستحق ذلك بجدارة. *اليمن اليوم