الارتباط بين الأصالة وإحياء التراث، ينم عن إحساس بالمسؤولية يدفع نحو النبش عن حاضر الأمة من خلال ماضيها بغية تقوية مستقبلها والاستفادة من واقعها المعاصر، فعملية المحافظة على الأصالة وإحياء التراث، تكمن في عملية التحديث التكنولوجي للاستفادة منها بين الأجيال، وهو ما يرنو إليه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الواقع في إمارة دبي. لدى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث خطط مستقبلية تشكل نقلة نوعية، كونه بصدد إطلاق العديد من المفاجآت التراثية في المرحلة المقبلة، وفق ما أكده عبدالله بن دلموك الرئيس التنفيذي للمركز، الذي أوضح أن المركز يتمتع بدعم غير محدود من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ما يعطيه الأفضلية لأن يكون في فترة وجيزة واحداً من أهم المراكز العربية المعتمدة، والمهمة في مجال حفظ التراث ونشره داخل الدولة وخارجها، مضيفا «بدأنا بالفعل بتوثيق كل ما هو مفيد، وقدمنا العديد من المقترحات الجديدة التي تدخل في إطار حفظ التراث وانتشاره». احترافية التوثيق ينوه بن دلموك إلى أن المركز يحرص على التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث تم مؤخرا التوقيع على مذكرة التفاهم مع جامعة زايد، تهدف الاتفاقية إلى إيجاد طرق احترافية لتوثيق التراث الخاص بالدولة، وبث هذا التراث ليس في مجتمع الطلاب فحسب بل في مجتمع الدولة عامة، وكذلك المساهمة في طرح المبادرات الرامية إلي تطوير التعليم وتعزيز جودة مخرجاته من خلال دعم النشاطات التعليمية والتدريبية المشتركة، وتقديم التيسيرات اللازمة على أسس مستمرة وفق منهج التعاون المشترك وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تصميم برامج بحثية وتدريبية حول إحياء التراث والمحافظة على الموروث الثقافي المحلي، ودراسة الآليات الخاصة بتعزيز الوعي بين فئات المجتمع والمهتمين بهذا الشأن، إلى جانب اهتمام الاتفاقية بتنمية مهارات المشاركين في البرامج المطروحة. وحول أهداف المركز الاستراتيجية، أوضح بن دلموك أن المركز لديه أهداف استراتيجية تتمحور في حفظ وتوثيق التراث الوطني، ورفده بالدراسات والأبحاث العلمية، وتوفير المصادر والمراجع التراثية، وترسيخ الثقافة التراثية في المجتمع، وتعزيز الوعي بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وتعزيز تفاعل المجتمع مع تراثه الوطني، وتعميق دوره في حفظ الهوية الوطنية، وتطوير أجندة تراثية لنشر التراث داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى إحياء التراث الإماراتي لدى الأجيال الجديدة. كما يهدف المركز إلى نشر التراث الإماراتي من خلال مجموعة من الوثائق المرئية والمقروءة، مشيرا إلى أن المركز يعمل جاهدا على أن يكون مجمعا للتراث الإماراتي بأشكاله المختلفة من التراث الثقافي، والحرفي، واللغوي، والاجتماعي والرياضي. وكذلك الحفاظ على التراث من الاندثار. وأوضح أن المركز يخطط لأن يكون مصدراً ومرجعاً معتمداً وموثوقاً لحفظ التراث الوطني ونشره في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، مشيرا إلى أن رسالته تتمحور في تعزيز التراث الوطني للدولة ونقله بين الأجيال، والتعريف به على المستوى العالمي، وإجراء الدراسات والأبحاث، وتنظيم الفعاليات والبطولات التراثية. ... المزيد