بقلم/ صابر صالح علي بن مقنع بالرغم من احترامي لشخص الدكتور عادل باحميد وبالرغم من معرفتي الشخصية ببلاغته في القول والكلام الا انه هذه المرة حسب علمي لم يوفق فيما طرح في مقاله الميت ان جاز لي ان اسميه بهذا الاسم ، ولذلك ومن هذا الإخبار الذي جاء في المقال سأرد عليك اخي الدكتور وفقا لما تناوله قلمك من كتابه جريئه ذممت بها شعباً كاملاً.. شعب تعلم انه ينشد الحرية ويبحث عن وطن .. وطن سلب منه في غفله من قياداته المتناثرة المتأثره بالفكر القومي العربي حتى ضاع الوطن وضاعت معه تطلعات وأحلام شعب بأكمله ، شعب يقطن الرقعة الجغرافية لارض الجنوب الحضرمي( جمهورية اليمن الديقراطية الشعبية سابقاَ). واتمنى ان اوفق في رد يتناسب مع ماجاء من معطى في مقالك أخي الدكتور واسرد هذا الرد في الفقرات التالية : الفقرة (1) : يقول الدكتور في بداية مقاله (لعلها من سخريات الاقدار ان يحتفل شعب بذكرى استقلاله السادسة والاربعين وهو لايزال يرزح تحت الاحتلال وسطوته وجبروته .. فأي معنى لهكذا احتفال؟ ). أخي الدكتور نقول ان احتفال شعب الجنوب بذكرى الاستقلال .. اي ذكرى استقلاله من المستعمر البريطاني يأتي من باب تذكير الاجيال الصغيرة ولاأحسبك منهم كي يعرفوا جزءاَ على الاقل من تاريخ اجدادهم ومع ذلك فكل شعوب العالم الحر تحتفل بذكرى استقلالها ، لكن لم نعلم يوما ان ينط احد مثقفي هذه الشعوب واحسبك منهم اخي الدكتور، ويقول لامعنى للاحتفال بذكرى الاستقلال الا في الحالة الشاذة عالميا لشخصية هذا الدكتور الحضرمي النسب حتى يكاد ان يتخطى بها الى نسب اهل اليمن هناك من هول ما يرمي ويقول، ويقول ايضا.. (لا معنى على الاطلاق لاستقلال اعقبه احتلال ولايستحق الاحتفال ذلك الاستقلال الذي لم يفرد الوطن بعده جناحيه ليحلق في عوالم الحرية والنهضه والنمو والازدهار ) . ان مقاصد الدكتور في هذه الفقرة مفادها ان الوضع الحالي اي (وحدة الاحتلال ) افضل طالما ان الاستقلال لم يعقبه حرية ونهضة ونمو وازدهار ويذهب بقوله ان من جاؤوا بالاستقلال في 30 نوفمبر 1967 هم من احتلوكم ولذلك لامعنى لاستقلال اعقبه احتلال واعجبني فقهه حينما استطاع وصف قادة الاستقلال الاول من الاستعمار الاجنبي بأنهم محتلون في الوقت الذي لم يستطع هذا الدكتور ولم يعترف بأن الوضع القائم اليوم على شعب الجنوب وارضه بأنه احتلال ولذلك فهو يعطي اشاره واضحة الدلالة لنظام سلطة الاحتلال بأحقية وجودها وشرعنته على ارض الجنوب وهذا يعد تحريضا مباشرا وفتوى مستحقة لجيش الاحتلال لقمع وقتل من يناهض ويقاوم الاحتلال ،وهي فتوى مبطنه (غير ظاهره )،لكنها مثل مثيلتها التي اباحت دم الجنوبيين في صيف حرب 1994 لرفيقه في الأخونة الدكتور عبدالوهاب الديلمي ، ومع ذلك لو اخذ شعب الجنوب بنصيحة الدكتور باحميد وعزف عن الاحتفال بذكرى الاستقلال لان الاحتفال كدر خاطر الدكتور ونغص عليه معيشته الرغداء فماذا يقدم الدكتور بديلا لشعب الجنوب عن الاستقلال ؟ والاحتفال ايضا بذكرى الاستقلال . الفقرة (2) (ويقول ان الاستقلال ليس التحرر من احتلال الارض والديار فحسب بل التحرر من احتلال العقول) ،وهذا الطرح غاية في البلاغة والجمال ، لكن لو سطونا على منزل الدكتور ، هل سيحرر منزله الذي احتل ام سيحرر عقله قبل تحرير منزله ، ومع ذلك لك حرية الاختيار ، وهنا ننبه الى ماهو اهم .. وهو خبث الرسالة التي يريد ايصالها هذا الدكتور لشعب الجنوب خصوصا من فئة الشباب ان تحرير الوطن كلام عبثي فعليكم ابنائي ان تحرروا عقولكم اولا قبل اوطانكم ، ونسي الدكتور ان العقل المحرر هو من يفكر في تحرير الوطن وماسواه لايستطيع تحرير وطن فكيف يستطيع عقل مكبل مقيد بلاحرية تحرير وطن ولعلي احسبك من العقول المحرره ،الا ان كان ظن الدكتور في الحشود المليونية من شعب الجنوب في ساحة الحرية بخور مكسر ، كلها عقول مكبلة غير محرره فهذا هو العجب بعينه ويضيف الدكتور ويوصي الاجيال الجنوبية ويقول حرروا انفسكم من المحتلين لكم منذ عقود اي يقصد اجدادكم الذين ساهموا في النضال الوطني لتحرير الجنوب من المستعمر الاجنبي البريطاني، واتركوا المحتل اليمني ريثما تحرروا عقولكم ، فأنما من يدعونكم الى الانجرار نحو مشاريعهم الاستقلالية انما يخططون الى احتلال مستقبلكم ومستقبل اولادكم . فأي هراء هذا الذي تقول يادكتور ، ولو لم تكن هذه الطليعة التي تتفوه عليها ان تقدمت وخاضت صراعها مع المحتل اليمني لما استطعت ان تكتب وتتفوه بمثل هذه الاقوال فقبل سنين ليست بالبعيده لم نسمع جرأةً منك او تفوها تذم به شبابنا وقياداتنا التي لها الفضل بعد الله في رفع الظلم والاضطهاد التي مورس ويمارس من قبل سلطة الاحتلال (اليمني ) وبعد كل التضحيات التي قدمها هذا الشعب الجنوبي المناضل المصابر من شهداء وجرحى وأسرى في سجون الاحتلال تتفوه وبهذه الجرأه ، فلم اقرأ في حياتي مقالا اسوأ من هذا المقال ، لكن هيهات.. هيهات، ان غدا لناظره قريب ولكن وعد مني لك بأن احتفظ بمقالك هذا ، وسأقرأه على جيل التحريروالاجيال القادمه بعد الاستقلال ان شاء الله واريهم وابصرهم كم كان هذا الدكتور مستخفا بأرادة شعب بأكمله وشعب الجنوب حينما يحتفل بعيد استقلاله من المستعمر الاجنبي هو لايمثلك ولايفرض ارادته عليك وعلى من يرفضون الاحتفال بذكرى الاستقلال وانما يعبر عن ارادته وحريته وكرامته واسترجاع وطنه الذي سلب منه ، ولكن ولانها ثورة سلمية هكذا نعيش اليوم ونسمع الاصوات والابواق التي كانت خفية ومنسية ومع ذلك فأن بحبوحة العيش ورغد الحياة يجب ان لاتنسي الانسان معاناة اخية الانسان ويجب ألا تفقده صوابه ولاتجعله يقرأ المشهد بمنظار موقعة ومصلحته ، ولأن قراءتك للمشهد المليوني الجنوبي المتكرر من موقعك ومصلحتك الذاتية جعلتك تصفه بأنه مشهد لاغتيال مستقبلك ومستقبل أولادك وحدك أنت، ولكن حرية شعب بأكمله لاتقع ضمن اولوياتك واهتماماتك فحب الانسان لنفسه هي من تجعله يختزل الامور العظيمه في ذاته ولاهتمامك بالذات هي من جعلتك تختزل ارادة شعب وحريته في حريتك انت ، فلا تظن ان حرية الشعوب تقررها النخب سواء كانت نخباً سياسية انتهازية او نخباً تجارية متخمه بالمال الحرام وان شاء الله لانحسبك منهم ولانتمنى لشخص في مقامك ان تكون في دائرة هذه النخب ، فلن اطيل اخي الدكتور ، فنصيحتي ان تقرأ المشهد من جديد وبعناية متفحصه ثاقبة تجعلك ان شاء الله تعيد صياغة مقالاتك بموضوعية وحيادية تتلاءم مع مايجري من معطيات حقيقية على الواقع الذي يسطر من قبل هذا الشعب الذي تصفه بالمسكين ، فلن يرمى بيتك الذي هو من زجاج بالحجر ولم يحجب عنك هذا الشعب المسكين رزقا مستحقا ، فهل عطل هذا الشعب مشروعا مربحا ، فالمشاريع المربحه حتماً لقادة المحتل ولكل معيناً لهم في الكواليس ، ومع ذلك فأن الحرية والحق لايوهب بل ينتزل ، فنؤكد للمحتل وازلامه بأن الحق الجنوبي سينتزع ولحظتها ماذا سيفعل من اساءا وحب ذاته .. هذا سؤال اطرحه على كل من اساءا لشعبه ؟ ، واخيرا وليس بأخير اخي الدكتور ان ثوار الجنوب قادمون عازمون على انجاز المهام والاهداف وعلى رأسها هدف التحرير والاستقلال وطرد الاحتلال وتحديدا (الاحتلال اليمني )، اتمنى ان نرى مقال اخر للدكتور يقرأ المشهد بصورة واضحة ويعبرعن ارادته الحره لا إرادة من إرادوا إيقاعه ، لأن إرادة الأحرار لابد ان تستمد من إرادة شعوبها التواقة الى الحرية ليمكنها القدر وتحتفل بعيد الاستقلال بعد ان يكتب لها الله النصر لطرد الاحتلال واعوانه من عبدت الدرهم والريال، فلايغرنك التباين والخلاف.. فثوار الجنوب قادمون قادمون.