عاشت الكرة الإماراتية عام 2013، ما بين إنتصارات وانكسارات، تتهاوى بين صعود وهبوط، بين فرحة ودمعة، تتلاعب معها مشاعر الجماهير التي سلمت قلبها طواعية إلى المنتخب الوطني الأول، بعدما وجدت فرحتها بين يديه، ومن دونه قضت باقي أوقاتها في حزن وإخفاق. وكانت بداية عام 2013 باعث الفرحة الحقيقية للكرة الإماراتية، التي قضت في شهر يناير أعظم فترات تاريخها منذ عام 90، والذى شهد بلوغ المنتخب الإماراتي نهائيات كأس العالم في إيطاليا، حيث تُوج الأبيض بلقب بطولة خليجي 21، التي اقيمت في ضيافة مملكة البحرين، بعدما حقق العلامة الكاملة في مبارياته الخمس بالبطولة، واستحق اللقب عن جدارة واستحقاق، بعد عروض قوية ونتائج فاقت ما كان متوقعاً. وتوالت انتصارات المنتخب الوطني تحت قيادة مدربه مهدي علي، الذى قاده إلى بلوغ نهائيات أمم آسيا المقرر أن تستضيفها استراليا في 2015، بفوزه في كافة المباريات التي خاضها في التصفيات، وحجز مقعده رسمياً بعد الجولة الرابعة. وتدين الإمارات إلى التقدم الكبير الذى حل بالنتائج التي حققها منتخبها إلى المدرب الوطني مهدي علي (48 عاماً)، الذى ضرب كل الارقام السابقة للمدربين الوطنيين والأجانب الذين أشرفوا على تدريب الأبيض، اذ لم يخسر الفريق تحت قيادته سوى في مباراة واحدة، من أصل 17 مباراة، أشرف فيها على تدريب المنتخب الإماراتي. تنظيم مونديال الناشئين وباتت الإمارات محط أنظار العالم لقرابة شهر كامل خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين، بعد استضافة مونديال الناشئين، وهي البطولة العالمية الثانية بعدما سبق أن استضافت مونديال الشباب في عام 2003. وكانت الإمارات عند ثقة المجتمع الدولي في قدراتها التنظيمية، بعد ان رصدت السلطات الحكومية مبلغ 70 مليون درهم من أجل انجاح هذا الحدث الدولي. ولقي التنظيم استحسان الجميع باستثناء الإماراتيين أنفسهم، الذين انصرفوا سريعاً عن متابعة المونديال بعد أن خيب منتخبهم الآمال وخرج من الدور الاول، مضيعاً ما يقرب من عشرة ملايين درهم تم انفاقها لإعداد هذا المنتخب ليكون منافساً على أحد المراكز المتقدمة، لكن كافة الجهود ضاعت أدراج الرياح. سقوط السركال أصاب رئيس اتحاد الكرة الإماراتيين بفاجعة سقوطه المروع في إنتخابات الرئاسة على مقعد الاتحاد الآسيوي، بعدما حاز على ستة أصوات فقط، وحل في المركز الثالث خلف الشيخ سلمان بن ابراهيم الذى حقق فوزاً كاسحاً بحصوله على 33 صوتاً، بينما حصل التايلاندي وارواي ماكودي سبعة أصوات. وكان الإماراتيون يمنون النفس بأن يُصبح يوسف السركال الرجل الاول في القارة الصفراء بعد رحيل القطري محمد بن همام بسبب تهم تتعلق بالفساد، لكن السركال خيب كل الآمال بسبب حملته الانتخابية التي لم تحسن إدارة معركته الانتخابية، امام أباطرة القارة الصفراء، الذين اجمعوا على اختيار الشيخ سلمان بن خليفه، وقد أصابوا بعدما أسقطوا المرشح الإماراتي والتايلاندي بالضربة القاضية. وعلى نفس طريقة سقوط السركال، مضت الأندية الإماراتية التي شاركت في بطولة أندية آسيا على نفس الخطوات، وبات الخروج من الدور الأول سمة الأندية الإماراتية التي تشارك في هذا المحفل القاري، وبسيناريو مكرر المشاهد في السنوات الأربع الأخيرة بعد أن ودع العين والنصر والجزيرة البطولة من دور ال32 .. وكان الاستثناء الوحيد لفريق الشباب الذى صعد لدور ال16، لكنه لم يقوى على مجابهة الاستقلال الإيراني وخسر أمامه في دبي 2/4 وتعادل في طهران من دون أهداف. موسم انتقالات ساخن كان موسم الانتقالات الصيفي في الدوري الإماراتي، من أبرز الاحداث التي شهدتها كرة القدم الإماراتية في عام 2013، وكان الأهلي هو بطل المشهد، في العديد من المناسبات. وكانت البداية مع انتقال المدرب الروماني أولاريو كوزمين من العين إلى النادي الأهلي، بعدما قدم له الأخير عرضاَ مالياَ ب12 مليون يورو لتدريب الفريق لمدة ثلاثة مواسم، وهو العرض الذى لم يقوَ كوزمين على رفضه. لكن المدرب الروماني، لم يهنأ ليوم واحد منذ أن انتقل إلى دبي لتدريب الأهلي، بعد أن طارده ناديه السابق بالقضايا، في اتحاد الكرة، وأمام القضاء المدني للمطالبة بإبعاده عن الإمارات بحجة توجيه سب وقذف في حق نادي العين، خلال مقابلة صحافية له. وحاول العين الرد على صفقة الأهلي بالتعاقد مع مدربه السابق الإسباني، كيكي، بيد أن هذه الصفقة لم تترك نفس الزخم القوي الذى أحدثه تعاقد الأهلي مع كوزمين. وواصل الأهلي بقيادة رئيس مجلس إدارته عبد الله النابودة، تدعيم صفوفه بأفضل العناصر في الدوري الإماراتي، فقدم واحدة من اكبر صفقات الانتقالات التي تجرى بين الأندية في الإمارات، بتعاقده مع ثنائي الشباب، وليد عباس، وسياو، مقابل 45 مليون درهم بالإضافة إلى إعارة اللاعب عصام ضاحي، إلى الشباب لمدة موسم واحد. دبي تتألق عالمياً وحصلت دبي على جائزة ثاني أفضل مدينة رياضية في العالم لعام 2013، بعد منافسة قوية في النهائيات مع 10 مدن عالمية ، لتتسلم الجائزة الفضية وتتقدم مركزًا واحدًا في الترتيب العام لهذه الجائزة بعدما نالت الميدالية البرونزية في عام 2012. وتعد الجائزة الفضية اعترافاً من القطاع الرياضي العالمي بدور إمارة دبي ومكانتها على خريطة الرياضة العالمية، بعد أن نجحت على مدار العام في استضافة ما يقرب من 70 بطولة دولية في كافة الألعاب المختلفة، وحققت نجاحاً جعلها تضاهي كبرى مدن العالم.