عليك إدراك المخاطر المحيطة بك، والمترتبة على القيادة من دون مبالاة، كما يجب عليك إدراك أن تصرفاتك قد يكون لها تأثير في غيرك من مستخدمي المياه، فإذا كانت متعة قيادة الدراجات المائية تكمن في القيادة والدوران السريعين والقفز من على الأمواج، وجب التنبيه إلى أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى فقدان المستخدم القدرة على تقدير المسافة الفاصلة بينه وبين الشاطئ والأجسام الثابتة والمراكب الأخرى، نصائح غالية يستهل بها البطل والمدرب وخبير ركوب الدراجات المائية علي اللنجاوي، حديثه عن هذه الرياضة، ويبين مخاطرها حال ممارستها بعشوائية وبدون مدرب. مشيراً إلى وقوع العشرات من الحوادث الخطرة، بسبب عدم التقدير السليم من قبل السائق للمسافات الفاصلة بينه وبين الأجسام التي قد تشكل خطورة على السلامة العامة، وبسبب عدم قدرته أيضاً على توقع تصرفات غيره من المستخدمين بشكل صحيح، وكان آخرها وفاة آسيوي نتيجة اصطدام دراجته بمتسابق أمامه لسوء تقدير المسافة، فضلاً عن ممارسة هذه الرياضة دون مدرب أو إلمام بمخاطرها. مغامرات مائية وأضاف اللنجاوي أن ركوب الدراجات المائية بجميع أنواعها عبارة عن مغامرة يومية، لكن بالالتزام بضوابط الأمن والسلامة يكون تهوراً ممتعاً، ورياضة مفيدة للبدن والعقل معاً، وهي الأبجديات التي أتعامل بها مع أعضاء فريق سكاي دايف الثنائي وسيف وجابر المعصم اللذين نجحا في تحويل هواياتهما في ركوب الدرجات إلى مشاركات دولية وأرقام قياسية وبطولات في كافة المستويات عالمياً ومحلياً. حيث اصطاد سيف المعصم مؤخراً جائزة أفضل ناشئ، ضمن جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي في نسختها الخامسة، وهو أمر يؤكد أن التحول من الهواية إلى الاحتراف ليس بالأمر الصعب، بل يحتاج للعزيمة والإصرار والالتزام في التدريبات، خصوصاً في ركوب الدراجات المائية فئة واقف، التي تتطلب لياقة بدنية عالية جداً. وهذا سر تميز فريق سكاي دايف دبي، وحصده للبطولات لياقة بدنية عالية، حيث تعتبر سرعة الدراجة عاملاً ثانوياً في مواجهة اللياقة البدنية، حيث هناك من يملك أسرع دراجة مائية في العالم، وهو مواطن، لكنه فاشل في البطولات بسبب ضعف لياقته البدنية. ابن الوز.. لم أكن غريباً على ركوب الدراجات المائية وبطولاتها، فوالدي كان أحد أبطال وعشاق ركوب الدراجات المائية، فورثت عنه هذا الحب مع أخي جابر، بحب صادق، يتحدث البطل الشاب سيف محمد سيف المعصم عن علاقته مع ركوب الدراجات المائية، فهو ورثها عن والده، لذلك اختار الطريق الصحيح بعدم المغامرة لوحده. فكان والده مدربه منذ الصغر، وساعده على صقل هواياته بعيداً عن مغامري الشواطئ، وجنّبه الكثير من الحوادث المروعة لممارسي هذه الرياضة بتهور وبدون ومدرب، إلى أن حط رحاله مع فريق سكاي دايف دبي في عام 2012، حيث كانت بدايته الاحترافية مع فريق "إم إم آر" ثم فريق "فزاع للدراجات المائية"، لينطبق عليه المثل القائل "ابن الوز عوام" أو هذا الشبل من ذاك الأسد. إكسير النجاح وعن فوزه بجائزة أفضل رياضي ناشئ، يقول سيف المعصم إنها تاج على رأسه، ويعتبرها إكسيراً سحرياً لمزيد من النجاح له ولفريق سكاي دايف، لأنه لولا هذه الفريق من مدرب وفنيين وإداريين، لما حقق النجاح والتميز، فركوب الدراجات أيضاً رغم أن السائق واحد لكن الفريق له تأثيره لذلك، فالنجاح يحسب للفريق بكامله، وليس السائق كما في رياضة السيارات. توأم التميز وذات الأمر ينطبق على المغامر البطل جابر المعصم، شقيق سيف وتوأمه في فريق سكاي دايف دبي، فهو الآخر كان مغامراً هاوياً تحت إشراف والده، ثم تدرج في الاحتراف والمشاركات العالمية، ويعتبر أن ركوب الدراجات المائية ليس رياضة فحسب، بل أسلوب حياة وسلوك احترافي يجب الالتزام به في حياتك اليومي، وأن تكون تعليمات المدرب والطاقم الفني مقدسة. لأن أي خرق لها ستكون آثاره سلبية في مسيرتك الرياضية، وقال إن والده علمه أن تسير حياته الرياضية جنباً إلى جنب مع الدراسة، فلا تفريط ولا إفراط، فكان هذا أهم شرط للسماح له باحتراف ركوب الدرجات المائية في سن صغيرة، وهو ما زال طالباً في مقاعد الدراسة في مدرسة الشروق الخاصة. روح المغامرة ركوب الدراجات المائية رياضة سامية تقوي البدن وتكسبك صفاء ذهنياً وحب البحر، بلغة محبة يتحدث المغامر المخضرم محمد سيف المعصم عن تجربته مع مغامرات الدرجات المائية، ويؤكد على أهمية التدريب قبل ممارسة هذه الرياضة، وهو أول مفهوم علمه لأبنائه قبل أن يسمح لهم بركوب الدرجات وتحدي الأمواج داخل وخارج الدولة. سلامة الدراجة = حياة اللاعب راكب الدراجة المائية فرد في فريق متكامل، يضم متخصصين يساعدونه في أداء عمله بنجاح، ومنهم الميكانيكي الذي يعتبر صمام أمان المتسابق، لأن أي عطل مفاجئ أثناء السباق، يمكن أن يشكل خطورة على حياة المتسابق، ويفقده السباق أو يبعده عن المراكز المتقدمة. هذا ما يؤكده محمد بن ميزر المهندس الميكانيكي المشرف على دراجات فريق سكاي دايف دبي، ويقول: إن سلامة الدراجة من سلامة راكبها، والفحص والصيانة الدورية تعتبر صمام أمان، وعن الدراجات المائية، يوضح محمد أنها كل وسيلة بحرية تدار بمحرك ميكانيكي أو بخاري ومهيأة للطفو على سطح الماء ولاستخدام الأفراد، وتتميز الدراجات المائية ببدن مغلف بالكامل يمنع احتجاز الماء بداخلها في حالة انقلابها، وهي مصممة ليتم تشغيلها بواسطة شخص بوضعية الوقوف أو الانحناء أو الجلوس مستقيماً، أو على الركب ودون الحاجة إلى الوجود داخلها. ويتم التحكم بقيادة الدراجة عن طريق دفع المياه إلى الخارج عبر الجزء الخلفي منها، وبالتالي، يتم توجيه الدراجة عن طريق التحكم في اتجاه هذه المياه. تعتمد هذه الآلية على استخدام محرك قوي يقوم بشفط المياه إلى الداخل، ومن ثم ضخها بقوة للخارج عبر الجزء الخلفي لدفع الدراجة إلى الأمام، وكلما زادت قوة الدفع، تضاعفت حدة الالتفاف، لذلك يحتاج المشغل إلى استخدام دواسة الوقود للتحكم بحركات الالتفاف والمناورة. ورغم أن عدم استخدام دواسة الوقود قد يؤدي إلى انعدام أو ضعف في قدرة الدراجة على الالتفاف، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الدراجة وانقلابها. إنجازات سيف المعصم فتى إماراتي لم يتعدَ عمره ال 19، لكن إنجازاته تفوق عمره بكثير، حيث توجها أخيراً بفوزه بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي عن فئة الناشئين، فضلاً عن إنجازاته العالمية، فهو بطل العالم في بطولة أريزونا فئة واقف استوك 2012، وبطل فئة الناشئين في نفس البطولة، وبطل الترتيب العام لمنافسات واقف محدود اكسبرت بالعلامة الكاملة 360 نقطة من 6 جولات في بطولة الإمارات للدراجات المائية 2013، بذا، يكون ترجم مغامراته إلى بطولات بعيداً عن التهور. البيان الاماراتية