الاثنين 27 يناير 2014 11:34 مساءً عدن((عدن الغد))خاص: توطئة: "من لا ماضي له لا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له". تخيلوا لو خيرنا جميعا في الجنوب أن نركب كبسولة الزمن ((The time machine)) فبأي زمن سنهوى العيش فيه . أمنية ساذجة نهرب إليها تباعا فما أسهل أن نركب آلة الزمن ونتنقل بين عصور من خيال بينما يقتضي أن نصنع عصرا جديدا خالصا , خاصا بنا , الكثير من الواقعية والمسؤولية والشجاعة . لأختار البعض عدن في الخمسينات أو الستينات أو السبعينات أو ما قبل كل ذلك , لرفض البعض عدن في الثمانينات حقبة انتهت بكارثة بشرية أشد دموية وخبثا من كل ما مر على هذه المدينة الوديعة , دعوكم من حقبة التسعينات فما حدث فيها لن تكفيه صفحات كثيرة لتسرد بألم قصة الدمار والخيانة والضياع . هل عرفتم عدن في حقبتها الحالية ؟ أجيبوا بصراحة .. شخصيا لم أعرفها , وبمنتهى الصراحة أخبركم ليست المدينة ذاتها التي كنت أزورها طفلة ,, لم تعد ذات المدينة التي تشبع خيالي اليوم كغيري من الشباب .. مشيت في شوارعها العتيقة ذات يوم وجدتني فيها أفتقد أشياء كثيرة ..قائمتي ستطول الآن ولن أسردها ...يبقى على رأسها دوما احساس الأمان ..للأسف افتقدناه .. ! السياسة تقول لنا اليوم بمنتهى الوقاحة أنهم لن يتركوا عدن وشأنها لتحيا ما شاء الله لها بسلام وأمن واستقرار , لن يتركوا ايادي أهلها المضيئة ترسم لوحات من أمل وتزيح تعب وغبار السنين من على وجهها المتعب . الجغرافيا تقول لنا ..إياكم والتشاؤم ارحلوا الى البحر زرافات ووحدانا , طوفوا حول ((صيرة)) المقدسة , تنفسوا بحرية عبق بحرها ,, سمكها ,,خبزها ,,رائحتها العتيقة ..رائحة لا نستطيع التعبير عنها ..عليكم أن تستنشقوها وحسب وستفهموا قصدي جيدا ..! التاريخ يقول لنا ..فيني دروس وعبر ولكن لا من مجيب هنا ..إياكم أن تتعثروا بما تعثرتم به منذ زمن ..تذكروا حسناتي , استعيذوا بالله من شياطيني الرجيمة ..إياكم أن تنصبوها حكما لكم في صراع سيستمر في أكلكم دون كلل أو ملل. نحن شعب نقتات ذكريات الماضي لأننا ببساطة لا نملك الحاضر ,ببساطة لسنا رواده ولا المتحكمين فيه ولسنا أيضا بالشجاعة الكافية لننهض من أجل المستقبل ..! هل تبدو لكم الأن عبارتي الأخيرة مستفزة ..نعم بواقعية شديدة هي مستفزة ولقد تعمدت ذلك ..ربما يلزمنا الكثير من استفزاز أنفسنا لننهض الى الحياة ! من: شيماء باسيد عدن الغد