الفجيرة - بكر المحاسنة: أسدل الستار مساء أمس الأول على عروض مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة الذي شهد مشاركة ثلاثة عشر عرضاً مسرحياً خليجياً وعربياً وأجنبياً . كان العرض الألماني مسك ختام سبعة أيام استثنائية من الحوار والنقاش والجدل والخوض في تفاصيل كل عمل مسرحي وسط أجواء مميزة أكدت أهمية هذه التظاهرة الثقافية المسرحية . المسرحية التي استضافتها خشبة مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون كانت "شكل الإنسان 1" التي قدمتها فرقة شركة ميناكو سيكي للإنتاج تأليف وإخراج وتمثيل ميناكو سيكي . وفي هذا العرض تحاول سيكي البحث عن شكل الإنسان الحقيقي بالاستعانة بخمس دراسات تبحث في هوية الأجسام أو الأشياء التي يمكن أن تحمل شكل الإنسان، فتبدأ الدراسة بجسم الإنسان وتمتد إلى الدمى والروبوتات والجثث والأرواح المعنوية . العرض نال إعجاب الحضور وتصفيقهم الطويل له يعيد المسرح إلى التمثيل الصامت "فن البانتومايم" حيث منذ بداية العرض الذي استمر أكثر من 50 دقيقة حتى نهايته لم تنطق الممثلة بكلمة . وأدت مجموعة من الحركات في مشاهد ذات خلفيات متنوعة، جعلت الجمهور في حالة انتظار لسماع صوت الممثلة التي كانت تقدم له لوحات متعددة من المشاهد في أداء وحركة جيدة وإن كانت غير مفهومة لدى البعض . أوضحت الفنانة عائشة المغربي من ليبيا أنه رغم صمت الممثلة في العرض فإن الجمهور تفاعل مع هذه المسرحية بكل جوارحه بفضل الإتقان الكبير في استخدام الحركات وتعابير الأداء المميز لأجزاء الجسم . أما لطيفة أحرار من المغرب فعبرت عن سعادتها بالعرض مشيدة بتميز الممثلة التي قدمت عملاً مبدعاً ومميزاً . ومع نهاية العروض أكد محمد سعيد الضنحاني رئيس المهرجان أن الحدث شكل احتفالية ثقافية استثنائية وتجمعاً عربياً وعالمياً ناقش قضايا المونودراما مشيراً إلى أن المهرجان يستمد أهميته من تنوع عروضه المتميزة . وبعد العرض أقيمت ندوة تطبيقية فتحت باب النقاش والمداخلات والاستماع إلى مختلف الآراء والتحليلات أدارها الدكتور نبيل نجم من الأردن حيث عبر عن روعة هذا المهرجان الذي بات منارة للمونودراما في العالم، وأبدى إعجابه بالعرض الذي منح الجمهور الكثير من المتعة رغم عدم تحدث الممثلة . قال عبدالعزيز حداد من الكويت أن البعض اعتبر العرض غير مفهوم لكن القدرة الحركية التي فاقت الطاقة البشرية جعلته من أفضل العروض . مؤكداً أنه ذو إيقاع متسارع والممثلة قادرة على جذب الجمهور . وقال حسام عبدالهادي من مصر "رغم الأداء الرائع وتفاصيل العمل الدقيقة فإن هذا العمل لا ينتمي إلى المونودراما لأنه افتقد عنصراً مهماً من عناصرها وهو النص، وهذا لا يمنع أن العمل كان بارعاً وهو أحد مفاجآت المهرجان وكل تفاصيله مدروسة والحركة والإضاءة والبؤرة كانت محسوبة بالثانية . الخليج الامارتية