الدوحة - قنا: حقق اليوم الرياضي للدولة في نسخته الثالثة الكثير من الإنجازات من حيث عدد المشاركين وكذلك من حيث المضمون، فقد تدافعت كل مؤسسات الدولة والوزارات والهيئات العامة والقطاع الخاص والأفراد لإبراز تجاوبهم الإيجابي مع أهداف اليوم الرياضي للدولة من تلقاء أنفسهم اقتناعًا منهم بأهداف اليوم الرياضي، وقد اتضح التجاوب الكبير من كل فئات المجتمع خلال اليوم الرياضي، حيث قامت جهات كثيرة بإعداد برامج خاصة بها في المشاركة بهذا الحدث، بل إن الكثير من قطاعات الدولة سعت لإعداد برامج رياضية لكل من ينتسب لها مع عائلاتهم على مدار العام وتوفير سبل وأماكن ممارسة الرياضة بصفة يومية. وساهمت قطاعات الدولة في إنجاح اليوم الرياضي لدولة قطر سنويا بناء على تفهم جميع فئات المجتمع لأهمية الاحتفال باليوم الرياضي ومدى مساهمة قرار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتخصيص يوم رياضي للدولة في زيادة الوعي الرياضي لدى كافة أفراد المجتمع مما يسهم أيضا في خلق مجتمع معافى وسليم وقادر على المساهمة في النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد حيث تواصل مسيرتها المشرقة في التنمية والبناء. ويرسخ اليوم الرياضي مكانة قطر في الرياضة العالمية بما يتوافق مع "رؤية قطر الوطنية 2030" التي تترجم مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لقضايا التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمع التي يأتي تطوير القطاع الرياضي ضمن أولوياتها من خلال زيادة مشاركة المجتمع في الرياضة، وتحسين وتكامل تخطيط المرافق الرياضية العامة والمتخصصة، وزيادة وتحسين عملية بناء وإدارة المواهب الرياضية وتعزيز الرياضة المجتمعية تفعيلاً من خلال الفعاليات والأنشطة التي تنظم على مدار العام في أحياء الدوحة والمناطق الخارجية من خلال إنشاء المراكز الرياضية المجتمعية خاصة للسيدات والعمل على تطوير مقار الأندية الرياضية، وتحديدًا المرافق الخارجية فيها، بما يتيح الفرصة للجميع للقيام بالأنشطة الرياضية المختلفة. وقد أسهمت ملاعب الفرجان بشكل كبير في نشر الثقافة الرياضية والتوعية بأهميتها في تحسين الصحة العامة، حيث سهلت على الراغبين في ممارسة الرياضة أن يجدوا أماكن مجهزة قريبة من مساكنهم، لافتين إلى أن المشروع يحسب للجنة الأولمبية القطرية التي قامت بإنشاء هذه الملاعب وتشرف على تنظيم المشاركة بها. كما أن ملاعب الفرجان تشهد إقبالاً واسعاً من كافة الفئات العمرية، وهذه الملاعب تأتي بعد رؤية الدولة استغلال الحدائق العائلية الموجودة في الفرجان وعمل ملاعب صغيرة بغرض قضاء النشء لأوقاتهم فيها لممارسة الرياضة، وتطورت الفكرة لتصل إلى ما هي عليه في الوقت الحالي. إن أبرز ما يميز ملاعب الفرجان وجودها في قلب الأحياء السكنية، ويتجمع فيها أغلب أهل المنطقة من أجل ممارسة الرياضة، وكل ملعب يديره أحد أبناء هذه المنطقة يقوم بتنظيم الفعاليات بالتعاون مع سكانها، وهي أحد أبرز أوجه التحفيز على ممارسة النشاط الرياضي. والأولوية خلال الفترة المقبلة إنشاء ملاعب خارج العاصمة، خاصةً مع التوسع العمراني الكبير الذي تشهده قطر، والانتقال المستمر لمناطق الوكرة والوكير وغيرها من المدن على اتساع الدولة. ويوجد في قطر حاليا 19 ملعباً بالفرجان تخدم آلاف المواطنين والمقيمين، وتحمل رسالة واضحة بأن ممارسة الرياضة حق للجميع وأن الدولة ممثلة في اللجنة الأولمبية القطرية تسعى بشكل حثيث لنشر الثقافة الرياضية بين كافة سكانها. وكانت اللجنة الأولمبيّة القطريّة قد كشفت مؤخرا عن خُطة متكاملة لتطوير ملاعب الفرجان من خلال إنشاء 15 ملعبًا جديدًا وفقًا لخُطة خمسيّة تنصّ على إنشاء ثلاثة ملاعب سنويًا موزّعة على مدن الدولة المختلفة، وتتضمن هذه الخُطة أيضًا إنشاء أربعة مراكز متكاملة للسيدات تحتوي على مرافق رياضيّة واجتماعيّة مختلفة تشمل مسبحًا، وصالة رياضية مغطاة لممارسة مختلف الرياضات، وناديًا صحيًا، ومسارًا داخليًا للمشي. كما تشمل هذه المراكز حضانة أطفال، ومرافق خدميّة أخرى مثل الكافتيريا والمسجد وأماكن للعب الأطفال. وقامت اللجنة الأولمبية القطرية بافتتاح مشروع "العقدة للفروسية" في مدينة الخور ليكون امتدادًا لبقية الخدمات المقدّمة من كافة المنشآت الأخرى في خُطوة جديدة لدعم رياضة الفروسيّة في قطر ومساعدة الملاك والمدربين للمساهمة في تطوير قاعدة ممارسي الفروسية بين الشباب، ويُعدّ المجمع الجديد امتدادًا لصروح الفروسية في الدولة سواء في الاتحاد أو النادي أو سيلين أو الشقب، وقد انتهت المرحلة الأولى من المجمع الذي يُعدّ من المجمعات المتكاملة لرياضة الفروسية بما يحويه من تجهيزات وإمكانيات متكاملة، حيث يحتوي على حوالي 500 غرفة للخيل تمّ الانتهاء من عدد كبير منها، ويحتوي كذلك على مضمار لتدريب الخيل وصالة مغطاة لقفز الحواجز وميدان خارجي ومبنى متطوّر للإدارة، ومضمار عشبي، هذا بالإضافة إلى تجهيزات كبيرة ومتعدّدة خاصة بالعاملين والقائمين على شؤون الخيل. كما قامت اللجنة الأولمبية القطرية بإنشاء الكثير من المرافق الرياضيّة المختلفة في الدولة، مع الحرص على الاهتمام بالجانب الاجتماعي والترفيهي في هذه المنشآت لخلق جيل صحي قادر على العطاء والتنمية عن طريق ممارسة الرياضة. كما قامت بتحويل المرافق من رياضيّة بحتة إلى رياضيّة واجتماعيّة تخدم الرياضيين المحترفين والمجتمع بشكل عام. كما تمّ العمل مع أندية الدرجة الأولى على مراحل، تضم 7 أندية، منها الخور والوكرة والريان والغرافة، بينما سيتم افتتاح الأندية الأخرى وهي: السد والعربي وقطر في مايو القادم، وتمّ إنشاء ممرّات للمشاة ومناطق ألعاب للأطفال وتوزيع الأجهزة الرياضيّة على هذه المسارات، بالإضافة إلى توفير الخدمات الأخرى مثل دورات المياه ومياه الشرب ومواقف السيارات؛ ما سيمكن العائلات من ممارسة الرياضة في أجواء تتوفّر فيها كل المتطلبات. بالإضافة إلى ذلك فقد تمّ التنسيق مع مستشفى اسبيتار لتطبيق برنامج "صحتك في خُطوتك" في جميع المرافق والمنشآت الرياضيّة، حيث تمّ تطبيقه في حديقة برزان التي تشهد إقبالاً كبيرًا من عدد العائلات والزوّار خاصة في الإجازات الأسبوعيّة حيث يصل عدد الزوّار إلى أكثر من 1300. وشهدت الأندية الرياضية ومرافقها الرياضية إقبالا كبيرا من شرائح المجتمع بالإضافة إلى ميدان لوسيل للرماية الذي يضمّ حديقة رياضيّة متكاملة، وجاء إنجاز ذلك المشروع في إطار التعاون بين اللجنة الأولمبيّة القطريّة والاتحادات الرياضيّة في توفير مرافق للرياضة المجتمعيّة لسكان المناطق التي تتوافر فيها المنشآت الرياضيّة، والعمل على تحسين وتكامل تخطيط المرافق الرياضيّة العامّة والمتخصصة وهي أحد أهداف استراتيجيّة قطاع الرياضة (2011-2016)، ويتضمّن المشروع إنشاء مسارات خاصّة للمشاة والدراجات الهوائيّة وبحيرة تجميليّة وحديقة مزوّدة بخدمة "واي فاي" المجانيّة بالإضافة إلى تشييد ست فلل وسكن للعمال ومخزن أسلحة الرماية وتوسعة ميدانين، وساتر ترابي علاوة على إجراء صيانة كاملة للميدان. وتساهم هذه المرافق في جذب كافة أفراد المجتمع لممارسة الرياضة من خلال إقامة منشآت متكاملة تحتوي على مرافق ترفيهيّة عائليّة، كما تمّ مؤخرًا تنفيذ وافتتاح مشروع ملعب فريج الوكير الذي تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع، ويتكوّن من ملعب لكرة القدم مساحته 2400 متر مربع مزوّد بالحشيش الصناعي وملعب لكرة اليد على مساحة قدرها 800 متر مربع وملعبين للسلة والطائرة تبلغ مساحتهما 392 مترًا مربعًا، إضافة إلى مضمار للمشي تبلغ مساحته 350 مترًا مربعًا ومجموعة من ألعاب الأطفال ومصلى وغرفة تغيير الملابس وغرفة للحارس وكافتيريا، بالإضافة إلى صالة أجهزة رياضيّة خارجيّة. وتتضمن استراتيجية اللجنة الأولمبية إنشاء المراكز الرياضية النسائية للقيام بالدور المنتظر لها في خدمة الرياضة المجتمعية حيث أن اللجنة الأولمبية القطرية بصدد إنشاء أربعة مراكز اجتماعية رياضية للنساء تمهيداً لتدشينها في الربع الأول من 2015 ، ومركزان من الأربع مراكز سيقامان بالوكرة والخريطيات وتتسع المراكز لرياض للأطفال، وتزود بالتقنيات والمعينات بما يساعد النساء على ممارسة هواياتهن المختلفة. كما قامت اللجنة الأولمبية القطرية بإنشاء مسارات لممارسة رياضة الدراجات الهوائية في ملاعب الفرجان والمراكز بالإضافة إلى وجود مشروع لإنشاء مسارات للدراجات الهوائية في الحدائق العامة. واقترحت اللجنة الأولمبية القطرية على التخطيط العمراني تخصيص أرض لإقامة صالات البولينج. وبهدف المساهمة في اليوم الرياضي قامت الاتحادات الرياضية في الدولة بتقديم برامج ودورات ومشاركات للأهالي والأفراد والمؤسسات لممارسة الرياضة في هذا اليوم في العديد من اللعبات والهوايات. كما سعت اللجنة الأولمبية على مدار العام بجهود كبيرة في إقامة الرياضة المجتمعية من خلال دورات وبطولات الرياضة المجتمعية مثل بطولة اللاسلكي وصيد الأسماك والدورات الرمضانية المفتوحة .. وبرنامج "كن رشيقا" على مدار عام كامل وسباق الشواحيف (التجديف بالقوارب التقليدية) وبرامج مخيم سيلين خلال أشهر الشتاء ودعوة الأسر والعائلات لارتياده وممارسة العديد من المسابقات الرياضية وإقامة البرنامج الأولمبى المدرسي على مدار الموسم الرياضي ما يتيح ممارسة أكثر للرياضة للطلاب والطالبات واكتشاف المواهب الرياضية فضلا عن سياسة الاتحادات والأندية في اكتشاف الموهوبين من خلال مسابقات البراعم والأشبال وغير ذللك من جهود قطاع اللجنة الأولمبية القطرية. وشاركت أسرة اللجنة الأولمبية القطرية والاتحادات الرياضية في فرحة الجميع باليوم الرياضى والترويج والترفيه والتوعية وغرس القيم الثقافية من خلال القرية الرياضية التي تم إنشاؤها بجوار مبنى البريد العام بكورنيش الدوحة، حيث شهدت القرية إقبالا كبيرا من الجماهير على مدى ستةأيام، وفتحت الاندية والمراكز الشبابية في الدولة أبوابها للجميع لممارسة الرياضة في مختلف الألعاب. وكانت الاحتفالات باليوم الرياضي للدولة انطلقت في فبراير 2012 بعد صدور القرار الأميري رقم (80) لسنة 2011، بحيث يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا للدولة وإجازة مدفوعة الأجر، تنظم خلاله الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة فعاليات رياضية يشارك فيها العاملون وأسرهم، لتحقيق الوعي بأهمية الرياضة ودورها في حياة الأفراد والمجتمعات. وتفتح خلال الاحتفال باليوم الرياضي الميادين والمنشآت الرياضية في مختلف أرجاء البلاد لممارسة الرياضة، حيث تتحول البلاد في هذا اليوم إلى ملعب رياضي كبير، ما يحقق الهدف من إقامة هذا اليوم الذي يشكل نموذجا لالتزام الدولة برعاية الرياضة وتأكيد أهميتها لدى المجتمع مع تضمين القيم الرياضية في ثقافة الدولة وإلهام المجتمع على ممارسة النشاط الرياضي. وتعتبر قطر أول دولة على مستوى العالم تخصص يوما للرياضة بل جعلت هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر لإتاحة الفرصة لكل المواطنين والمقيمين على أرضها للاحتفال والتعرف على الرياضة وفوائدها العديدة، وهو الأمر الذي شجع بعض المؤسسات والاتحادات لنسخ هذه التجربة الفريدة من نوعها، حيث أقرت الأممالمتحدة مؤخرا اليوم الرياضي في السادس من شهر أبريل من كل عام بدءًا من هذه السنة، كما أن الاتحاد الأوروبي قرر تخصيص يوم رياضي لدوله بدءًا من العام المقبل. جريدة الراية القطرية