دبي -نادية سلطان: في أقل من ساعتين تمكن رجال التحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي من فك لغز مقتل آسيوي (تاجر مجوهرات)، وسرقة كمية من الألماس تقدر قيمتها المبدئية بنحو 10 ملايين درهم . وأشاد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بنجاح شرطة دبي في تحديد هوية المجرمين الذين ارتكبوا جريمة القتل والسرقة، مما ساهم في إلقاء القبض عليهم قبل أن ينعموا بغنيمتهم، مؤكداً أن شرطة دبي تتمتع بقوة وخبرة رجالاتها وفرقها المتخصصة في مكافحة الجريمة، وملاحقة المتهمين في أي مكان في العالم . وأكد أن نجاح شرطة دبي في الوصول إلى المجرمين، وتحديد الأسلوب الذي ارتكبت به الجريمة، وعلاقاتها الطيبة مع العديد من السلطات الأمنية في دول العالم إنما ينعكس بصورة إيجابية على صورة الأمن في الإمارات بشكل عام، ويؤكد أنه لا تهاون مع المجرمين، وأن أجهزة الأمن في الدولة هي أجهزة متميزة، ولها ثقلها في العالم . وأمر الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بتدريس تلك القضية لطلبة دبلوم البحث الجنائي، لرفع مستوى الضباط الدارسين به، وتعريفهم بالخبرة والحنكة الأمنية التي تمكنت من فك لغز الجريمة في دقائق معدودة، لافتاً إلى أن تلك الجريمة اتخذت طابعاً عالمياً، وأن الأسلوب المرتكب في التهريب للمجوهرات كان جديداً بعض الشيء . وأشاد اللواء خبير خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي بسرعة تحرك فرق التحريات والمباحث الجنائية وملاحقة الجناة، الذين تمكنوا من مغادرة الدولة عقب ارتكاب جريمتهم، مشيراً إلى أنه ألقي القبض على المتهمين في مطار إحدى الدول الشرق أوروبية، فور نزولهم من سلم الطائرة، وتحريز كمية الألماس كاملة، التي تبين أنهم قاموا بإخفائها في عبوات شامبو بلاستيكية . وأكد اللواء المزينة أن فرق التحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي تثبت يوماً بعد يوم أنها ذات كفاءة وخبرة، حيث تمكنت من تحديد هوية المتهمين في أقل من ساعتين من وصول البلاغ، الذي أتى متأخراً بعض الشيء، ونظراً للعلاقات المميزة التي أرستها شرطة دبي في العديد من السلطات الأمنية على مستوى العالم، تم التواصل مع سلطات الأمن في الدولة المعنية، وإعطاء ملامح وصور من جوازات سفر المتهمين، وتحديد موعد رحلة الطيران التي غادروا على متنها، حيث فوجئوا بإلقاء القبض عليهم قبل أن تطأ أقدامهم أرض المطار . أشار اللواء المزينة إلى أنه تم تشكيل فريق من التحريات والمباحث الجنائية للسفر للدولة التي يتواجد بها المتهمون بعد إنهاء إجراءات تجهيز طلب ملف الاسترداد لأفراد العصابة، لاستلامهم بناء على حيثيات القضية واعترافاتهم واستعادة المجوهرات التي تم تحريزها، والتي اعترفوا فعلياً بأنها نتاج جريمتهم التي ارتكبوها، واعترفوا بقتلهم التاجر . وجه اللواء خميس مطر المزينة كل الشكر والتقدير لضباط وأفراد الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، وإلى اللواء خليل ابراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، الذي قاد فرق البحث والتحري، وفك لغز الجريمة بهذه السرعة . التفاصيل من جانبه، قال اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري إن وقائع الجريمة تعود إلى ورود بلاغ إلى شرطة دبي من امرأة أفادت فيه بعثورها على زوجها التاجر بالجملة في المجوهرات مقتولاً داخل مكتبه بمنطقة نايف، وكان ذلك في نحو الرابعة فجراً، وعلى الفور انتقلت فرق المباحث إلى موقع البلاغ، حيث عثر على التاجر الآسيوي، وعلى جسده آثار اعتداء بشع، ومقيد اليدين، ومعرض للخنق بحبل، وفقاً للطبيب الشرعي المختص، وتبين تعرض مكتب التاجر للسرقة، واختفاء كمية كبيرة من الألماس، وتبين أن واقعة القتل كانت قد وقعت قبل ورود البلاغ بأكثر من 7 ساعات تقريباً . وأضاف اللواء المنصوري انه تم على الفور تشكيل فرق البحث والتحري بجمع الاستدلالات حول وقائع الجريمة، حيث تم التوصل في أقل من ساعتين فقط، من تحديد هوية الجناة، وتحديد عددهم حيث إنهم كانوا ثلاثة أشخاص ينتمون لجنسية إحدى الدول الشرق أوروبية، وفي العشرينات من العمر تقريباً، وبالبحث والتحري عنهم تبين مغادرتهم متجهين إلى دولة شرق أوروبية، وعلى الفور تم إجراء عدة اتصالات بضباط ارتباط شرطة دبي في الانتربول الدولي، والسلطات الأمنية في تلك الدولة، وكان لا يزال هناك 15 دقيقة فقط، وتهبط الطائرة على أرض المطار في تلك الدولة، حيث توجهت السلطات هناك، واستقبلت الجناة لحظة هبوط الطائرة، وألقت القبض عليهم . إخفاء الألماس أشار اللواء المنصوري إلى أنه أثناء إجراء الاتصالات مع السلطات الأمنية، تم تحديد ثلاثة أساليب يحتمل أن يكون الجناة قد أخفوا الألماس عن طريقها بناءً على الخبرة التي اكتسبها رجال التحريات والمباحث الجنائية من خلال عملهم، وكان من بينها تفتيش عبوات الشامبو التي كانت بحوزة الجناة، وظهرت في الحقائب الخاصة التي تم شحنها على الطائرة برفقتهم . ولفت اللواء المنصوري إلى أنه تم تمرير المعلومة، حيث قامت الأجهزة الأمنية في المطار، التي كانت تنتظر الجناة بعد إلقاء القبض عليهم بتفتيش الحقائب الخاصة بهم، وعثر على كمية كبيرة من عبوات بلاستيكية، حيث تم تفريغ تلك العبوات، وقطعها، وبالفعل تم العثور على قطع الألماس التي كانت كميتها كبيرة، لافتاً إلى أن المتهمين اعترفوا بجريمتهم كاملة للسلطات الأمنية في تلك الدولة، وتم توقيفهم على ذمة القضية، لحين الانتهاء من ملف استردادهم من قبل الأجهزة المعنية الإماراتية، وتم تحريز الألماس المضبوط . أضاف اللواء المنصوري أن الجناة سبق لهم أن حضروا إلى الدولة، وأنهم قد يكونوا تابعين لإحدى العصابات المنظمة في دولتهم، لافتاً إلى أنهم حضروا إلى التاجر قبل ارتكاب جريمتهم، وادعوا أنهم تجار مجوهرات، وأنهم يرغبون في شراء كمية من الألماس الحر، وخدعوا التاجر بقولهم إنهم يبحثون عن قطع ألماس من نوع معين، ووعدهم التاجر المجني عليه بأنه سيقوم بتجهيزها، واتفق معهم على موعد مساء، حيث كان موجوداً داخل مكتبه، وبمجرد أن أخرج كميات المجوهرات لعرضها عليهم، قاموا بضربه على الرأس بآلة حادة، ثم الاعتداء على جسده بعنف، ثم تقييده، وخنقه، والاستيلاء على قطع الألماس والفرار . بث فيديو للمتهمين بثت إحدى القنوات الرسمية في الدولة التي ألقي القبض فيها على الجناة فيديو للحظة القبض على الجناة ضمن نشرة الأخبار الرئيسية . وأوضح الفيديو الطريقة التي توصلت فيها السلطات الأمنية على الألماس، حيث قاموا بإحضار وعاء بلاستيكي كبير مملوء بالمياه، وأفرغوا عبوات الشامبو البلاستيكية التي تحتوي على سائل ثقيل في المياه . الخليج الامارتية