* * * * أكتب لكم مقالي هذا وأنا استعجب واستغرب مما يحدث حالياً في الوسط الإعلامي.... فمنذ فترة كبيرة ونحن نتابع برامج ذات موضوعات مختلفة على مختلف القنوات الأرضية والفضائية المصرية وغير المصرية أيضاً فتلك القنوات تقدم لنا برامج متنوعة منها السياسية والرياضية وأيضاً الترفيهية والتوك شو المستحدث أخيراً. فهناك بعض البرامج الجادة التي نراها على مختلف القنوات الأرضية والفضائية والتي يقدمها بعض الاعلامييين الذين درسوا الاعلام وعلى معرفة ودراية تامة بأصول العمل الاعلامي وكيفية إدارة الحوار؛ حيث أنني أتحدث إليكم في مقالي هذا عن المذيعين الذين يقدموا تلك البرامج .. فهناك نوعين من المذيعين منهم من يستحقوا منا كل احترام وتقدير حيث كما قلت من قبل درسوا الاعلام دراسة جيدة ولهم باع طويل في هذا المجال أيضاً نجدهم على وعي ودراية بالموضوع المراد تقديمه في البرنامج وأيضاً على قدر كاف من الوعي والالمام بأصول العمل الاعلامي وفنون تقديم البرامج فعلى سبيل المثال لا الحصر أكن كل احترام وتقدير لأسماء لامعة مثال الاعلامي القدير"عماد الدين أديب" والاعلامية الكبيرة"لميس الحديدي" وأستاذ"خيري رمضان" مع أني في صريح العبارة أعتب عليهم بعض الشيء في الصياح والصراخ بصوت عالي و أقول لهم أن الصوت العالي لا يجني ولا يفيد في شيء ولكن من الممكن أن يصيب المشاهد بنوع من الملل مما يضطر لتغيير القناة ولكنهم مثال يحتذى به في مجال الاعلام وفي تقديم البرامج فعندما نشاهد برامجهم نجدهم قادرون على إدراة الحوار بأسلوب راقي وبكل موضوعية وشفافية ويعرفوا كيف يخرجوا المعلومة من الضيف. أما النوعية الأخرى من المذيعين وهو موضوع مقالي هذا فهم الذين نجدهم يهتموا بشكلهم ومظهرهم الخارجي ونجدهم ليس لديهم أي فكرة أو معلومات عن الموضوع المراد مناقشته في البرنامج.. صحيح أن هناك نوعيات من البرامج التي تستدعي نوعية خاصة من المذيعين وأقصد هنا البرامج الرياضية فتستدعي المتخصصين في مجال الرياضة فهم أدرى بهذا المجال من غيرهم من المذيعين ولكن ما الداعي مثلاً بأن يأتوا أصحاب القناة بمؤلف مسلسلات وأشعار لتقديم برامج وهو لم يعرف في تقديم البرامج ولا قدم برامج من قبل. فنجد بعض البرامج الأخرى التي تقدم موضوعات مختلفة وغريبة في الشكل والمضمون ...حتى برامج التوك شو والبرامج الترفيهية يقدمها مذيعين نراهم لأول مرة على الشاشة... مذيعين يهتموا بمظهرهم وشكلهم الخارجي فقط لمجرد الشهرة والوصول السريع دون الاهتمام بمحتوى الحلقة المراد تقديمها في البرنامج فترى عقولهم خالية من أي معلومات ويجعلوا المشاهد يصاب بالملل ويمسكوا بريموت الكنترول ويغيروا القناة مما يقلل من نسب مشاهدة تلك القنوات ويؤثر على نجاحها أو فشلها. فمثلا نجد في قناة mbc مصر أحد برامج الترفيه والذي أراه من وجهة نظري برنامج تافه جدا لا يليق بمثل هذه القناة وتستعجبوا أكثر عندما تعرفوا أن الذين يقدموا هذا البرنامج هم نجم الغناء "هشام عباس" والنجمة الكبيرة"فيفي عبده" ومعهم مذيعة ثالثة أراها لأول مرة على الشاشة فمن وجهة نظري أن هؤلاء النجوم أكبر بكثير من أن يقدموا برنامج تافه مثل هذا البرنامج . والأدهى والأمر أنهم لا يدروا بأصول العمل الاعلامي ولا يعرفوا يديروا حوار ونجدهم يثرثروا فيما لا يفيد ومداخلات وتليفونات دون أي جدوى.... فقط نقود تضيع هباء بلا أي فائدة. أيضا من ضمن البرامج التي شاهدتها مؤخراً برنامج ترفيهي يقدمه مطرب شاب كان عضوا في فرقة غنائية ومطربة لبنانية لم يسبق لها الظهور من قبل ونشاهدها لأول مرة على الشاشة وأيضاً لا يعرفوا شسئاً في التقديم فقط برنامج عبارة عن غناء ورقص ولعب .. ونرى حجتهم في هذا عندما يتم سؤالهم أنهم يريدوا يجربوا لعبة اسمها"تقديم البرامج" فيفرحوا بها ويلعبوا بها وعندما يملوا منها يتركوها وكأنها لعبة وعندما يتم سؤالهم يقولوا إنها لا تليق بمسيرتهم الفنية ...هل هذا منطقي يا سادة يا كرام. كنت قد كتبت من قبل مراراً وتكراراً أن لكل مهنة أصولها ومعاييرها التي لابد وأن يتم الالمام بها والعمل على أساسها والتي لابد على من يعمل بها يكون ملماً بأصول وقواعد المهنة فمثلها مثل أي مهنة أخرى لها أصولها التي لابد أن نعمل بها. ومن هنا أتعجب وأتساءل لماذا لا يستعين أصحاب هذه القنوات بخريجي كليات وأقسام الاعلام في الأماكن المختلفة مع العلم أن هناك الكثير منهم لا يجدوا فرصة عمل الذين هم في حاجة إليها ويجلسوا على المقاهي التي تتسبب في ضياع الوقت فيما لا يفيد يا ليت أصحاب تلك القنوات أن يعلنوا ويقيموا مسابقات واختبارات لهؤلاء ويختاروا جيل جديد للمذيعين ويضخوا دماء جديدة لهذه القنوات حتى تنتعش فيأتي خرييجي أقسام وكليات الاعلام من جميع أنحاء الجمهورية إذ ربما يجدوا فرصة العمل التي يبحثوا عنها بدلا من المقاهي التي تتسبب في خسارة الوقت والصحة فيما لا يفيد. مواضيع متعلقة بص وطل