توفيق حسين صالح الخميس 2014-03-13 20:34:24 . بعيداً عن إستخدام الألفاظ الرنانه ، والنظريات البعيده كل البعد عن فهم المتلقي الذي يشكل الجزء الأكبر من الواقع والمجتمع الذي نعيش فيه .. . في طريقي الى تناول بعض الأمور الإجتماعيه نقداً وتقويماً وإصلاحاً بطريقه مبسطه وسهله بعض الشيء .. . فكثيراً من الأفكار والقناعات تشكلت لدينا بخطاب -قد يكون ديني أو غيره- وصل إلينا وتم قبوله منا دون أدنى نقد أو تمحيص ، حيث يعتريه كثيراً من الخطأ .. مثلاً من القناعات الراسخه فينا حول نظرة الرجل الى المرأه ، . ما هي نظرتك الى المرأه ؟! . كيف تنظر إليها ؟! . ما مقدار التأثير الحاصل فيك الذي يبعثه جمال وإنوثة المرأه ؟! . الكل يقول مستحيل أن لا تتأثر أمام المرأه ، فأنت رجل .. وميلنا الى المرأه غريزه فينا .. وأنت لا تستطيع أن تتحكم في نفسك لان الشيطان هو الذي يتحكم فيك . الكلام لهم . في الحقيقه هذه الميزه تظهر في كل المجتمعات المتخلفه ، التي يعاني أفرادها الجهل والتخلف ليس الجهل والتخلف هنا القراءه والكتابه ، إنما جهل وتخلف في تمثل القيم والأفكار بعيداً عن معناها الأصيل الراقي . . فهمنا معنى الرجوله بصوره مغلوطه ومحرفه كثيراً .. . فهمنا معنى الدين وحرصه على عدم الإنجراف الى الرذيله بشكل خاطئ ومقزز .. . جعلنا من الشيطان شماعه نعلق عليها زلاتنا وأخطائنا ، وخلقنا شخصيات مهزوزة الثقه في أنفسها ، لان الشيطان هو المسؤول عن كل شئ . لا عقل ولا أخلاق ولا مبادئ ولا سمو ولا رقي ولا تكريم للإنسان الذي قال لنا به ربنا جلا وعلا .هذا ما تقوله ثقافتنا المشوهه. . أصبح الإنسان في نظرنا مجرد حيوان مفترس ، تعبث به الشهوه الحيوانيه ، وتتلاعب به غرائزه الحيوانيه . . أين الإنسان الذي أكرمه الله فينا ؟! . أين نحن من القيم العظيمه والمعاني الساميه النبيله التي يتحدث عنها القران والتي أخذناها من مجتمعاتنا الإسلاميه التي تمثلت في فتره ما أفكار وقيم وقناعات وأعراف راسخه فينا ، عززت النظره الإجتماعيه للرجوله وقيمها الحقيقيه من علو وشهامه ونزاهه وعزه وشموخ وأنفه وكبرياء وغيرها من القيم التي وصلت إلينا ليس في قوالب دينيه وإنما في قوالب إجتماعيه .. . كان هناك جدل يرافقني دائماً مع أحد المتدينين – لايعني ذلك أني لست متدين ، الذي أقصد هو مطوع- هو من الأصدقاء . لكنه لم يبرأ من ملاحقة النظرات للحسناوات هنا وهناك .. دائماً أنتقد وأشلح فيه هذه التصرفات الحمقى .. يقول لي : إنها طبيعه وغريزه في كل واحد ، مستحيل ان لا تكون في أي واحد وأنت واحد منهم لا تحاول الظهور بإنك لست كذلك أو يمكن أنك لاشيء في هذه الأمور .. . ضحكت بألم لردآة تفكيره وقلت الحمد لله الذي أعطاني طاقه يديرها العقل والأخلاق لا شياطينكم وتفاهاتكم ... ضحكت لركاكة شخصيته ، وإنه بهذه الصوره والقناعه عن شخصيته ، وإنه ليس إلا مجرد شخص تتنازعه الغرائز الحيوانيه .. . يستمر الجدل بيني وبينه ..مرات كثيره . . في إحدى المرات كان لنا لقاء مع رجل ملتزم مطوع نقي صافي يطبق الدين كا أفضل من رأيت .. وبعد تداول أحاديث كثيره .، . صديقي السابق يريد أن يقنعني بأفكاره الدينيه المشوّه .. يسئل صديقنا الآخر : . هل يستطيع أحد أن لا يتأثر أن وقع نظره على المرأه .. يقول هذا الرائع – رغم ان تأثير الخطاب الديني لأفكار وتصورات مشوّهه وصل اليه ، تصوّر وليس ممارسه- يقول : إن الله وضع لنا ضوابط تمنعنا من الوقوع في شئ من هذا ، بغض وكف النظر عن المرأه .. . يعاود صديقي تكرار سؤاله : . لو حصل لك وشفت هل تتأثر .. يرد : نعم لكني أجتنب ذلك جداً . أخبره صديقي بأني أنكر ذلك .. . يقول صديقنا الملتزم : هي غريزه فينا .. . أمطرت عليهم بوابل من الحديث عن دور الدين والعقل والقيم والأخلاق العظيمه أين نحن من كل هذا أمام منظر وجمال أمرأه ؟! . وسألتهم . لو سقطت مني الآن وأنا خارجاً من عندك مبلغ من المال . هل تأخذه ؟! . قال : مستحيل وألف مستحيل . أخلاقنا ترفض وتأبى علينا ذلك .. . قلت له : أين هي أخلاقك من منظر جمال امرأه هي ليست لك ؟! . رد صديقنا الملتزم .، أني أحسدك على طبعك وتفكيرك .، . أزعجتكم بالإطاله في هذه القصه . لكنها عينه للمفاهيم المشوّهه التي نمارسها جميعاً دون أن ندري ، والكثيرون يحملون هذه التصورات .. . الإنسان عظيم وراقي ، أكرمنا الله بالعقل وميزنا به ، العقل الذي يعتبر بالإضافه الى الإيمان سد منيع وحصن يحصننا من الوقوع في الغرائز الحيوانيه ، ويجب أن نكون كبارا .، . إن تقول إن في كل واحد منا غرائز لا يستطيع التحكم فيها ، هذا هو الهراء على أنفسنا ، ومثل هذه ليست إلا مبررات كي ننعم ونتلذذ بالعيش في عالم حيواني حقير وتأفه .. . أين قيم ومبادئ الدين الحقّ ؟! . أين تلك الأخلاق التي نمت وترعرعت فينا في مجتمعتنا البسيطه ؟! . عدة حرة