في تجربة حية لغرس الديمقراطية في نفوس الصغار والناشئة ومن خلال مشروع شبابي هادف، نظمت إمارة الشارقة مؤخراً وللمرة الخامسة على التوالي مجلس شورى الشباب، الذي يعد تجسيداً لرؤية طموحة ترنو لتهيئة الأجيال الجديدة للمشاركة في صنع القرار، وقيادة المستقبل، حيث يمنحهم عبر منابره المتعددة، فرصاً لتحمل المسؤولية والمشاركة في العمل الجماعي، ويمكنهم من تبني أدوات تعبيرية متمدنة تعكس قضايا وهموم المجتمع بشكل حر وحضاري، في أولى جلسات المجلس خلال يناير المقبل. (الشارقة) - من منطلق الإيمان بحرية الرأي والتفكير والتعبير، التي تعد من أهم الحقوق الإنسانية في أي مجتمع متحضر، جاءت فكرة إنشاء مجلس شورى الشباب، لتكون ترجمة واقعية لمبدأ الشورى في فجر الإسلام، ويعد من أهم وأقدم التجارب الديمقراطية والحضارية في العالم. وحول هذا النهج، قال مدير عام مراكز الناشئة أحمد سليمان الحمادي: من خلال مبادرة طموحة تشجع الشباب على ممارسة الحياة الديمقراطية والانخراط في العمل السياسي بشكل واع وسليم، وتلبية لتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والسعي دوماً إلى تنمية قدرات الشباب والإعلاء من شأنهم، فقد انطلق هذا المشروع الطليعي، الذي يعرف بمجلس شورى الشباب، منذ العام 2005، مكونا تجربة رائدة لنواة برلمانية فريدة من نوعها، تحتضن الناشئة من البنات والأولاد على حد سواء، حيث ينتخب أعضاؤه الطلبة بطريق التصويت الحر، الذي تشرف عليه بشكل مباشر إدارة مراكز الناشئة، بالتعاون مع مختلف المناطق التعليمية ومراكز الفتيات ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، متيحاً للصفوة الواعدة والقادرة من أبناء الإمارات فرصة، لتمثيل أقرانهم من الشباب، وتبني جملة من مشكلاتهم وقضاياهم المهمة، في ظل أجواء راقية تسودها حالة كبيرة من الحماس والحرية والحوار الواعي المسؤول. قضايا الشباب ولدورته الخامسة للعام 2012، أتم المجلس الجديد خلال الشهر المنصرم انتخاب مائة عضو مرشح من الجنسين، كان لكل منهم شعاراته وبرنامجه الانتخابي الخاص، والذي حاول عن طريقه جذب أكبر عدد ممكن من الناخبين الناشئة في سبيل الوصول للنهائيات، ليحقق هؤلاء الأعضاء المتميزين فيما بعد قفزات ناجحة في كسب المؤيدين لأفكارهم وطروحاتهم المختلفة، والتي تعبر في مجملها عن اهتمامات وهموم شريحة كبيرة من الشباب، حيث قال الفائز بمنصب رئيس مجلس شورى الشباب الجديد في دورته الخامسة، سليمان أحمد: جلستنا التشاورية الأولى ستنعقد بتاريخ 17يناير المقبل، ولا شك بأني ممتن لاختياري رئيسا لهذه الدورة الجديدة، ولكني ومن خلال هذا المنصب استشعر أيضا حجم المسؤولية وكم العمل المطلوب لتحقيق الأهداف المنوطة بنا كنواب منتخبين من قبل هؤلاء النشء، والذين وضعوا فينا ثقتهم، وكي نكون على قدر المسؤولية نحتاج إلى دعم جميع المسؤولين والقائمين على هذا المشروع الديمقراطي النبيل، وبالنسبة لي شخصياً سأهتم بإثارة كل القضايا التي تهم الشباب والمشكلات التي يعانيها معظمنا في المدارس، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة تفشي ظاهرة التدخين بين الطلاب، ومشكلة عدم توافر التغذية الصحية السليمة في المقاصف المدرسية، كما سأهتم بمسألة نظافة المرافق الصحية في المدارس والأماكن العامة خاصة، مع مشكلات أخرى تربوية وصحية وبيئية، في المحصلة سأحاول أن أكون عضواً نشطاً وفعالاً في المجلس متحملاً مسؤوليتي بكل ضمير واقتدار. صنع القرار ... المزيد