في تصريح لفارس.. خبير عسكري: التدخل التركي في سوريا متوازي مع سلوك "إسرائيل" قال الخبير العسكري حسن حسن أنه لايمكن النظر إلى التدخل التركي المباشر على جبهة شمال سوريا بمعزل عما حدث منذ أسبوعين عندما أقدمت "إسرائيل" على الاعتداء على القنيطرة، وهذا يعني أن "المشغّل" يضطر للتدخل عندما لاتستطيع الأدوات تنفيذ مخططاته، لذلك أخذ أردوغان على عاتقه القيام بهذا الفعل. دمشق (فارس) وفي تصريح لوكالة أنباء فارس، أكد حسن أن ما فعله أردوغان بالتزامن مع هجوم أدواته المتشددة والإرهابية يعود لعدة أسباب أهمها: 1- التغطية على إنجازات الجيش السوري في يبرود والحصن والزارة وغيرها من المناطق التي راهنوا عليها وأسقطت عزيمة الجيش وشجاعته رهاناتهم فيها. 2- أن مئات من المسلحين قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للسلطات السورية وبالتالي فقدان تركيا لعناصرها ولمناطق تواجدهم وسيطرة الجيش السوري عليها، يزعجها ويرد عليها عكسياً. 3- محاولة أردوغان لتصدير أزماته الداخلية إلى خارج البلاد، خاصة وأن ملفات الفساد تلاحقه وعائلته وحزبه الحاكم، والانتخابات البلدية القادمة التي يحاول منذ الآن شن حملة انتخابية لعلّه يحصل على مقعد فيها. ولم يستبعد الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية أن تورط تصرفات أردوغان الهيستيرية المؤسسة العسكرية بهذه الحرب، خاصة وأن الدول الغربية تتبع مع تركيا سياسة "تسمين العجول" مع وصول الحرب على سوريا إلى خواتيمها، وما سنراه مستقبلاً عبارة عن معسكرين أحدهما منتصر والآخر خاسر ومنسحب، وفي نهاية كل حرب هناك طرف يجب عليه أن يتحمل مسؤولية الهزيمة، وواشنطن تجهّز تركيا لكي تحملها مسؤولية هزيمة معسكرها في سوريا. أما عن تأمين الجيش والأمن التركي الغطاء الناري للمسلحين أثناء تسللهم إلى قرى الشريط الحدودي مع تركيا من جهة اللاذقية، فقد اعتبر حسن أن ما قامت به الحكومة هو اعتداء عسكري سافر وموصوف ويخالف كل التقاليد والأعراف الدولية ويتناقض مع القانون الدولي ويخالف أيضاً الاتفاقيات بين الطرفين السوري والتركي. وعن التصعيد الأخير في اللاذقية وحلب وإدلب في آن واحد، فقد أكد حسن أنه وفي تصريح سابق لوكالة فارس قد نبّه وحذّر من أن الحديث عن فتح وتسخين الجبهة الجنوبية ما هو إلا تغطية على جبهة يعمل على تجهيزها لفتحها فيما بعد، وها هي جبهة اللاذقية وحلب وإدلب يحاول أذرع أردوغان اليوم اختراقها، لكنهم صدموا بقدرة الجيش السوري وجاهزيته لصد عدوانهم منذ اللحظة الأولى. وقال حسن أن المناطق التي دخل منها المسلحون واشتبكوا مع رجال الجيش السوري لا تشهد أي تواجد كثيف أو عسكري بالمطلق، بل تقتصر على بعض المفارز والحواجز المنتشرة، وهي التي صدّت الهجوم الأولي للمجموعات المتعددة الجنسيات وأوقفت تقدمها، بينما جاءت المؤازرة العسكرية من الجيش وقوات الدفاع الوطني الذين ما إن بدؤوا معاركهم حتى أسقطوا مئات القتلى بين صفوف المسلحين. وأضاف حسن أنه للعلم فقط فإن الحديث اليوم عن أكثر من 3000 مقاتل أجنبي وعربي هم من نفذ الهجوم تحت غطاء ناري كثيف من مدفعيات ودبابات الجيش التركي، وما تعرض له مرصد 45 ما هو إلا انسحاب تكتيكي من قبل الجيش السوري بعد أن أمطرته القذائف التركية من بعدها استعاد عناصر الجيش السوري المبادرة وقتل منهم المئات، ما اضطرهم إلى مهاجمة النقطة بعربة "bmp" مدرعة مفخخة وتفجيرها هناك، حتى أن سيطرتهم على النقطة كان مؤقتالأن الجيش السوري استطاع إمطارها بصواريخه ومن ثم إعادة السيطرة عليها مجدداً. وطمأن الخبير في الشؤون العسكرية بأن الأمور الميدانية في سوريا إيجابية جداً، معتبراً أن حماقة أردوغان ارتدت عليه بشكل مباشر، والشارع التركي بدء يقول كلمته. وأوضح حول عدم رد الجيش السوري على الاعتداءات التركية بأن القيادة السياسية والعسكرية في سوريا لم ولن تتبع سياسة "الردّ والانتقام"، بل بالعكس تماماً، فالاستراتجية هي استراتيجية انتصار، لا تعتمد على الانجرار وراء الجبهة التي يريدها العدو، فكل شئ يسير ضمن خطة محكمة وتنفذ بتفاصيلها. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية