د. مازن عبد الرزاق بليلة كانت امرأة تحمل جَرّة في طريق زلقة، فاختلّ اتزانها ووقعت جرّتها، ولم تُصَب الجرة بسوء، حملت المرأة جرتها مرة أخرى لتسير في ذات الطريق من جديد، فقيل لها إن تغيّر هذا الطريق المحفوف بالخطر، لأن الجرة إذا سقطت مرة أخرى فليس من ضامن أنها لن تنكسر، ومن هنا جاء المثل الشعبي: (مو كل مرة تسلم الجرّة). طالب طبيب عربي، يعمل مختصصا في جراحة الوجه والفكين في مركز طب الأسنان التخصصي بتبوك، رد اعتباره عما لحق به من تشكيك لصحة مؤهلاته، حيث ظهر له مقطع فيديو على اليوتيوب، وهو يعمل على إعداد الشاورما، وأصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة تبوك، بيانًا أوضحت فيه، أن الطبيب همام الجندلي، الذي ظهر له مقطع مفبرك، بدمج مقطعين أحدهما مصور شخصي له خلسة أثناء وجوده لشراء وجبة عشاء لعائلته، ومقطع آخر لعامل يقوم بعمله في أحد المطاعم، حيث ربط من قام بتصوير هذا المقطع وجود الطبيب في المطعم بالمقطع الآخر، وأن المقطع عارٍ عن الصحة تمامًا، وطالب وزارة الصحة برد اعتباره، وتم تداول المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطرقت إليه قنوات فضائية عدة، منها برنامج (الثامنة) على قناة إم بي سي، لمعاقبة الطبيب معلم الشاورما. التعامل مع الفيديوهات، التي تنتشر على التواصل الاجتماعي، محفوف بالمخاطر، ولا يخلو من المغامرة، فليس كل مرة تسلم الجرّة، بعض الصور والأفلام القصيرة لها مصداقية، والأغلب ليس له مرجعية سوى اللهو، وعندما تكون القصة واقعية، سوف يبنى عليها قرار حازم، ورادع، ولكن عندما تكون مختلقة، ويبنى عليها قرارٌ تضيع معه مصداقية الجهة التي نشرت أو تبنت الخبر، فمو كل مرة تسلم الجرّة. بالمقابل، تناقلت مواقع إلكترونية أمس خبرًا عن صدور قرار وزارة التربية والتعليم، بفصل مدير مدرسة ثانوية في محافظة صبيا بعد انتشار مقطع فيديو على اليوتيوب، يظهر عددًا من المعلمين وهم يتراقصون أمام طلابهم داخل المدرسة، القرار في محله، ويستاهل كل متهاون جزاء عملته، فالجرّة هنا وصلت سليمة. # للحوار_بقية يقول المفكر والشاعر الأمريكي الراحل روبرت فروست: لا تحاول إزاحة أية سور، قبل أن تعرف لماذا تم وضعه في الأساس؟! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة