نيويورك - اف ب: أعلنت الأممالمتحدة أن جنود الجيش التشادي أطلقوا النار على حشود لم تستفزهم في بانغي نهاية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط 30 قتيلاً و300 جريح على الأقل. وقال ناطق باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل مقدمًا لوسائل الإعلام نتائج تحقيق الأممالمتحدة حول الحادث "ما أن وصلت قافلة الجيش التشادي إلى منطقة سوق (حي) بي كا 12 حتى أطلقوا النار على ما يبدو على الناس بدون أن يتعرّضوا لاستفزاز". وأضاف أن "الجنود استمروا في إطلاق النار بلا تمييز بينما كان الناس يفرون مذعورين في كل الاتجاهات". وتابع ردًا على أسئلة الإعلاميين حول هذا الموضوع "لماذا بدأوا يطلقون النار؟ ليس واضحًا". وأفادت عناصر التحقيق الأولى عن مقتل 30 شخصًا وجرح 300 آخرين على الأقل بينهم أطفال ومعطوبون ونساء حوامل ومسنون. وأوضح أن الجنود التشاديين المتورطين عناصر في "الجيش التشادي" وليس في القوة الإفريقية المنتشرة في أفريقيا الوسطى. وأضاف كولفيل: إن المعلومات التي جمعها محققو الأممالمتحدة تفيد أنه "يبدو أن عملية القوات التشادية كانت غير متوازنة بما أنها أطلقت النار على سوق مكتظة بالمدنيين العزل". واعتبر أن عدد الجنود التشاديين المتورطين ليس كبيرًا جدًا، موضحًا أن هؤلاء الأشخاص "يبدو أنهم عادوا مباشرة إلى بلادهم". وتوجه محققو الأممالمتحدة إلى مكان الحادث في منطقة سوق ومركزين طبيين حيث تحدّثوا مع الجرحى. وأعلن وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية أن قرار بلاده الانسحاب من أفريقيا الوسطى لا رجعة فيه معتبرًا أن تشاد تتعرّض إلى "تنكيل منهجي" وأنها "تحمّلت ما فيه الكفاية". وردًا على سؤال حول ما إذا كان الانسحاب من قوة الاتحاد الإفريقي في أفريقيا الوسطى (ميسكا) "لا رجعة فيه"، قال الوزير "قطعًا". وأضاف "لاحظنا منذ عدة أشهر تنكيلاً إعلاميًا يطال تشاد وقواتها وحتى المواطنين التشاديين المقيمين في أفريقيا الوسطى"، مؤكدًا أنه "من الأفضل لنا وربما لأفريقيا الوسطى أن لا يكون لنا جنود في جمهورية أفريقيا الوسطى". وتابع "تحمّلنا ما فيه الكفاية ومن حقنا تمامًا أن ندافع عن سمعة قواتنا حتى وإن كان مسؤولو المرحلة الانتقالية والعديد من الأوساط يظنون أن انتشار قوات تشادية يطرح مشكلة". وقال موسى فكي محمد: إن الجنود التشاديين "سقطوا في كمين نصبته مليشيات +انتي بالاكا+ (المسيحية) فردّوا بطبيعة الحال وأثار ذلك جدلًا". وبعدما انتقد "سوء السمعة المفبرك" للجيش التشادي ذكر وزير الخارجية بأن "ذلك الجيش التشادي هو نفسه الذي يثنى على شجاعته ومهنيته في مالي، بينما يعاملونه هنا وكأنه ميليشيا جاءت من منطقة أو ديانة، وهذا غير مقبول إطلاقًا بالنسبة لنا". وتبلغت سلطات أفريقيا الوسطى أمس "بأسف شديد" قرار تشاد سحب جنودها من قوة الاتحاد الأفريقي في أفريقيا الوسطى لكن سكان بانجي لم يخفوا ارتياحهم لرحيل كتيبة يكنون لها حقدًا شديدًا. وفي الأثناء اشتد الجدل حول إطلاق جنود تشاديين النار على حشود ما أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلاً و300 جريح السبت في بانغي وفق حصيلة جديدة أعلنتها الأممالمتحدة الجمعة. وقال الناطق باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل مقدما لوسائل الإعلام نتائج تحقيق الأممالمتحدة حول الحادث: "ما ان وصلت قافلة الجيش التشادي الى منطقة سوق (حي) بي كا 12 حتى اطلقوا النار على ما يبدو على الناس بدون ان يتعرضوا لاستفزاز". واضاف ان "الجنود استمروا في إطلاق النار بلا تمييز بينما كان الناس يفرون مذعورين في كل الاتجاهات". وتابع ردا على أسئلة الإعلاميين حول هذا الموضوع "لماذا بدأوا يطلقون النار؟ ليس واضحًا". من جانبها اتهمت القوة الإفريقية وفرنسا وحكومة أفريقيا الوسطى ميليشيا "انتي بالاكا" المسيحية التي هاجمت الجنود التشاديين بقنابل يدوية. وأعلن وزير خارجية أفريقيا الوسطى تونسان كونغ دودو في بيان "تبلغنا للتو بشديد الأسف إعلان انسحاب القوات التشادية من القوة الأفريقية". وأضاف أن تشاد التي تعتبر من العناصر المؤثرة في أزمة أفريقيا الوسطى لا يمكن الاستغناء عنها كقوة إقليمية مؤكدًا "نأمل أن تستمر في مواكبة (أفريقيا الوسطى) كشريك في عملية تعزيز السلام والاستقرار". لكن الرد في شوارع بانغي وصحافتها مختلف تمامًا إذ طغى عليه الارتياح، ما يدل على الريبة من الجارة الشمالية. وعنونت صحيفة سانترافريك ماتان "وداعًا يا مضطهدي وغزاة أفريقيا الوسطى عملاء إدريس ديبي" الرئيس التشادي. وقال الطالب ريشار بالاوا "إنه ارتياح كبير ، إنها بداية حل أزمة إفريقيا الوسطى". وأضاف المدرس بليز اينوسنت تسياهاما "أريقت دماء كثيرة لأبناء أفريقيا الوسطى بسبب همجية الجنود التشاديين. شراستهم حيوانية والقتل بالنسبة لهم هو العبارة الوحيدة التي تبرّر وجودهم في أفريقيا الوسطى لا نريدهم البتة على أراضينا". واعتبرت اغات ماندينو التي تعمل في قطاع الصحة أن تشاد لعبت دورًا كبيرًا في انهيار أفريقيا الوسطى مؤكدة أن "بلادنا اليوم في هذا الوضع بسبب التشاديين، انهم أصحاب القرار في أفريقيا الوسطى". جريدة الراية القطرية