بقلم / سالم أحمد بن دغار لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزباء، سنين طوال جميعها عجاف، تجويع، تدمير، إقصاء، تهميش، إبعاد، نهب، سرقة، فيد، ثم جرح وقتل و خطف، وشعب الجنوب الصابر المحتسب ينظر الى من ينصفه بتعبير سلمي أسطوري لم يشهد العالم له مثيل، شعب يقدم ابناءه بصدورهم العارية لآلة القتل والدمار لمحتل يمني غاشم لا معنى للإنسانية لديه، ولأفرق عنده بين الإنسان والحيوان. كل ذلك جرى ويجري على مسمع ومرئ من كل العالم عربا وعجما، مسلمين وكفره، يهود ونصارى ولا من مجيب لتطلعات شعب أراد الخلاص واستعادة دولته وهويته والعيش بكرامة على أرضه. هذا الشعب الابي العظيم قدم دروسا وعبرا في النضال السلمي في 21فبراير يوم الرفض الشعبي الجنوبي للانتخابات الرئاسية الصورية وكانت بمثابة الاستفتاء شعبي الاول على رفض ابناء الجنوب للوحدة مع الشمال، وفي يوم 14 اكتوبر الذكري (49) لثورة اكتوبر المجيدة ثم ا ل 30 من نوفمبر الذكري (45) للاستقلال الوطني وطرد اخر جندي لدولة بريطانيا العظمي التي لا تغيب عنها الشمس، كل ذلك خلال عام2012م وهو عام واحد فقط من أعوام طوال عجاف أثبت شعب الجنوب للعالم اجمع صدق تعبيره وحبه للسلم و السلام رغم ادراكه للغة العالم في هذا الزمن الغادر، زمن الغلبة والقوة والاستعلاء والاستكبار والمصالح، ولعل في قول الشاعر الثائر فضل ناجي نصر ابو نادر الردفاني والتي لازلت اتذكر البعض منها ومحفورة في ذاكرتي لصدق معانيها ومقتضياتها الكفيلة باسترجاع الحق الجنوبي من محتل يمني قبلي متخلف لا يعرف الا لغة البندقية، عندما قال شاعرنا الجنوبي المخلص والذي بلغ من العمر عتيا: بعد الضجر لابد ما يأتي فرح ولابد ما يعود السلى والانشراح وللظروف أحكام بعض أحيان صح وأحكام بعض أحيان على العوجاء سماح السلم صح ولصح يتنقح بصح وانه أذا صحاح ما منه نجاح ننجح أذا قال الكلاشنكوف قاح نمسي ونصبح فوق بهم قاح قاح ولا نبقي من بوهم سرح من عين إلى عوين لمعبر سناح لقد كانت بحق هذه الكلمات لذاك الشاعر الفذ وفي وقت مبكر من عمر الثورة السلمية الشعبية اصدق تعبير بمتطلبات النضال ضد المحتل اليمني وفي زمن كهذا الزمان، وأظن أن الوقت قد حان من ان نجعل كلمات الشاعر الثائر أبي ناذر سلاحنا نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة (فاحمل سلاحك يا أخي ومسي وصبح على بوهم قاح قاح) ولتكن (فوضى منصفة لشعب الجنوب لا فوضى خلاقة كما اردها الامريكان للعالم العربي