الأحد 13 أبريل 2014 12:40 مساءً عدن ((عدن الغد)) هنا صوتك: وسط اعتقاد الحاضرين بوجود خطأ في اللوحة التي استعان المهندس المعماري عبيد باعبيد في رسمها بالصمغ في حفل تخرج طلاب من كلية الهندسة بجامعة عدن في فبراير الماضي، قام باعبيد عقب الانتهاء من رش الرمل على الصمغ بتدوير اللوحة 180 درجة لتظهر صورة المهاتما "غاندي" أمام الجمهور الذي انخرط في موجة تصفيق حار رافقه تصفير وصيحات تأييد وإعجاب. ويبدو أن باعبيد تعمد رسم اللوحة بشكلها المقلوب عقب تدريبات للاحتفاظ بعنصر المفاجأة في رسم صورة مشهورة لشخصية أكثر شهرة، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المهندس باعبيد بالرسم المباشر أمام جمهور نوعي، ولديه رسومات أخرى رسمها في خلوة بسنوات مضت. يقول باعبيد ل"هنا صوتك": "تعمدت الرسم بالمقلوب لسببين، أولاً لأن عدم تماسك الصمغ كان يمكن أن يفسد مفاجأة اللوحة فيستنتج المشاهدون الشخصية قبل أن أكمل رسمها، والسبب الآخر أنني دخلت في تحدّ مع نفسي وأردت التفوق عليها عبر رسم اللوحة بالمقلوب، وهذا سيصعب و يرفع مستوى التحدي بيني و بين نفسي من جهة وبين و بين المشاهد من جهة أخرى". إعداد مسبق وفي حفل التخرج استغرق رسم لوحة "غاندي" نحو ثلاث دقائق، لكن الإعداد لهذه اللوحة استغرق أسبوعاً كاملاً، يقول باعبيد "فكرت بطريقة تكون مميزة و غير معروفة وتحتوي على عنصر المفاجأة للجمهور"، ويضيف "استعملت الصمغ المائي، وهذا الأمر أثار سخرية البعض، وزادت سخريتهم برؤية الرمل، ثم تفاجؤوا عندما قمت برش الرمل على الصمغ، فظهر وجه غاندي". "غاندي رمز من رموز السلام"، يؤكد باعبيد موضحاً سبب اختياره رسم صورة شهير للرجل الأشهر، ويضيف "هو من أشهر الشخصيات، حول العالم، التي تبنت الثورات السلمية التي لا تنتهج العنف إضافة إلى شكله المتميز و ملامحه المؤثرة على ناظرها، و الأغلبية من الطبقة المتعلمة تعرف هذه الشخصية الرائعة التي سجلت تاريخها بأحرف من نور". خامات وتجارب عن كيفية عمل اللوحات بالصمغ والرمل، يقول باعبيد "في البدء أقوم برسم سكيتش صغير للشخصية المراد رسمها، ثم أقوم بالتمرن عليها عدة مرات، ثم تطبيقها"، ويضيف "في الغالب أنا أستخدم لوحة سوداء، صمغ مائي، خميرة و رمل". "لدي تجارب أخرى قمت بها بالرمل"، يؤكد في حديثه ل"هنا صوتك"، ويشير إلى أن من بين هذه اللوحات "لوحة للمغني الشهير بوب مارلي، و لوحة أخرى لرمز آخر من رموز السلام أيضاً، هو نيلسون مانديلا". مواهب متعددة يقول باعبيد إن "هذه اللوحات الرملية تمت كعروض فنية على المسرح، لكن توجد أيضاً لوحات فنية أخرى استخدمت بها عدة خامات مختلفة و أساليب أخرى، كالألوان المائية، و الخشبية، و الباستيل، و الزيتي، و الرصاص، و الفحم، و غيرها من الخامات". يؤكد باعبيد أيضاً أن لديه "هوايات أخرى كالنحت، و الخط العربي، و كرة القدم، و الجري، و القراءة، و غيرها من النشاطات اليومية التي أمارسها"، لكنه يعتبر أن "الرسم بالرمل على خشبة المسرح أمام زملائه، في حفل تخرجهم، وفي زمن قياسي، تجربة فريدة". من أنيس البارق عدن الغد