كيف لا نرسمها ونحبها وهي المدينة التي حوت من كل الروائع والبدائع, مدينة الحصون والقلاع والأسوار والمساجد القديمة المتلاصقة مع المعابد والكنائس, مدينة الأشرعة والأمواج والرمال الذهبية, المدينة التي احبها الأولياء الصالحين وسكنوا بها ودفنوا في ثراها. مدينة الوجوه الطيبة البشوشة الضاحكة البسيطة العفوية, مدينة كهذه كيف لا تستهوي ريشتك لرسمها, ورسم تفاصيلها وشموخها وثباتها ورموزها؟ لهذه المدينة دائما ما تتحرك ريشتي لتحاكي بعض جمالها وسحرها وتألقها. ارسم القلعة والمنارة والبحر بموجه وأشرعته, الزي التقليدي ومظاهر حياة البشر هنا. ارسم وعل اللوحات تنقل بعض حبي وولهي بهذه المدينة“عدن”. عدن التي اسمها يعني الاستقرار والإقامة, ولهذا أقام فيها كل من قدمها زائراً, استقرت بها جميع الأجناس بتجانس وانسجام وأبوا أن يغادروها, فسكنوها, وسكنت قلوبهم. في هذه اللوحة رسمت المنارة وهي التي بنيت قبل 1400 عام لتحكي حقبة من الزمن الأول لدخول الإسلام إلى عدن, في اللوحة أيضا القلعة “قلعة صيرة” التي بنيت بالطراز الفارسي لتروي حقبة أخرى وأناس آخرون سكنوا عدن, ومن ثم باللوحة رسمت الساعة التي بنيت بطراز بريطاني إبان الاستعمار البريطاني. في اللوحة ملامح المعيشة في عدن متمثلاً بالشيدر وهو اللبس التقليدي للمرأة العدنية, ونكهة البحر تفوح من الشراع وهي النكهة الأكثر تمييزاً لعدن مدينة الجبل والبحر ومحبوبة الكل.