الفنان محمد محسن عطروش من القاهرة خريجاً من بعثة تعليمية الى مصر على نفقة السلطان الفضلي الذي لم تعجبه فيما بعد اغنية العطروش ذائعة الصيت"برع يااستعمار.. وتشتوا سلاطين؟ لا.. لا.. لا" لكن السلطان كعادة سلاطين دولة الاتحاد الفيدرالي في عدن كان متسامحاً..وهنأه على مجده الفني. !! محرر "شبوة برس – أطلع على الموضوع التالي عن عطروش على حائط الكاتب المسرحي الكبير والسياسي القدير الأستاذ "سعيد علي عولقي وجاء نصه: (العطروش) يامطيروه، صبي لبن لبن، يامطيروه، بونا دخل عدن، يامطيروه، رش رشي الليلة وبكرة، يامطيروه.. سمعي الناس الخرير، يامطيروه.. بونا دخل عدن.. جنة الالحان.. تلفيزيون عدن 1966م.. كان جد جاء الفنان محمد محسن عطروش من القاهرة خريجاً من بعثة تعليمية الى مصر على نفقة السلطان الفضلي الذي لم تعجبه فيما بعد اغنية العطروش ذائعة الصيت"برع يااستعمار.. وتشتوا سلاطين؟ لا.. لا.. لا" لكن السلطان كعادة سلاطين دولة الاتحاد الفيدرالي في عدن كان متسامحاً..وهنأه على مجده الفني. !! بطبعة كان العطروش فنانا مناضلاً..لم يكن مجرد عازف او طبال.. لاول مرة في تاريخ ابين اسس فرقة فنية محترفة تعزف له وتغني الحانه.. كان قد لحق بشطر يسير من حكم الاتحاد في الزمن البريطاني.. ولحن للجيش الاتحادي اغنية شهيرة تقول:"انا الامباشي بن عطوة"!! كنت وقتها مدمنا علئ متابعة احوال الطرب واخبار الوسط الفني في بلادنا لدرجة الهوس، وربما وصفه البعض بالتطفل، دخلت بيت البيس في المعلا واشتريت مسجل فيليبس جديد ابو عجل بميتين شلن لاسجل به سهرات جنة الالحان من ليالي الجمعة لتلفزيون عدن، عدن ياريت عدن مسير يوم.. كان من حظ مسجلتي ليلة العطروش في جنة الالحان، وعلى غير العادة ظهر العطروش بفرقته الخاصة ولاول مرة بدا السهرة بمقدمة موسيقية خالصة بدون غناء، اظن اسمها كان ليلة عيد.. ونشرت عنها مقالاً نقدياً بواسطة الصديق محمد رشيد المراسل الفني لصحيفة "فتاة الجزيرة" ثم قدم اوبريتا رائعاً هو: يامطيروه صبي لبن.. ورغم روعة الاوبريت الا انه اثار حسد منافسيه، وهاجموه في الصحف بلا هوادة او رحمة وبلا منطق وفي سخرية قالوا فيها:ماعاد ناقص على فننا الا الابتذال والنزول الى درك الاسفاف والغناء هكذا : ياجدة قولي قبع قبع. !! متجاهلين ان ذلك الصنف في الفن هو اصل الفولكلور الشعبي النابع من صميم حياة الناس.. واثارت الحملة الشعواء ضد اوبريت صبي لبن حفيظة المسؤولين عن تسجيلات الاذاعة، واكتفوا بما قدم منه في سهرة التلفزيون التي سجلتها، وياليتني احتفظت بالشريط لاني لم اسمع به بعد ذلك من اي مكان.. ولم يلح العطروش في اعادة تقديمه وتجاهل هجوم حساده.. وحتى لم يرد عليهم وهو المثقف خريج جامعة الاداب وقادر على الجام اصواتهم واخراس حناجرهم.. ذكرتني الواقعة بمساجلة صحفية اثيرت بين مثقفين وعلما حين اتهم احدهم الاخر بتشبيه اختراع الطائرة باختراع العجلة مدعياً ان اختراع الطائرة هو الاهم والابلغ من اختراع العجلة. !! لكن الاخر الجمه بتوضيح مفحم بقوله:انه لولا اختراع العجلة، ماكان بالامكان اختراع الطائرة. !! وهذه هي بداهة الاشياء وطبائع الامور وللقول وجاهته.. وبالتالي.. فلولا يامطيروه، وياجده قبع، واجروا ورانا ياعيال... والخ، لما كان للفولكلور اصل ولا معنى ولا وجود.. المضحك في الامر.. ان احد الذين انتقدوا عطروش على اوبريت المطيروه، وهو فنان كبير اتعفف عن ذكر اسمه، قدم بعد سنوات اغنية في نصها وفصها تتغني بالمطيروه التي تسكب لبن، ولعل منكم من سمعها وعلم بمقاصدي. !! قلت فيما قلت ان العطروش ايضاً فنان مثقف وصاحب وجهة نظر.. وقد ادخلته افكار اغانيه في مشاحنات مع السلطات التي توالت على الحكم في بلادنا ايام: انا قومي وبر قومي ورع كل امشعب قومية. !! والعطروش هو الوحيد بين فنانينا الذي لم تطأ اقدامه بلاد خليج البترول.. وغنى للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي ولم يكف عن ذلك الى ان توقف دعم جمهوريتنا لتلك الثورة التي لم يكتب لها الانبلاج.. وهو الوحيد الذي اشاد به الاخ العقيد معمر القذافي الذي كان من المعجبين به وذكره اكثر من مرة في اكثر من خطاب جماهيري له سمعت منها واحداً،وكان القذافي ايضاً معجباً بالفنان ابوبكر سكاريب الذي درس في ليبيا، وتخرج منها في العلوم الاجتماعية. !! اما ابرز تجليات العطروش فقد كانت اغنيته ذائعة الصيت التي اطلقها خلال الانقلاب على قحطان الشعبي الذي سمي الخطوة التصحيحية في 22 يونيو 69م والتي تقول: الشعب يطلب حساب، من بعد موسم صراب.. لكن براند العطروش الاصلي كان طربه للارض والزرع والسبول والبتول وبالله اعطني من دهلك سبولة واشارح. !! اما انا فحزني شديد على ضياع اوبريته الجميل للمطر... ورشرشي الليلة وبكره، وسمعي الناس الخرير وامطيروه.. بونا دخل عدن وامطيروه
