أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن رسالة الإمارات الدائمة إلى العالم تنطلق من دورها في المساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وبما يعزز قيم السلام والتعايش والعدالة في مناطق العالم المختلفة. جاء ذلك خلال استقبال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المعمورة بأبوظبي أمس، عاطفة يحي آغا، رئيسة جمهورية كوسوفو التي تزور البلاد حالياً. وسلمت عاطفة يحي آغا خلال اللقاء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام الاستقلال، وهو أرفع وسام في كوسوفو يمنح لكبار الشخصيات العالمية، وذلك تقديراً لإسهامات دولة الإمارات العربية المتحدة في حفظ السلام في كوسوفو، وعرفاناً بالمساعدات الاجتماعية والاقتصادية التي قدمتها الدولة إلى كوسوفو والاعتراف باستقلالها، وتثميناً لجهود سمو ولي عهد أبوظبي في دعم ومتابعة عملية حفظ السلام في بلادها. وأعرب سمو ولي عهد أبوظبي عن سعادته بهذه اللفتة الكريمة من رئيسة كوسوفو، وقال سموه «إن سعادتنا تزداد وتكبر بالسلام الذي تحقق على أرض كوسوفو». وأضاف سموه أن دولة الإمارات تعتز بدورها الحيوي والفاعل إلى جانب القوات الدولية لحفظ السلام في إرساء دعائم الاستقرار في كوسوفو. نهج وقال سموه: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان مبادراً في مد يد العون والمساعدة إلى شعب كوسوفو، ولم يقتصر العون على مشاركة القوات الإماراتية في عمليات حفظ السلام وإعادة الاستقرار لكوسوفو، بل كان حريصاً، رحمه الله، على إقامة المشاريع التنموية والخدمية التي من شأنها تمكين شعب كوسوفو من النهوض بإمكانياته، والعمل على انطلاق عجلة البناء والتنمية، واليوم يستمر هذا النهج بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإقامة أفضل علاقات الصداقة والتعاون مع جمهورية كوسوفو. ومن جانبها، قالت إن شعب كوسوفو لن ينسى وقفة دولة الإمارات إلى جانبه في أوقات كانت صعبة جداً، وتقديمها المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية المتواصلة التي عززت من استتباب الأمن والاستقرار، ومكنت شعب كوسوفو من الانطلاق من جديد في عملية البناء والتنمية. وأضافت خلال تسليم الوسام لسموه: أن قيادة دولة الإمارات، واستعدادها للمساعدة على إنعاش كوسوفو بعد الحرب المدمرة، وتصميمها على بناء صداقة دائمة مع كوسوفو، كانت لها عظيم الأثر علينا جميعاً. تقدير وقالت رئيسة كوسوفو: نحن إذ نحتفي بالصداقة القائمة بين بلدينا، تعبيراً عن امتناننا وتقديرنا العميق لكم على مد يد العون إلى كوسوفو وإعادة تأهيلها وإحياء الأمل لدى شعبها في تحديد مصيره وبناء دولته، فإننا نثمن التزام دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيال إرساء دعائم السلام وتحقيق الرخاء لجمهورية كوسوفو. وأكدت أن شعب كوسوفو يقدر عالياً إسهام قوات دولة الإمارات في حفظ السلام في كوسوفو، وهو ما أسهم في توطيد السلام والاستقرار في جميع أرجاء منطقة جنوب شرق أوروبا، وساعدنا على ترميم جسور التعاون بين شعوبنا. وأضافت عاطفة يحي آغا: أن اعتراف دولة الإمارات باستقلال كوسوفو يأتي استمراراً لتعزيز أواصر العلاقات وإرساء دعائم دولتنا على الساحة الدولية، وكان في هذا الاعتراف أوضح الدلالات على أن كلا بلدينا يمتلك القيم والمثل العليا ذاتها التي نستند إليها في رؤيتنا، من أجل تحقيق ازدهار دولتينا، وضمان رفاه مواطنينا، بغض النظر عن المسافة الجغرافية التي تفصل بيننا. بحث التعاون وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوسوفو وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين. وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، حرص دولة الإمارات على تعزيز وتنمية علاقات التعاون مع كوسوفو في جميع المجالات. من جانبها، أكدت رئيسة جمهورية كوسوفو حرص بلادها على التعاون مع دولة الإمارات وتطوير علاقاتها الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والاستفادة من تميز الإمارات وتحقيقها مراتب متقدمة على صعيد التنمية الشاملة. حضر اللقاء معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي ناصر أحمد السويدي، رئيس هيئة الطاقة، ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وأعضاء الوفد المرافق لفخامة رئيسة كوسوفو. البيان الاماراتية