نفى الوزير التونسي المكلف بالأمن، رضا صفر أمس اتهامات نواب له ب»التطبيع» مع إسرائيل، موضحا أن السلطات تكتفي بمنح السياح الإسرائيليين الذين يزورون تونس «رخص مرور دخولا وخروجا»، في إجراء معمول به منذ سنوات. وعقد المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) جلسة عامة للنظر في «سحب الثقة» من رضا صفر الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن، وآمال كربول وزيرة السياحة اللذين يتهمهما نواب ب»التطبيع مع الكيان الصهيوني» وبتسهيل دخول سياح اسرائيليين إلى تونس التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. وكانت الحكومة غير الحزبية التي يرأسها مهدي جمعة طلبت من البرلمان «ولأسباب أمنية» بأن تكون جلسة مساءلة الوزيرين «مغلقة» إلا أن نواب المجلس التأسيسي صوتوا، في بداية الجلسة، ضد هذا المقترح. وقال النائب فيصل الجدلاوي الذي كان من بين 80 نائبا وقعوا على عريضة طالبوا فيها بسحب الثقة من الوزيرين «لم نقم بثورة (في تونس) حتى يكون أول إجراء ثوري نقوم به هو التطبيع مع الكيان الصهيوني». وردّ الوزير المكلف بالأمن قائلا «نحن لا نتعامل مع وثائق (رسمية) إسرائيلية ولا تعاملنا (سابقا) مع جواز (سفر) إسرائيلي، بل تعاملنا مع أشخاص، تمّ تمكينهم من رخصة مرور دخولا وخروجا». وأشار الى أن تونس تمنح منذ سنوات «رخص المرور» للإسرائيليين الذين يحجون سنويا الى كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة (جنوب) ول»عرب 48 الذين يشاركون في المؤتمرات..الدولية (بتونس)» أو للسياح الإسرائيليين الذين يزورون البلاد ضمن رحلات سفن سياحية عالمية ترسو بضع ساعات بموانئ سياحية تونسية. وذكر بأن مسؤولا في ميناء حلق الوادي (شمال العاصمة) منع في مارس الماضي 14 إسرائيليا من النزول من سفينة سياحية رست بالميناء ما أدى إلى استهداف تونس ب»حملة إعلامية» تتهم البلاد ب»التمييز إزاء الدين اليهودي». وأضاف أنه أصدر إثر هذه «الحادثة» مذكرة مكتوبة بتاريخ 11 أبريل 2014 طلب فيها من مصالح الحدود التونسية منح «رخص مرور» للإسرائيليين في الحالات المعمول بها. وتابع «لا يمكن الطعن في أشخاصنا بالتطبيع، والتجني (علينا) بهذه الطريقة خطير جدا». وقال صفر «كيف لنا بعد الثورة أن نفرق بين الديانات... الناس في الخارج يقولون لنا انتم أنجزتم دستورا مميزا فيتعين عدم ممارسة التمييز ضد أحد بسبب دينه». وأضاف: «من الخطير القول ان الأمر يتعلق بالتطبيع فهذا أمر خطير... القضية إدارية واجرائية فقط». وقال عامر العريض النائب عن حركة النهضة إن حزبه لن يصوت لحجب الثقة ضد الوزيرين مضيفا أن مداخلة رضا صفر كان فيها قدر هام من الوضوح. كما اعتبر أن «هناك ثوابت وطنية لا تراجع عنها من بينها تضامن تونس مع القضية الفلسطينية. وقال النائب فيصل الجدلاوي في الجلسة العامة «حتى تكون الأمور واضحة ليس صراعا بين أديان. اليهود مرحب بهم في تونس ولكن لائحة اللوم هي ضد السماح بدخول سياح إسرائيليين». وأضاف «لم ننجز ثورة للتطبيع مع الكيان الصهيوني». وقالت النائبة إقبال مصدع عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في مداخلة بالمجلس التأسيسي «قرارات الوزيرين مست خطوط حمراء كما مست بالعلاقات الخارجية للدولة ويجب أن يخضعا للمساءلة». وقال الناطق باسم حزب المسار في مؤتمر صحفي أمس إن الهدف من العريضة هو الإطاحة بالحكومة. ... المزيد الاتحاد الاماراتية