قال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين إن السعادة والنعيم مطلبا كل إنسان، مضيفًا أن نعيم الدنيا نراه بأعيننا ونحسه بجوارحنا لكننا مع ذلك نؤمن أن هناك نعيمًا آخر أعظم وأبقى منه، قال تعالى: "قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى ولا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً "، نعم إنه نعيم الآخرة، فهل رأينا ذلك النعيم،الآخرة، فهل رأينا ذلك النعيم هل دخلنا الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نعيم الجنة "فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إن الجنة تزف للمتقين، حيث قال تعالى: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ"، مضيفًا، إن أبوابها في غاية الاتساع حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصفها "إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام"، فياله من مشهد عظيم، أبواب الجنة الثمانية تفتح فأين أنت يا تُرى ؟. وأضاف: سيقال لأهلها "سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ"، حيث يدخل المؤمن الجنة فيمشي بقدميه على أرضها فإذا أرضها ليست كأرضنا لأن ترابها هو الزعفران وهواها وريحها الطيب روح وريحان. وقال: إن أهل الجنة لا يحتاجون إلى من يدلّهم إلى قصورهم "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ "، حيث يقول جمهور المفسّرين أي أنهم يعرفون بيوتهم في الجنة كما يعرفون بيوتهم في الدنيا. وقال: إن بيوت الجنة وقصورها ليست كبيوتنا مبنية من الطوب والإسمنت والرخام بل هي كما قال عليه الصلاة والسلام " لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ، مِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ " أما غرفها يرى ظاهرها من باطنها، نسأل الله أن نكون من أهلها . أما طعام أهل الجنة فهو الذ وأشهى من طعامنا وشرابنا، استمع إلى صنع الطعام في الجنة، قال تعالى: "وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ "، فاكهة الجنة ألين من الزبد وأحلى من العسل وأبيض من اللبن، إذا اشتهيت فاكهة في الجنة فهل تظن أنك تتكلف صعود النخيل والأشجار لكي تجني التمر والثمار ، لا والله بل هي كما قال تعالى: "قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ"، وقال تعالى: "وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً" يأكل منها القاعد والقائم والمضطجع، يرى أحدهم الطير في السماء فيشتهيه فإذا به يسقط بين يديه ناضجًا شهيًا، قال تعالى: "وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ". وشرابهم في الجنة الكافور والسلسبيل والتسنيم والزنجبيل، عينان تجريان وعينان نضّاختان، ويصف الله تبارك وتعالى الأشربة اللذيذة "فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى". وأما ثياب أهل الجنة فهو أنهم يحلّون بالحليّ والأساور قال تعالى: "يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ". جريدة الراية القطرية