بقلم/مدحت السقاف كم يثلج الصدر ..ويعطي بوارق الأمل في اقتراب يوم تقرير المصير ..وبزوغ فجر الاستقلال الثاني الذي بدأنا هذه الأيام برؤية ومشاهدة طلائع فجره وأضواءه .. عندما اصطف أبناء الجنوب العربي وممثلي الحراك الجنوبي وكل مؤسسات وتنظيمات الجنوب المشاركة في اللقاء مع الموفد الدولي الوزير البريطاني للشئون الخارجية وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوربي في مدينة الصمود والتحدي (عدن)..وقالوا كلمة واحدة وموقف موحد وارتصوا صفا مترابطا متماسكا كالبنيان المرصوص وقدموا تلك الوثيقة التاريخية والمرجعية القانونية إلى الموفد الدولي برباطة جأش وموقف لاتساوم ولأتراجع ولا تلعثم .. يتلخص ذلك الموقف بأن جميع قيادات الجنوب في الداخل وكل عناصره وفئاته /قياداته وقواعده / رجالاته ونساءه / صغاره والكبار / أرضه وشعبه / سماءه وبحاره وأجواءه / جماده وأحياءه / كل الجنوب في الداخل واقف خلف ذلك الاتجاه والموقف المتخذ من قبل ممثلي الجنوب الحقيقيين والذين اثبتوا إنهم بحق وحقيقة صوت الشعب وعينه وضميره وعقله وقلبه في تقديم تلك الوثيقة التاريخية ولم ولن يتنازلوا عنها ..لسبب بسيط إنهم حراس ورسل الوطن الجنوبي الذي ضاع ارثه وأرضه ومدنيته وذهبت في مهب الريح .. ونقولها صراحة وواضحة للعيان إننا أبناء الجنوب نقف ونرتص مع هؤلاء الرجال الذين من خلال موقفهم الوطني الصلب والشجاع بحثوا عن مخرج للخلاص وحفروا الصخر لاستخراج بصيص نور يخرج شعبهم من ظلمات مايزيد عن 22 عاما .. ولن نقبل بغيرهم بديل ..بل إننا نطالب وسوف نستميت لكي يكونون هم ممثلينا وهم من سوف نسلمهم رقابنا وقيادنا وقيادتنا في التحرر من الاستعمار الداخلي وفي المستقبل المنظور بعد التحرر. وهي رسالة هامة وخطيرة وفي منتهى المسئولية لقياداتنا في الخارج الذين كانوا ومازالوا وسيظلون بمواقفهم القديمة ونظرتهم التي عفى عليها الدهر وعقلياتهم التي تحمل أفكار وتوجهات القرن الماضي إن لم تتفقوا وتوحدوا رؤاكم ومواقفكم ..فلن يكون مكانكم سوى صندوق القمامة ..لأنكم انتم من ورطنا وأدخلنا (جحر الحمار) .. ولم نجد منكم غير الرهان والمراهنة على القضية الجنوبية والمساومات التي سئمنا منها .. والتفكير في مصالحكم فقط .. متى نحس ونشعر إنكم بالفعل تنتمون لهذا الوطن ولهذا الجنوب .. وكيف لنا أن نعتمد عليكم في المستقبل طالما كان أمسكم اسود وحاضركم زئبقي .. ولا تفكرون آلافي انتفاخ بطونكم أو جيوبكم .. الايكفيكم ما حصلتم عليه بالمتاجرة والارتهان على حساب شعبكم الذي وثق بمن لاامانة له . وصدقونا كل السبل وكل الطرق مسدودة أمامكم وليس لكم مخرج أو متنفس غير الارتصاص والاصطفاف مع من جاءوا بعدكم وحملوا راية النضال الجنوبي وقدموا مصير عدن والجنوب على ما عداها بل إنهم كانوا على استعداد لتقديم ما هو اكبر من اجل القضية الجنوبية .. تعلموا منهم ..فالعلم من المهد إلى اللحد .. ولا تحسبوا إنكم ممسكون بمفصل القضية وبدونكم لايكون هناك مخرج أو حلول .. فالقضية قضية وطن .. وطالما هي قضية وطن .. فحكمها وحكمها وحاكمها هو (المواطن ) ولكم في عبر الماضي القريب أسوة حسنة