وصفه أهل غرناطة بالزغابي أي التعيس، بينما سماه نصارى الإسبان باسم «الفرخ» إنه محمد الصغير أو أبو عبدالله محمد الثاني عشر آخر حكام المسلمين في الأندلس وملك غرناطة آخر معقل أندلسي سقط في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا. ولد الصغير في العام 1460 م لوالده ملك غرناطة أبي الحسن علي في وقت كانت حروب الاسترداد التي شنتها الممالك النصرانية ضد أملاك المسلمين بالأندلس قد آتت نتائجها الحاسمة حتى لم يبق من موضع خاص للمسلمين سوى غرناطة وحصنها المنيع الشهير قصبة الحمراء وحتى هذه المملكة كانت تدفع إتاوة ذهبية لفرديناند نظير عدم غزوها. مواجهة فاصلة قرر أبو الحسن علي ملك غرناطة أن يمحو عار الذل بالامتناع عن دفع الجزية لملك قشتالة فرديناند وتجهز للحرب التي كانت أشبه بعملية انتحارية عن طريق حشد كافة المسلمين في أراضي الأندلس المجاورة والاستعانة بالمجاهدين من العدوة المغربية لمواجهة فاصلة تنتهي إما بنصر مؤزر أو استشهاد كريم، ولسبب ما خرج محمد الصغير ابن الملك عن قرار أبيه فتمرد عليه وحاربه وطرده من الحمراء العام 1482 م واستمر كملك جديد لغرناطة في دفع الجزية لفرديناند. لكن ذلك كله لم يحفظ لأبي عبدالله محمد ملكه بعدما أصر فرديناند على استسلام غرناطة نهائيا، الأمر الذي ألجأ محمد الثاني عشر للعودة لخيار أبيه فحشد كل ما تبقى له من قوته العسكرية وقصد مملكة قشتالة مهاجماً، ولكنه هزم وأسر في لوسينا عام 1483 م ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد أن تعهد بأن تكون غرناطة تابعة لفرديناند وإيزابيلا ملوك قشتالة وأراجون ومن أسف أنه قضى السنوات الست اللاحقة للإفراج عنه في محاربة والده وعمه عبدالله الزغل مما أوهن كافة القوى الإسلامية المناضلة. حصار غرناطة انتهز فرديناند الفرصة وطلب في العام 1489 م أن يسلم أبو عبدالله محمد مفاتيح غرناطة وقصبة الحمراء ويغادرها نظير إفراج الملك الإسباني عن ابنه الأسير منذ موقعة لوسينا، ولكن الملك العربي الأخير أبى ذلك فحوصرت غرناطة حصاراً شديداً لتستسلم في 2 يناير 1492 م وفقاً لشروط مذلة منها أن يتوجه أبو عبدالله محمد ليقبل يد الملكين فرديناند وإيزابيلا، ثم يعفياه من شرط التقبيل على أن يسلم للملك حصاناً عربياً أبيض اللون ليدخل غرناطة على صهوته. ... المزيد الاتحاد الاماراتية