ارسل الرئيس السوري بشار الأسد برقية تهنئة إلى المشير عبد الفتاح السيسي مهنئاً أياه بالفوز في الانتخابات الرئاسية في مصر، و ذلك يأتي عشية الانتخابات الرئاسية السورية التي يخوضها الرئيس الأسد إلى جانب مرشحين آخرين هما ماهر الحجار و حسان النوري. دمشق (فارس) المهم في الأمر، هو أن الرئيس الأسد، يفتح ببرقية التهنئة الباب أمام عودة العلاقات السورية المصرية، رسمياً، ما قد يهز عرش الكيان الإسرائيلي و من يقف معه ذعراً. فإن عادت العلاقات الاستراتيجية بين أقوى دولتين في تاريخ المنطقة العربية، فإن احتمالات زوال الكيان الإسرائيلي ترتفع، أو على الأقل خروجه من الأراضي المحتلة وعودته إلى حدود العام 1948، فحرب تشرين لم تزل في الذاكرة الإسرائيلية، واليوم يضاف إلى المفردات العسكرية القديمة، مفردتي المقاومة الإسلامية في لبنان، و المقاومة الداخلية من الفصائل الفسلطينية الشريفة. وإن عادت سوريا، ومصر كل منهما إلى وضعه الطبيعي، فالدور الخليجي المؤثر في استقرار المنطقة بواسطة المال، سينتهي، فمع تزامن وصول السيسي إلى الانتخابات، يبرز اللواء خليفة حفتر في ليبيا في محاربة الإرهاب الذي يتخذ منه الكيان الإسرائيلي و أميركا سلاحاً لضرب دول المنطقة في العمق تحقيقاً لمشروع تقسيم المقسم. فالقوى الرافضة لوجود الإخوان المسلمين، والوهابية، هي قوى ثورية عربية، يأتي الرئيس الأسد و سوريا في مقدمتها، و على برقية التهنئة يبنى جملة من المواقف القادمة في دمشق، بقبولهم عودة قنوات الاتصال مع الدول الراغبة في ذلك و التي أكدت المستشارة الإعلامية للجمهورية العربية السورية د. بثينة شعبان، أن من بينهم دول عربية و خليجية بالإضافة إلى دول غربية. وهنا يفرض السؤال نفسه، فلما لم تقبل سوريا التعاون في الملف الأمني مع الدول الغربية التي طرحت مشروع التعاون مع الحكومة السورية للقضاء على الإرهاب، و الجواب يأتي من أن سوريا تدرك تماماً أن من يرغب بالسلامة للسوريين لا يأتي ليحارب الإرهاب في سوريا بينما يدعمه في المحافل الدولية، ويدين الحكومة السورية التي تحارب الإرهاب ذاته، و كأن محاربة الإرهاب من دونهم من محرمات السياسية و السلم الأهلي في العالم، ولا تجوز لغيرهم. وحين تقبل سوريا بعودة قنوات الاتصال السياسي معهم، إنما تؤكد بذلك أنها مع الحل السياسي، داخل أو خارج جنيف، مع "المعارضة" أو بدونها، وبذلك تؤكد أنها الطرف الأقوى في السياسية و الميدان. فسوريا حين اتخذت قرارها بالاتجاه نحو شرق العالم بسياستها، إنما استقرأت المواقف التي تحدث حالياً، فالمنظمات والتحالفات الدولية التي تخرج إلى العالم من الشرق، تؤكد القناعة الحكومية السورية بأن الغرب يتجه نحو الأفول السياسي، وبأن السنوات العشر القادمة ستثبت أن الشرق هو القوى السياسية الحقيقة في العالم، وما اتجاه الغرب إلى المحادثات مع إيران حول ملفها النووي إلا إدراكاً منه لقوتها، فالغرب لا يحترم إلا الأقوياء. على ذلك تقف سوريا من مصر اليوم، موقفاً إيجابياً، بكون الشعب المصري المحب لعروبته قال كلمته، و ما سوريا من العروبة إلا القلب، فالمصريون ينظرون إلى الأزمة السورية بذات العين التي رؤوا فيها حال بلادهم التي تعرضت لممارسات الإخوان و من معهم. ولا تعتب سوريا على العرب الذين طعنوا سوريا في الظهر، ويستمرون في طعنها عبر مشاريع قرارات تقدم لمجلس الأمن، فالعملاء يبقون عملاء. وفي المحصلة، إن حصل التقارب المتوقع إعلانه قريباً بين الرئيس السوري بشار الأسد والمشير المصري عبد الفتاح السيسي، فإن الزلزال الذي سيحدثه هذا التقارب، لن تقوى أمريكا ومن معها على استيعابه، و سيشل حركة الكيان الإسرائيلي ويدخله في مستنقع التخبط الذي تعودنا عليه. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية