كثيرة هي الأخبار والموضوعات المتعلقة بجرائم التحرش، والتي ازدحمت بها صفحات الصحف المصرية خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد واقعة التحرش بفتاة التحرير التي أثارت جدلاً وهزت الرأي العام المحلي والعالمي لبشاعتها. وتشير دراسة للأمم المتحدة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالقاهرة،إلى أن 99.3% من المصريات يتعرضن للتحرش سواء اللفظي أو الجسدي، وهو مبرر قوي للاقتراب أكثر من الظاهرة، وعرض روايات حقيقية لفتيات تم التحرش بهن ،لمعرفة أسباب ذلك وسبل التصدي لها، البداية كانت مع حالة «هالة.ع» والتي تقول: «في يوم كعادتي توجهت للمترو لأستقله ذاهبة إلى العمل، وبالخطأ ركبت عربة الرجال أو المختلط كما يسمّى، وما إن ركبت حتى وجدت مجموعة مكونة من خمسة شباب، وقفوا بالقرب مني على مسافة أقل من المتر، وبدأوا يتحدثون بكلام بذئ وإيحاءات خادشة للحياء. ولم يكتفوا بإحراجي عبر سماعي لتلك الألفاظ، بل اقترب أحدهم مني في محاولة للمس جسدي، فأخرجت آله حادة من حقيبتي أصبحت تلازمني في كل مكان، وصرخت فيهم بكل قوة، والغريب أن واحدا منهم فقط ارتعد بينما تطاول الأربعة الآخرون، ولم أستطع فعل أي شيء سواء الصراخ أو البكاء، وما أحزنني أكثر ،أن كل ذلك حدث على مرأى ومسمع من الجميع في عربة المترو دون أن يتدخل أحد لمساندتي». حالة نفسية سيئة وإذا كانت الفتاة السابقة قد استعانت بآلة حادة للدفاع عن نفسها من المتحرشين، إلا أن «سالي.ش» لجأت للاستعانة بسماعة الهاتف الخلوي لتنقذ نفسها وأذنها من المعاكسات الخادشة للحياء، والكلام الفاضح الذي تسمعه.. وعن ذلك تقول: «لجأت لتلك الحيلة بعد أن دخلت في حالة نفسية سيئة بسبب ما أسمعه يوميًا من ألفاظ جارحة»، فهناك الكثير من الفتيات تتغير طريقة تعاملهن مع الرجال بسبب ما يتعرضن له من تحرش، ويصبحن أكثر خشونة، حتى مع المقربين منهن في محاولة لحماية أنفسهن، والكلمة البسيطة التي يطلقها الشاب، لا يعرف قدر المعاناة التي تعيشها الفتاة بعد سماعها. وهناك بعد آخر للظاهرة ترصده معاناة «فرناس.ح» حيث تقول: «أعترف أنني أعيش في مشكلة كبيرة ولم أعد الاحتمال، بسبب المضايقات التي أتعرض لها يوميًا في طريقي للعمل أو المنزل أو أي مكان أذهب إليه، حيث أتعرض للمعاكسات والتي تتطور بدورها للتحرش واللمس أحيانًا، برغم أنني أرتدي ملابس محتشمة ولا أعرض نفسي للوقوف في الزحام». وتكمل قائلة: «كل ذلك لا يمثل المشكلة التي أشتكي منها، حيث إن التحرش أصبح أمرًا معتادًا مع الأسف، ولكن الأزمة تتمثل في علاقتي بزوجي، فلم أعد أرغب فيه أو أكون معه، وقد تأثرت حياتي الزوجية، ولا أعرف من السبب في ذلك ، حتى إنه اشتكى لأبي وأهلي من تصرفاتي الغريبة معه، والتي تنم عن رفضي له، والغريب أنني أحبه كثيرًا ولكنني أصبحت محطمة نفسيًا، ولا أعرف طريقا للحل، فحياتي في خطر، والطلاق يتهدد أحلامي بسبب التحرش». تحرش «محارم» وتسرد «خ.ص» واقعة أخرى أكثر مرارة، وتقول: «أصبحت معتادة التحرش من الغرباء ولكن المفاجأة هي لجوء أحد أقاربي لذلك أيضًا، فقد تحرش بي ابن عمي أكثر من مرة، وهو أكبر مني بعشر سنوات، ولا أعرف كيف أصارح أبي بهذا الأمر، لاسيما أن والدي رجل محافظ وسيلقي اللوم عليَ في النهاية»وتتابع قائلة: «لم أعد أرغب في الذهاب للمناسبات العائلية، وأصبحت منطوية ولا أرغب في الحديث مع أحد، أو مشاركة الآخرين أحداثهم، فالعزلة هي عنواني الجديد، وأعاني حاليا من انهيارٍ نفسي تام وحالة بكاء مستمرة». قتل متعمد في السياق نفسه شددت رئيس المجلس القومي للمرأة السفيرة ميرفت التلاوي، على ضرورة توقيع أقصى عقوبة على مرتكبي حوادث التحرش الجنسي الممنهج، بالدرجة التي تكفل عدم تعرض أية فتاة مرة أخرى لمثل تلك الحوادث وأحدثها «فتاة التحرير». وتؤكد أن ما تتعرض له السيدات في الفترة الأخيرة من تحرش لا يعتبر سوى قتل متعمد مع سبق الإصرار،. والمطلوب ضرورة إعادة النظر في مشروع قانون مناهضة العنف ضد المرأة الذي أعده المجلس القومي من قبل، وتمت الاستعانة ببعض مواده في الدستور ضمن الجزء الخاص بالتحرش. واتفقت رئيس المجلس القومي للمرأة مع الآراء التي وجهت أصابع الاتهام للأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات درامية في الفترة الأخيرة ،بأنها كانت سببًا في تفشي ظاهرة التحرش داخل المجتمع المصري. الفن والظاهرة اتفقت رئيس المجلس القومي للمرأة مع الآراء التي وجهت أصابع الاتهام للأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات درامية في الفترة الأخيرة ،بأنها كانت سببًا في تفشي ظاهرة التحرش داخل المجتمع المصري. البيان الاماراتية