خرج منتدى الإمارات للثقافة الرياضية، الذي عقد أول من أمس في ختام جلساته بثماني توصيات تعتبر كموجهات عمل نحو تعزيز ثقافة القيم الرياضية في الوطن العربي، وأولى هذه التوصيات: أهمية صياغة ميثاق للقيّم الرياضية بدولة الإمارات، وثانيها: ضرورة قيام المؤسسات التربوية بإعداد برامج متخصصة تهدف إلى غرس القيّم الرياضية، وثالثها: اعتماد منهاج خاص يعمل على تعزيز وتوجيه السلوك في المنظومة الرياضية، ورابعها: تسليط الضوء على أهمية القيّم الرياضية من خلال تبني إحدى المؤسسات لإعداد برامج توعوية وتثقيفية في القطاع الرياضي لمواجهة تحديات العولمة. اتفاقيات تعاون وخامس التوصيات إبرام اتفاقيات تعاون مع الأندية والمؤسسات التربوية لتثمين وتعزيز القيّم الرياضية، وسادس هذه التوصيات، التأكيد على دور الإعلام في تعزيز القيّم الرياضية وتحصينها ووضعها في إطار حاكم للأداء الرياضي. وطالبت التوصية السابعة بضرورة إقامة الملتقى بشكل دوري تأكيداً على أهمية الحفاظ على مبادئ ثقافة القيم الرياضية في المجتمع الرياضي. ودعت التوصية الثامنة والأخيرة إلى تشكيل لجنة فنية لصياغة الأدوار بين المؤسسات الرياضية بما يخدم تعزيز القيم الرياضية. وكانت جمعية الرياضيين قد نظمت منتدى الإمارات للثقافة الرياضية، يعتبر الأول من نوعه في الدولة تحت شعار « القيم الرياضية »، وذلك بمقر الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في دبي، وحظي بمشاركة كبيرة لقيادات رياضية وإعلامية، واستهدف المنتدى المساهمة في تكريس مفهوم المهنية، عبر الارتقاء بمستوى مهنة التربية البدنية والرياضة، وتركيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة لخبرات أبناء الدولة من المختصين والعاملين في المجال، لتمكينهم من الاضطلاع بأدوارهم في تنمية وتطوير رياضة الإمارات. وتضمنت فعاليات المنتدى ن في المجال، 3 جلسات ناقشت 7 محاور، وألقت الضوء على كيفية غرس قيم الرياضة من خلال الممارسة الرياضية بمختلف تخصصاتها ومستوياتها وفئاتها العمرية استعدادا للتحديات المقبلة، وتعزيز القيم الحضارية النابعة من الأساليب الراقية في التعامل بين الرياضيين عبر إزكاء مقومات الحوار والتسامح والتعايش. خطورة الإعلام قال أحمد أبو الشايب رئيس القسم الرياضي بجريدة الإمارات اليوم: إن الإعلام يقوم حالياً بدور المدرسة والجامعة والأسرة في نشر ثقافة القيم الرياضية، وله دور تربوي كبير، وهنا تكمن خطورة الإعلام الرياضي«. وأضاف:» علينا أن نبرز القصص التي تشهد خروجاً عن النص ومحاصرتها بالنقد والتحليل والتوجيه، ولفت الأنظار إليها حتى نضمن عدم تكرارها، موضحاً أن إبراز المشكلة ليس إثارة لها ولكن لمعالجتها وعدم تكرارها«. وقال:» إن إلقاء الضوء على باقي الألعاب غير كرة القدم يكون دافعاً قوياً للهيئات والمؤسسات الرياضية لبذل المزيد من الجهود والعطاءات لتحقيق المزيد من الإنجازات«. الجلسة الثالثة تبرز دور الإعلام في نشر القيم الرياضية تناولت الجلسة الحوارية الثالثة في المنتدى دور الإعلام الرياضي في نشر ثقافة القيم الرياضية، بحضور الإعلامي محمد الجوكر أمين عام لجنة الإعلام الرياضي، والإعلامي أحمد الحوري رئيس القسم الرياضي بجريدة البيان، والإعلامي ضياء الدين علي رئيس القسم الرياضي بجريدة الخليج، والإعلامي أحمد أبو الشايب رئيس القسم الرياضي بجريدة الإمارات اليوم، وأدارها الإعلامي سامي عبد الإمام. تعامل واعٍ مع قضية كوزمين أكد أحمد الحوري رئيس القسم الرياضي بجريدة البيان أن للإعلام دورا كبيرا في نشر الأخلاق والقيم الرياضية، ولا يخلو بيت من رياضي أو متابع، وهناك وسائل إعلام كثيرة، وزاد الاهتمام لدى الشعوب بالإعلام خاصة بالأحداث الرياضية المهمة كمونديال البرازيل 2014، وعلينا أن نتساءل: هل الرياضة من أجل تهذيب النفوس وأنها تحتاج إلى المزيد من الوعي ونشر الثقافة؟ والإجابة نعم. وأضاف:» ازدادت الحساسيات بين المتنافسين في الملعب، وهناك تعديات على الحكام، ومباريات ساخنة كما حدث في لقاء مصر والجزائر، فالشحن الإعلامي المبالغ فيه، وصل إلى حد القطيعة بين الدولتين، وحتى الآن هناك متعصبون لايزالون يذكرون هذه الأحداث وكل هذا بسبب الإعلام. وتابع:« الرياضة تتحول في بعض الأحيان إلى تدمير للشعوب إذا خرجت عن نطاقها الصحيح، لذا لابد من وجود رقيب ونشر للثقافة الرياضية مع عدم إغفال دور الجهات الأخرى كالأندية، والشرطة في كل الدول، حتى نصل برسالة كاملة إلى كل الأطراف. رقابة ذاتية وقال:» الإعلام المحلي يمتاز برقابة ذاتية، فعلى سبيل المثال مشكلة مدرب الأهلي أورلايو كوزمين الشهيرة، كان الإعلام الرياضي متزناً وساهم في عدم تضخيم القضية، وساهم في عدم التشاحن الجماهيري، بعكس مواقع التواصل الاجتماعي، التي أشعلت الأمور لكن إعلامنا كان واعيا ورقيبا ذاتيا في الحد من هذه الأمور. وأضاف:« علينا التركيز على ضرورة التأكيد على دور الإعلام، والتأكيد على مبدأ أن الرياضة فوز وخسارة، وزيادة التوعية باللغة والعبارات المستخدمة في الإعلام لأن لها دورا مهما في زيادة الشحن الجماهيري، وقد يؤثر في الملعب والمدرجات، طريقة التخاطب وإيصال الرسالة الصحيحة لها دور مهم. كذلك ضرورة مكافحة الاعتداءات اللفظية والبدنية، والتركيز على اللعب النظيف، ومكافحة المنشطات، والحث على تقديم الرياضيين لكل إمكانياتهم لرفعة المجتمعات، وتوعية المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي بالبعد عن الشحن. اتصال وتواصل وأكد الإعلامي محمد الجوكر أن لجنة الإعلام الرياضي تقوم بعملية اتصال وتواصل بالمؤسسات الصحفية لتعريف المتلقي بالرسالة الإعلامية لتثبيت القيم الرياضية ونشرها. وقال:» لدينا 3 قنوات رياضية تقدم 9 باقات عن المونديال القائم حالياً بالبرازيل وإلى الآن لم نر برنامجا يتكلم عن ثقافة المونديال، لافتاً إلى أن تليفزيون الكويت يقدم 3 برامج لثقافة المونديال. دعم المؤسسات وأضاف:« أهمية الإعلام الرياضي تكمن في دعم المؤسسات الرياضية، وهدفنا دعم جمعية الرياضيين، موضحاً أن هناك اتحادا للثقافة الرياضية بالقاهرة، أو المنتدى العربي الثقافي، وهذه المصطلحات بدأت تظهر على المستوى العربي وهي غائبة عن الإمارات بالرغم من توفر الإمكانيات. وتابع:» نلاحظ خروج الإعلام الرياضي أحياناً عن دوره في نشر الوعي والقيم الرياضية إلى الصراخ والردح، وإثارة الفتنة، كما أن نسبة 99.9%، من التغطية الإعلامية تركز على نشاط كرة القدم بالرغم من وجود ألعاب أخرى. وقال:« للإعلام دور مهم في عدم تأجيج مشاعر الغضب والعكس ورأينا في بعض الدول العربية، كيف ساهم الإعلام الرياضي في خلق المشكلات بين الدول كواقعة مباراة مصر والجزائر، والتي أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين بسبب مباراة كرة قدم والمعالجة الإعلامية الخاطئة». وأضاف قائلاً:« لابد من تحديد الفاصل بين فضاء الإعلام، والرياضة لتجنب التقاطعات السلبية بينهما، كذلك خلق مواثيق معتمدة من قبل جمعية الصحفيين، وهناك مبادرات عدة لوضع ميثاق شرف إعلامي. دور مهم وقال ضياء الدين علي رئيس القسم الرياضي بجريدة الخليج:» تقوم جمعية الرياضيين من خلال نشأتها على تكريس معنى كبير للقيم الرياضية، لافتاً إلى أن للإعلام دورا مهما في نشر ثقافة القيم الرياضية، ووسائل الإعلام تلعب دورا مهما للوصول بالمتلقي من مرحلة المعرفة إلى تغيير السلوك لدى المتلقي. وقال:« الإعلامي ليس موظفا لكنه صاحب رسالة، لأن عليه دورا مهما في توصيل هذه الرسالة بنزاهة وأمانة وشرف لنهضة المجتمع». المبادرة وأضاف:« لابد من الحذر في وسائل الإعلام لأن العبث بها يمثل اللعب بالنار، وطبيعة الدور الإعلامي تقضي بالمبادرة دوما للإعلامي، وأن يكون على قدر بالمسؤولية، لافتاً إلى أن قدرة الإعلامي على توصيل الرسالة ترتبط بمهارته الشخصية، العملية ببساط هي رسالة بين مصدر ومتلق، ونتاج مباشر للتفاعل بين تلك العناصر ومفردات الواقع». وقال:« هناك جهات ومصادر عديدة يتعامل معها الإعلامي بشكل مباشر ووظيفة الصحافي، وعلى رأسها المصدر الذي يتعامل معه الصحفي ويستقي منه معلوماته، وعلينا أن نتساءل: هل للمصدر استراتيجية واضحة مع نفسه ثم وسائل الإعلام؟، وهل المؤسسة مستعدة لتقبل النقد؟، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المؤسسات والأندية ترفض النقد وتجرمها، وهذه أكبر مشكلة تواجهها وسائل الإعلام. وأضاف:» بالنسبة للإعلامي فهو الوسيط بين المصدر والمتلقي، ولابد للصحافي أن يكون مؤهلا ولديه خبرة جيدة، وأخلاقيات وقيم ومثله العليا، لافتاً إلى أن المسافة بين الصحافي وبين المصادر، تحكمها السياسة الإعلامية للمؤسسة ومكان صدورها ومواردها. وقال: بالنسبة للرسالة التي يهدف الإعلام لتقديمها للمتلقي لابد وأن تكون موضوعة في قالب إعلامي مناسب، وأن تكون هناك موضوعية ونزاهة ومهنية، وأن تكون مهمة للجمهور، وعن الجمهور أو المتلقي وهو الطرف الأخير في العملية. حياد قال أحمد أبو الشايب رئيس القسم الرياضي في "الإمارات اليوم: ينبغي أن ينأى الإعلام بنفسه عن الانجراف إلى التعصب الجماهيري المقيت وأن يتمسك بالحياد في الطرح واحترام المجتمع. مخاطر المواقع أكد ضياء الدين علي أن هناك مخاطر تحيط بالمتلقي مثل وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت التي باتت تمثل إعلاما موازيا وعلينا أن لا نتجاهله، وهو يخلو من عملية القيم، وفي النهاية لابد للرسالة الإعلامية أن تغير السلوك، وإلا تكون فشلت. البيان الاماراتية