((عدن حرة)) صنعاء : الجمعة 2014-06-27 03:42:12 . تمكن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تحقيق تقدم واضح في معالجة ملف الوضع في الجنوب، وكسب ثقة قيادات بارزة في الحراك، لكنه يتعثر في التعامل مع ملف الشمال المعقد، الذي تختلط فيه الصراعات المذهبية المسلحة مع مراكز النفوذ القبلية والعسكرية. . وفي مشهد بدت فيه الأحزاب السياسية المدنية غائبة، يواصل هادي المضي نحو إقرار الدستور الجديد، وإقامة الدولة الاتحادية التي يأمل أن تشكل نقطة فاصلة بين ماضي الصراعات، وتؤسس ليمن جديد، لكن التحديات السياسية والاقتصادية ربما لا تساعد على تحقيق هذا الحلم الذي يريد من خلاله الرئيس هادي أن يدخل التاريخ. . وبعد أن حصل على تأييد أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي، العميد ناصر النوبة، والزعيم الجنوبي عبد العزيز المفلحي، صاحب النفوذ القبلي والسياسي الواسع، جاءت تصريحات رئيس الحكومة الأسبق حيدر أبو بكر العطاس داعمة هذا التوجه، ولمقررات مؤتمر الحوار. . وفي أحدث تصريحاته أكد العطاس أهمية المشاركة في صياغة الدستور الاتحادي الجديد والرقابة على مخرجات الحوار الوطني و التعاطي السياسي مع المخرجات باعتبارها المتاح الممكن. . آثار حرب 94 وتأتي هذه التصريحات فيما يواصل الرئيس هادي معالجة آثار حرب 94 في الجنوب من خلال التعيينات في المناصب العليا وإعادة المبعدين من وظائفهم المدنية والعسكرية، حيث أقر مجلس الوزراء البدء بتنفيذ واحدة من أهم النقاط المتصلة بالجنوبيين، من خلال منحه نسبة 50 في المئة في كل المواقع القيادية في الدولة وإعطائهم الأولوية في التوظيف. . ولا تبدو الإجراءات التي يتخذها هادي بشأن معالجة ملف الجنوب مرضية للكثيرين حتى الآن، خصوصاً أن قضايا أخرى لا تزال عالقة، مثل ملف الأراضي ومؤسسات الدولة التي ملكها النظام السابق للمحسوبين عليه، وعدم حسم ملف المبعدين من وظائفهم، لكنها استطاعت أن تعيد ثقة جزء كبير من الجنوبيين بجدية النظام في رفع المظالم التي لحقت بهم طوال سنوات الحكم السابق. . ويلاحظ المراقبون أن هادي كان متسامحاً مع الحوثيين في المواجهة مع خصومهم، وجعل أجهزة الدولة تجنح نحو الحياد في الصراع المسلح، الذي انطلقت شرارته من منطقة دماج بمحافظة صعدة حتى بات اليوم علي بعد عشرة كيلو مترات من العاصمة. . منع سقوط ومع تقدم الحوثيين نحو مدينة عمران لإسقاطها تعامل هادي مع الملف باعتباره صراعاً بين أتباع حزب الإصلاح وحلفائهم ولم تتدخل قوات الجيش إلا لمنع سقوط المدينة بأيدي الحوثيين، واستجاب هادي لواحد من مطالبهم المتمثل بإقالة المحافظ المحسوب على حزب الإصلاح وتعيين قيادي في حزب المؤتمر بدلاً عنه لكن ذلك لم يوقف المواجهات. . وعاد هادي، الذي شكل لجنة وساطة لوقف القتال في عمران، ليحذر الحوثيين من دخول المدينة، وقال إنها خط أحمر، كما أمر الطيران الحربي بقصف مواقع الحوثيين عند مهاجمتهم حامية المدينة، وهو أمر يظهر مدى الإرباك في التعامل مع هذا الملف. . ومع استمرار المواجهات في محيط مدينة عمران تمكنت وساطة قبلية جديدة من إبرام اتفاق صلح جديد بين الجيش والحوثيين في مديرية همدان بمحافظة ريف صنعاء، ينص على وقف إطلاق النار وإلزام الحوثيين بإخلاء جميع مواقعهم، التي استحدثوها في الجبال التي تحيط بمعسكر الاستقبال، وفي المقابل تعود قوات الجيش إلى ثكناتها. . تمييز لم يظهر الحوثيون، الذين تمددوا خلف مدينة عمران ووصلوا إلى مشارف صنعاء أي عداء للرئيس هادي، رغم أن قوات الجيش هاجمت مواقعهم في ضواحي العاصمة، وقام الطيران الحربي بتنفيذ غارات عدة على تلك المواقع، بل حرصوا على إظهار الصراع على أنه مع حزب الإصلاح وقوات الجيش التي تخضع لنفوذ المستشار العسكري للرئيس. . * محمد الغباري / البيان عدة حرة