الجمعة 27 يونيو 2014 04:58 مساءً صنعاء((عدن الغد))خاص: من وراء جدران القبح رأيت نوراً ، وسمعت أصوات أنغام .. تهز الروح ؛ معلنة بدء الصلاة في محراب الجمال .. تماهيت به ، وتزاوجت روحي معه ؛ فأنجبا حياة كلها سعادة وفرح ! وفي أول طريقي رأيته وردة فتح قلبه عند الضحى ، فأخذتْها فتاة .. قبلته ، ووضعته على صدرها .. ولما بلغت ذرى التوحد معه ، وقفت حائراً.. وأمسكت بيده ، وقلت له متسائلاً : من أنت أيها الجمال ؟ فأجابني قائلاً : أنا .. سر المرأة .. رمز الطبيعة .. روحانية الإيمان .. أنا رب الشعر ، وإله الموسيقى ! أنا.. فتنة الناظرين ، قسمة السامعين ! أنا .. قلبٌ جُعل معبدًًا للحب ، وكنيسة للحسن ، ومسجداً تقام فيه شعائرهما! أنا .. إبتسامات الربيع ، وضحكات الصيف ، وتأوهات الخريف ، وبكاء الشتاء المفارق لي ! أنا .. رقّة نسيمات السّحر ، وعطر أزهار الياسمين ، ولطف نور القمر ، وأنغام الشحارير ، وحفيف الأغصان ، وخرير الجداول ، ووداعة الأطفال ،و براءة الحب ، وليل الشعر ، وعاج الجِيد ، وغصن القد ، دموع سحاب تساقطت في كؤوس نرجس . ملأت نفس الطبيعة ، فشربت العصافير ، وغنت السرور والفرح ! أنا .. ربيع ترى أثار أقدامي في الحقول ، وتموّجات إخضراري في السهول ، وثوب لبسته الأشجار ؛ فغدت كالعرائس ليلة الزفاف ! تراني في سعادة الراعي ، وطمأنينة القروي ، وقبلة العاشقين ، ووفاء الجندي ، وقوة العلم، وعدل السلطان ، وانتظام الحياة ..! أنا .. قوة تبدأ في قدس أقداس الذات ، وتنتهي في ما وراء الخيالات ! وبعد أن سمعت قوله أذّنت في الناس .. ذلك الجمال لا ريب فيه .. ف " يا أيها الذين أنزلت عليهم أيات الجمال .. تهللوا وافرحوا لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون " حقيقة .. " الجمال .. دين الفلاسفة " ! . بقلم : محمد علي البارع عدن الغد