عصام أبو القاسم (الشارقة)- تشوش أعمال الفنانة الإيطالية لارا فافاريتو "مواليد 1973" المقدمة في معرضها «الضربة القاضية» المقام حاليا في الشارقة، ذاكرة المتلقي العادي؟ بأشكالها وموادها وحلولها الغريبة التي تجمع التلوين والنحت والصور ووسائط أخرى. يبدأ هذا التشوش منذ اللحظة الأولى حين تحاول التوسط بالعنوان المقترح للمعرض؛ فهو لا يسعف بشيء تقريباً لو قرأته قبل أو بعد جولة قصيرة في غرف المعرض الذي تقيمه مؤسسة الشارقة للفنون في "بيت السركال"، بالتعاون مع مؤسسة ""موما بي أس ذاكرة فنية تحتاج، إذن، لأكثر من ذاكرة مشاهداتك وقراءاتك حول معارض الفنون العربية لتتفاعل، بشكل أو بآخر، مع ما تقدمه الفنانة المتخرجة في جامعة كينجستون في لندن1999 والحائزة جائزة كويني استامباليا للفنانين الايطاليين الشباب 2001؛ إذ ما الذي يبدو ملهماً أو جميلاً أو مثيراً لأي شعور في العمل الموسوم "اتكاء، حفر، دفع"؛ فثمة ثلاثة قوالب خرسانية؛ وُضعت على مسافة واحدة في شكل أفقي، وقد ظهر أعلى القالب الأول أثر قبضة يد، فيما بدا رأس القالب الثاني كما لو أن احدهم اتكأ عليه بساعديه! نقرأ في كتيب المعرض: "تصب فافاريتو الخرسانة في قوالب مستطيلة تشبه قاعدة تمثال، وعندما تبدأ الصب تدفع بجسدها في مادة رطبة في مواقف سلبية ومندفعة مختلفة"! إذاً، ما يتكلم عنه هذا المقتبس هو الجزء الذي لم نتابعه من هذا العمل؛ هو الجزء الحي، والذي عاشته الفنانة قبل أن تجعل من عملها مادة قابلة للعرض؛ وهو يمكن ان يشكل فرقاً من نوع ما، عندما يعرفه المتلقي، ومن ثم ينظر إلى المستطيلات الخرسانية؟ يصح القول؛ إذاً، إن مقصد الفنانة هنا يتعلق بالأفكار قبل الأشكال؛ أو يتعلق بما يمكن ان نفكر به عند تلقي العمل أول مرة. قد يكون دقيقاً أكثر أن نتكلم عن "خلفية العمل الفني" أو "ظروف/ طرق انتاجه"؛ فالعمل الذي نراه الآن ليس كاملاً؛ ولكي يُفهم لا بد أن نحكي قصته، أو نجيب على سؤال مثل: ما الذي جعل الفنانة تنجزه! ... المزيد