بلغتْ قيمة المُنتج الأمريكي (الكلب) ثلاثة الآف غرام من الذهب، وقيمة الغرام الواحد تتجاوز ال 10,000 ريال، ريال ينطح ريال!! بينما قيمة المنتج الوطني لا تتجاوز ال 200 ريال فقط، (رصاصة) واحدة وتنهي الموضوع من أساسه وكل واحد (يروح بيتهم) والشواهد أكثر من أن تُحصى!!. ويصبح الجميع وكأن شيئاً لم يكن، الراعي يرعى والخبّاز يخبز والفاضي يتفوّه (يتثائب) وتدور عجلة الحياة دورتها المعووجة. بعض الأحيان تحصل (دربكة) حول الموضوع، يكون ضحيتها مُنتج وطني (رخيص) آخر، بغض النظر عما إذا كان يستحق أو لا يستحق، فهو في النهاية (مُنتج وطني رخيص). ولكن أفضل ما في هذا الأمر هو أن الشباب قد وجدوا لهم مادّةً دسمةً للنشر والتوزيع وإن كانت على حساب مشاعر أهل المُنتج الوطني الرخيص، (طزّ في المشاعر وطزّ في أبو المشاعر) ما دام والمسألة فيها فضفضة (فاضية). ولو أن لمن دفع هذه الجرامات كقيمة لهذا (الوسخ) عينان لعرف أين يضعها، فينفع بها أحداً أو يفرج بها هم أحد آخر. سبق وأن قلت لكم أن العالم قبيح ولا يستحق أن يعيش فيه الناس الطيّبون (مثلنا)، ولكن ما العمل؟؟ ليس أمامنا إلّا الصبر، (ربنا افرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين). يا نفس توبي فإن الموت قد حانا ** واعصي الهوى فالهوى مازال فتّانا أما ترين المنايا كيف تلقطنا ** لقطاً وتلحق أخرانا بأولانا في كل يوم لما ميْتٌ نشيّعهُ ** نرى بمصرعه آثار موتانا ما بالنا نتعامى عن مصائرنا ** ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا نزداد حرصاً وهذا الدهر يزجرنا ** كأن زاجرنا بالحرص أغرانا ثم ماذا بعد!؟ يمضي عامٌ ويُقبل آخر وأنا ما زلتُ أنتظر.... أنتظر ماذا؟؟ أنتظر هذا المستقبل المشرق الباسم، والأيادي الحانية، والكلمات الجميلة، أنتظر الحب والإخلاص، أنتظر مشهد أسراب الطيور المغرّدة في حقول الذرة الجميلة ومشاهد الجداول الرقراقة والحدائق الغنّاء، وكل من في الوطن قد أخذ قسمه من الفرح والسرور، حتى النملة الضعيفة لم تعد تخاف من سليمان وجنوده... أنتظر هذا الذي يسمونه مجازاً (حلم وردي)، لا لشيء، فقط أريد أن أرى كيف تكون الأحلام وردية!؟ أما الأحلام السوداء فقد رأيتها ولله الحمد على كل حال!! ما زلت على الحافة متوشّحاً انتظاري، وقد أصبح جزءاً منّي، يأكل معي ويشرب معي وينام معي، وإذا ما حاولت ترْكه في مكانٍ ما، يجدني الخبيث على حين غفلة منّي. أذكر أنني تركته ذات مرّة في أحد الأماكن المكتضّة بالناس، لعل أحدهم يجده ويأخذه ليبتلي به بقية عمره، ولكن للأسف، أدركني الخبيث في أول غفلة بعد أن خرجتُ هارباً. لديه طرقه الخاصة في العثور عليّ، حتى ولو كنتُ في كومة قش!! :( قش. :(